الأمير تركي الفيصل ورؤيته «المغرية» لدونالد ترامب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 442
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ميديل إيست آي – التقرير

في لقاء خاص له مؤخرا بنادي المسافر المهيب في لندن، عرض الأمير السعودي تركي الفيصل، رؤية مغرية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

يشار إلى أنه لمدة أكثر من 20 عاما، أدار الأمير وكالة المخابرات السعودية قبل أن يتولى مهمة ممثل مفوض بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وتحدث الأمير كمواطن عادي، وليس نيابة عن الحكومة في هذا الحدث بلندن، حيث لاحظ الأمير، أن الرئيس المنتخب “أدلى بعدة تصريحات متناقضة” حول دور أمريكا الحالي في الشرق الأوسط.

وقال مبتسما، “إن التكهن في الوقت الحالي بما سيفعله الرئيس بمثابة استكشاف كرة كريستال”. ومع ذلك، قام ترامب “بالتراجع عن بعض التصريحات الأكثر اضطرابا”.

Republican presidential candidate Donald Trump flanked by members of his family speaks to supporters during election night at the New York Hilton Midtown in New York on November 9, 2016. Trump won the US presidency. / AFP PHOTO / Timothy A. CLARY

وعلى الرغم من أنه قد يكون من المبكر جدا بالنسبة لترامب التفكير في المشاريع الموروثة، فإن هذا لم يمنع الأمير من إنشاء واحد من أجله، وحثه على عدم خرق الاتفاق النووي مع إيران.

شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية

وقال الأمير، “بدلا من خرق الاتفاق يجب على ترامب استخدامه كعصا قوية ليس فقط ضد الإيرانيين ولكن ضد إسرائيل أيضا. والهدف الأساسي هو جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية”.

ولكن خرق الاتفاق، قد يدفع إيران نحو استخدام الأسلحة النووية، ويعزز القلق السعودي حول ما يرونه هيمنة إقليمية إيرانية، والتي لن تؤدي إلا إلى انتشار تلك الأسلحة.

كان الأمير يرى بحكمة ترامب على أنه رجل ينتهز ويعزز الحلول البسيطة (التي ربما تجدي نفعا أو لا) في حل المسائل المعقدة، وإن عروض الأمير تركي، لا تعد شيئا إن لم تكن أنيقة في بساطتها.

إن الرئيس ترامب، يضمن أن إيران لن تطور من قدراتها على تصنيع الأسلحة النووية. وإسرائيل والسعوديين وبقية دول الشرق الأوسط يتنفسون الصعداء.

ومن ثم كدليل على حسن النية، تقبلت إسرائيل المبادرة العربية للسلام والمدفوعة من قبل السعودية، والتي أطلقت للمرة الأولى في العام 2002. ومن مبادئ المبادرة، موافقة العالم العربي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل انسحابها إلى حدود العام 1967. والانتقال بحل الدولتين كي يؤتي ثماره النهائية.

10

ومن ثم بحالة السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، يمكن التخلي عن الأسلحة النووية، التي لم يعترفوا بها مطلقا بشكل رسمي ولكن الجميع يعرف أنهم يمتلكونها.

وأضاف الأمير، “سيكون هذا الوضع بمثابة إرث ضخم لدونالد ترامب”.

تحطيم أوباما

يذكر أنه بطبيعة الحال، قضى الأمير تركي الدقائق القليلة السابقة في تحطيم باراك أوباما، الرئيس المنتهية ولايته، والذي يريد أن يترك الاتفاق النووي كموروث خاص به.

وقال “رفع السيد أوباما سقف التوقعات بشكل مبهج ثم حطمها بقسوة”، مشيرا إلى أنه بعد أن قام بدعوة الإسرائيليين للتوقف والكف عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية، لم يفعل الرئيس شيئا، “لقد تحول، ولم يكن يقصد حقا دفع الإسرائيليين لتقديم تنازلات مطلقا”.

وكان الأمير أكثر حدة عندما تناول معالجة أوباما للأزمة السوري، مشيرا إلى أن الرئيس يتعامل مع الخط الأحمر الفاضح لاستخدام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية بسبب أنه ربما يتسبب الأمر في تعقيد الاتفاق النووي.

CHINA-G20-SUMMIT-PUTIN-OBAMA

وأضاف الأمير، “يجب على المرء رفع القبعة لحماسته في تحقيق الاتفاق، وذلك إلى الحد الذي جعل حتى استخدام بشار للأسلحة الكيميائية ينتهي دون عقاب، وبهذا ستظل إيران على طاولة المفاوضات”.

وعرج الأمير بعد ذلك باختصار على العلاقات البريطانية السعودية، حيث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يلوح في الأفق، وستجد بريطانيا أن المملكة العربية السعودية صديق حقيقي ومخلص”.

ويجب أن يأتي هذا كغوث لتريزا ماي وفريقها المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي، ويعلم الأمير أنهم بحاجة لحشد العديد من الأصدقاء بقدر إمكانهم.

الرؤية الاقتصادية السعودية

وكان الموضوع التالي هو رؤية 2030، والثورة الاقتصادية التي تجرى حاليا بالمملكة العربية السعودية.

وقال، “توقع العلماء والخبراء بالفعل فشل هذه الرؤية. وأنا أعلن لكم أن رؤية الملك سلمان تتحدى هؤلاء العلماء والخبراء.. إنها ليست وحي إلهي ومرنة بما يكفي لتلبية أي حاجة للمراجعة والتعديل”.

وأك باستهجان، أن الخطة ليست معدة من أجل أصحاب اللحى الرمادية و “الرهبان القدامى” مثله، ولكن من أجل 70% من الشعب السعودي ممن هم تحت سن الـ35 والذين سينتجون “بذور النهضة من تحت الأرض”.

يشار إلى أن رؤية 2030 من بنات أفكار ابن الملك سلمان ذو الـ30 عاما، نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وكما هو معروف، فالأمير محمد هو الشخصية الأكثر نفوذا في المملكة، ولكنه حصل على فقط على إشارة عابرة من الأمير تركي.

وقال إن الأمير نائب ولي العهد، “يضمن أنه إذا ارتكبت أخطاء، فالشفافية والمساءلة المذكورة في الرؤية تضمن أنهم سيقومون بتصحيح هذه الأخطاء”.

ومن ناحية أخرى، وفي وقت لاحق من الحديث، كان ولي العهد والمنافس على العرش، وزير الداخلية محمد بن نايف، هو الهدف من إغداق الثناء على “مطاردة تنظيم القاعدة خارج من المملكة العربية السعودية، والحفاظ على المملكة في مأمن من مثل هؤلاء الأوغاد”.

وفيما يتعلق باليمن، قال الأمير تركي، “حتما في هذا النوع من الصراع يكون المدنيون هم الضحايا. وقد امتنعت المملكة بدقة عن إلحاق الأذى بالمدنيين، وعندما يحدث ذلك بالفعل، يكون عن طريق الخطأ الذي يتم الاعتراف به سريعا وتقديم التعويضات لأسر الضحايا”.

وأوضح أن وسائل الإعلام تجاهلت الفظائع التي يرتكبها الطرف الآخر مثل حصار مدينة تعز، والتي تعد ثالث أكبر مدينة في اليمن، وقال “هل أي منكم أيها السادة والسيدات رأى أي تقرير عن ذلك في الجارديان أو الإندبندنت؟”.

YEMEN-CONFLICT-SANAA-STRIKES

وفي الواقع، قامت الجارديان وغيرها من المنافذ بتغطية قصة تعز على نطاق واسع تماما من نفس منظور منظمة العفو الدولية والمنظمات الحكومية الأخرى.

ولكي نكون منصفين تجاه منظمة هيومن رايتس ووتش، ففي بيانهم كانوا يبذلون مشاق للإشارة إلى أن الحوثيين وحلفائهم بما في ذلك القوات الموالية للرئيس المخلوع “متورطون أيضا في العديد من الانتهاكات الخطيرة”.

وكانت هناك تقارير كتبت عن مدى معاناة اليمنيين على الأرض من هجمات الحوثيين وصالح في حين يقوم التحالف بتوجيه ضربات عن طريق الغارات الجوية.

ولكن بالعودة لمسألة موروث ترامب، ففي هذه الأوقات الجنونية وغير المستقرة، أليس الأمر فقط خارج إطار المتاح أن يسترعى إرث الأمير تركي الرئيس المنتخب؟.

ولكي يحدث ذلك، سيتوجب على الأمير السعودي التوجه إلى “تويتر”، هذا هو المكان الذي يحب ترامب أن يتناول من خلاله حديثه الصاخب ويمرح ويتسكع، وربما يقوم الاثنان بمتابعة بعضهما البعض.. وتحقيف السلام في الشرق الأوسط.