استهداف الفرقاطة السعودية في ميناء الحديدة.. دلالاته وتداعياته

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1845
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

خاص – التقرير
قبل يومين، أعلنت قيادة التحالف العربي تعرض فرقاطة سعودية، في أثناء دورية مراقبة غرب ميناء الحديدة، لهجوم من قبل 3 زوارق انتحارية، تابعة للميليشيات الحوثية، ما أدى لاستشهاد 2 من أفراد طاقم السفينة، وإصابة 3 آخرين حالتهم مستقرة.
وأوضحت قيادة «التحالف» أن السفينة السعودية تعاملت مع الزوارق بما تقتضيه الحالة، إلا أن أحد الزوارق اصطدم بمؤخرة السفينة، ما نتج عنه انفجار الزورق، ونشوب حريق في مؤخرة السفينة، ما أدى لاستشهاد اثنين من طاقهما وإصابة آخرين.
وفي بداية أكتوبر من العام 2016، استهدفت الميليشيات الحوثية، سفينة إماراتية مدنية، تدعى «سويفت»، كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن، لنقل المساعدات الطبية والإغاثية، وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين، لاستكمال علاجهم خارج اليمن.

عمل تخريبي
بعد أقل من 24 ساعة من الهجوم الذي استهدف الفرقاطة السعودية، أعلن اللواء أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، مساء الثلاثاء، في اتصال هاتفي مع قناة “الحدث” أن انطلاق الهجمات من ميناء الحديدة، عمل تخريبي ومؤشر خطير.
أضاف: «الفرقاطة السعودية كانت تراقب السفن التي تدخل لميناء الحديدة»، مشيرًا إلى أن الميليشيات تعمل بشكل عشوائي وتستهدف أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وأوضح إن «ميناء الحديدة من أهم الموانىء التي تستخدم لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية، والمواد التجارية لليمن».
وتابع: «التهديد الإرهابي في اليمن يشمل الحوثيين والقاعدة معًا، وهما وجهان لعملة واحدة، ويعملان مع بعضهما»، مضيفًا: «السفينة السعودية واصلت مهامها الدورية في منطقة العمليات، فيما واصلت القوات الجوية وسفن قوات التحالف متابعة الزوارق الهاربة، والتعامل معها أيضًا».

نقاط ضعّف
قال تقرير أعده خبيران من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن ملابسات حادثة ضرب الحوثيين لفرقاطة سعودية في البحر الأحمر مؤخرًا، تشير إلى وجود نقاط ضعف مثيرة للقلق في بحرية المملكة.
التقرير لفت إلى أن التسجيل المصور لحادثة الهجوم على الفرقاطة الفرنسية الصنع، والتابعة للبحرية السعودية، والتقط من طرف زورقين، يظهر أن زورقا -حوثيًا- ثالثًا، اقترب من السفينة وضرب مؤخرتها.
واستنتج الباحثان سايمون هندرسون وجيرمي فوغان أن الحادث يدل على «وجود نقاط ضعف مثيرة للقلق في البحرية السعودية»، مشيرين إلى أن الهجوم وقع في وضح النهار، وما كان يتعين السماح لزورق انتحاري بالاقتراب الشديد من الفرقاطة.
وأقر التقرير بصعوبة استعمال مدافع هذه السفينة، المنصوبة في مقدمتها ومؤخرتها، في صد هجوم من هذا النوع، لكنه لفت إلى أنه «تم تصميم البارجة لحمل طائرة هليكوبتر، وليس هناك مؤشر بأنه كانت هناك مثل هذه المروحية، في أثناء وقوع الحادث».
وأوضح في هذا الشأن، أنه لو تعرضت سفينة أمريكية لمثل هذا الهجوم، «لكانت مروحيات البحرية الأمريكية حاولت في وقت مبكر منع القارب الصغير من الاقتراب منها، وذلك باستخدام الشعلات الضوئية، والدخان العائم، والطلقات التحذيرية».
وذكّر الباحثان بأن مسرح العمليات اليمني كان شهد في أكتوبر الماضي إطلاق «صاروخ مضاد للسفن من مواقع صواريخ ساحلية، تخضع لسيطرة الحوثيين، وألحق أضرارا بسفينة سويفت العالية السرعة، التي كانت تابعة للبحرية الأمريكية سابقا، وتم بيعها للإمارات العربية المتحدة، وكانت تديرها قوات التحالف بقيادة السعودية، كسفينة لإنزال القوات وتوفير الخدمات اللوجستية».
وألمح الباحثان إلى أن واشنطن قد تجد في حادث الهجوم على الفرقاطة السعودية «فرصة للضغط على الرياض، لكي تسعى للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، بدلاً من استمرارها في المسار، الذي يظهر للكثيرين بأنه حرب لا يمكن الانتصار فيها».

هجوم خطأ
قال مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إن الهجوم على الفرقاطة السعودية، قبالة ميناء الحديدة اليمني، كان يستهدف سفينة حربية أمريكية، ونقلت قناة «فوكس نيوز» عنهم أن السفن البحرية التابعة لهم، تنشط في منطقة الهجوم، الذي نفذه حوثيون بدعم إيراني.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي محمد القبيبان: «ضرب الفرقاطة السعودية دفع به تضييق الخناق على الحوثيين، وتحرير المناطق الساحلية ابتداء من ذباب ومخا وباب المندب، وصولا إلى أعتاب الحديدة»، مضيفًا: «هذا التطور هو الذي وقف وراء العملية العشوائية الانتحارية، التي تشير إلى حجم المأزق الحوثي، إذ إنه بعد السيطرة على هذه المناطق، ستكون نسبة 80% من المعركة حسمت».
ووصف الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبد الوهاب الشرفي، بيان التحالف العربي الذي يقول إنها عملية انتحارية «بالبائس»، إذ أن الفيديو الذي بثه الإعلام الحربي للحوثيين، يظهر «عملية موفقة»، بدءا من الصاروخ الموجه ضد الفرقاطة، حتى اشتعال النار فيها، وترجيح «البنتاغون» بأن المستهدف سفينة أمريكية، رد عليه الشرفي: «أي قطعة حربية، سواء سعودية أو أمريكية، إنما استهدفت داخل المياه اليمنية».
المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية «ماثيو ماكينيس» قال: «الحادث -الذي يرى المحللون الأمريكيون إنه عملية انتحارية- سيترك تداعيات بالمنطقة»، مضيفًا: «إنه ليس معروفًا ما الذي ستقدم عليه الإدارة الجديدة، لكن الأمر يقلق لأنها قد تتصرف دون حسابات».