زيارة الملك سلمان إلى الأردن: وساطة للخروج من مستنقع اليمن.. والبرودة مع الغرب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1708
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نبأ/ (خاص) – تعاني السعودية على مستويات عديدة، فاقتصادها في تراجع مستمر بسبب هبوط أسعار النفط واعتماد اقتصادها عليه، وعلاقاتها مع واشنطن والاتحاد الأوروبي متداعية، ويزيد في معاناة السعودية التصدع في تحالفاتها العربية والإقليمية، وآخرها مع مصر. لكن أشد ما يعاني من نتائجه النظام السعودي هو العدوان المستمر على اليمن منذ مارس/آذار 2015 الذي غرقت في مستنقعه.
بعد زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الأخيرة إلى الرياض، والذي تشارك بلاده في تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية، التي لا يمكن أن تخلو من البحث في مآلات هذا العدوان، سيتوجه الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عمَّان قبل نهاية عام 2016م، حيث ستقام هناك القمة العربية المقبلة التي لم يحدد موعدها. هي زيارة يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج علم، في حديث إلى موقع “نبأ” الإلكتروني، أنها تأتي كمسعى سعودي لـ”إعادة لم شمل العرب” إلى جانب السعودية، وسعياً لجعل الأردن “يلعب دور المحرك على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الكبرى المؤثرة على مجريات الأمور في اليمن، لإيجاد نوع من الضغط على إيران بهدف الوصول إلى حل في اليمن”.
ويوضح علم أن هذه الزيارة “تأتي في مرحلة مصيرية، فعلى المستوى الأميركي هناك تغيير في الإدارة الأميركية، عهد يمضي وعهد سيأتي لم تتضح معالمه بعد. وهناك تورط روسي تركي في العديد من الساحات العربية وتحديداً سوريا والعراق، وهناك الدور الإيراني فيها أيضاً”، ففي هذه المرحلة، يقول علم، “نأخذ بالاعتبار الشيء الحاصل على المستوى الأوروبي من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والعلاقة بين العرشين البريطاني والأردني المهمة للسعودية خصوصاً أنها بحاجة إلى الانفتاح على الغرب بعد المشكلة مع الأميركي، فعلاقة العرش الأردني بالغرب بارزة”. ويذكّر علم بالعلاقات الباردة بين الرياض وواشنطن بسبب قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” (جاستا) الذي يجيز لضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2016م بمقاضاة السعودية.
لكن العقدة الأساس في زيارة الملك سلمان هي أن “يلعب الأردن دور الوسيط لإيجاد حل يحفط ماء الوجه السعودي في اليمن”، هذا ما يؤكده علم، “فالملف اليمني تحول إلى عبء على السعودية، وعندما انطلقت “عاصفة الحزم” (اسم أطلقته السعودية على عدوانها على اليمن) كُتِب لها أن تتوقف بعد مضي 40 يوماً حتى تعود “شرعية” (الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور) هادي إلى صنعاء، مضى 18 شهراً لم تنته الحرب”. كما أن “الملف اليمني يشكل حالة قلق بالنسبة إلى السعودية خصوصاً بعدما توجه الثقل القتالي إلى الحدود اليمنية السعودية”، وفقاً لما يقول علم.
ينبّه علم إلى أن السعودية “محرجة أمام المجتمع الدولي، أولاً بسبب قصفها مدارس في اليمن ثم إحالتها على اللائحة السوداء للأمم المتحدة، وثانياً بعد انسحاب الخبراء الأميركيين من السعودية ما عدا خمسة منهم بقوا لتزويد الطائرات السعودية بالوقود في الجو” لتشن غاراتها على الأراضي اليمنية، وثالثاً، جاءت مجزرة القاعة الكبرى في صنعاء التي “اضطرت السعودية إلى صرف 40 مليون دولار كتعوضيات لأسر الضحايا وللدمار، تجبناً لنقمة العالم على السعودية”.
وإضافة إلى موضوع اليمن، ستحضر في الزيارة مشاريع الجسور والطرقات لربط الأردن بالسعودية. هنا، يلفت علم الانتباه إلى أن إسرائيل “التي كانت تعارض هذه المشاريع في الماضي لم تعد تعارضها الآن بعد الانفتاح بينها وبين السعودية”.
التصدعات بدأت تظهر في علاقة السعودية ببعض الدول العربية، ولم تعد سياسة “لم الشمل” بالزخم الذي كانت عليه منذ سنة. فلا شك عند علم أن هناك “خطرين تحاول السعودية تجنبهما: أولاً اختراق مصر المملكة نحو سوريا بعد زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك إلى القاهرة” يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 2016م. وثانياً، يشير علم إلى وجود “محور عربي يتعاطى مع سوريا (الجزائر وتونس ومصر) في حين لم يتبقَ مع السعودية من الدول العربية سوى دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء عمّان التي تقف على الحياد، والعراق وسوريا مشغولان بالبحث عن نظامهما، وحتى المغرب، تسير في مسألة الربيع العربي في منتصف الطريق بين الموالاة والمعارضة في سوريا”.
وبحسب علم، فإن زيارة الملك سلمان إلى الأردن ستتناول مسألة التصدي للإرهاب الذي “استباح كل الحكومات، فكل الأنظمة مهددة، و”داعش” أضحت تشكل خطراً على المملكة”.