حشود هائلة من الحجاج في المسجد الحرام عشية بدء مناسك الحج بعد عام من تدافع دامي لا يزال يثير التوتر بين السعودية وايران

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1423
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مكة المكرمة ـ (أ ف ب) – احتشد نحو مليوني حاج في مكة المكرمة لاداء صلاة الجمعة عشية بدء مناسك الحج السنوي التي كانت شهدت العام الماضي تدافعا داميا لا يزال يثير التوتر بين السعودية وايران.
ومع اقتراب موعد انطلاق مناسك الحج السبت، تزايدت اعداد الحجاج في مكة المكرمة حيث اتخذت السلطات السعودية اجراءات جديدة لمنع تكرار ماساة 2015 التي اوقعت نحو 2300 قتيل بينهم 464 ايرانيا. ولم يات اي حاج هذا العام من ايران.
وفي المسجد الحرام وساحاته وادواره يتجول مئات آلاف الحجاج القادمين من مختلف انحاء العالم او يصلون ويتضرعون.
ولتفادي الفوضى عززت السلطات السعودية الانتشار الامني في المكان المقدس.
وعند كل اوان صلاة من الصلوات الخمس اليومية، يحرك جنود يعتمرون قبعة حمراء حواجز من البلاستيك لتوجيه الحشود المتدفقة. واذا ما حاول حاج الالتفاف على المسار المحدد يتم صده على الفور.
وعند صلاة الجمعة اليوم حلقت مروحية فوق المكان في حين اغلقت مختلف محاور المدينة امام حركة المرور لافساح المكان للحجاج الذين تدفقوا مشيا الى المسجد الحرام والكعبة المشرفة التي تتوسطه.
– اساور تعريف-
وفي عدة اماكن بدا الاجهاد على بعض الحجاج بتاثير شدة الحر والمشي. وجلب البعض الماء ليرش به احدهم وقد تمدد ارضا فاقد الوعي.
ولتفادي التاخير في العناية بالحجاج المرضى او من يفقدون الوعي او يجرفهم تدافع، بدا السعوديون تزويد الحجاج باساور الكترونية تعرف عنهم.
وتحتوي هذه البطاقات المزودة برمز الكتروني ويمكن قراءتها بهاتف ذكي، كافة المعلومات وارقام الاتصال الضرورية “للتعرف على حاج خصوصا من يتحدثون لغات نادرة او مرضى او من كبار السن او العاجزين عن الكلام”.
وتعرضت السعودية الى انتقادات العام الماضي بعد حادث تدافع هو الاسوأ في تاريخ مواسم الحج.
ففي 24 آب/اغسطس 2015 لقي 2297 حاجا حتفهم، بحسب ارقام جمعتها فرانس برس من بيانات رسمية للدول المعنية الاجنبية. وكان التعرف على الضحايا صعبا.
وتقول السلطات السعودية ان عدد الضحايا 769 ولم تعرف حتى الان نتائج التحقيق في الماساة.
-“لكل اجل كتاب”-
وفقد لوان ناصر (45 عاما) قريبه في 2015. لكن هذا العام قدم هذا النيجيري لاداء فريضة الحج وقال “الالم لا يزال قائما” لفقده. لكنه حرص على الحج هذا العام وقال “من الغباء عدم الحج بسبب ما حدث، الموت آت، ولكل اجل كتاب”.
وتقول الباحثة بلندن جين كينينمونت ” ان اقل ما يمكن قوله هو انه كانت هناك ثغرات كبيرة لجهة التنظيم” العام الماضي.
واضافت لكن الحج يمثل “عملية لوجستية ضخمة وتدرك السعودية انه يتعين عليها النجاح فيها بالنظر الى اهميتها الدينية والاقتصادية”.
وقال زاكو بكار (50 عاما) القادم من النيجر وقد حصل على سوار الكتروني باللون البنفسجي المميز للحجاج الافارقة، ان هذا الاجراء “يطمئنه، فاذا مت او حدثت مشاكل، اعرف انه سيتم التعرف علي”.
واوضح عيسى الرواس وكيل وزير الحج السعودي ان الهدف هو تزويد كل الحجاج القادمين من خارج السعودية (1,4 مليون) بسوار الكتروني، لكنه لم يوضح مع ذلك عدد الاساور التي وزعت حتى الان.
وعلاوة على الامن تواجه السعودية تحديا آخر وهو التنافس مع ايران.
فمع اقتراب موسم الحج تصاعدت الحرب الكلامية بين القوتين الاقليميتين اللتين هما على طرفي نقيض في مختلف نزاعات المنطقة وخصوصا في سوريا واليمن.
وتبادل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران ومفتي السعودية الثلاثاء والاربعاء الماضيين تصريحات نارية غير مسبوقة.
فتهجم المرشد على الاسرة المالكة في السعودية وقال انها لا تستحق تنظيم الحج في حين اعتبر المفتي ان الايرانيين “ليسوا مسلمين”.