هروب من «التوريط» الأميركي: السعودية تنفي استهداف «أمجاد
صنعاء | نفت شركة «البحري» السعودية، مشغّل ناقلة النفط «أمجاد»، تقارير أميركية عن تعرّضها لهجوم من قبل قوات صنعاء، أول من أمس، وقالت، في بيان، إن الناقلة كانت تعبر شمالاً في البحر الأحمر بالقرب من ناقلة أخرى كانت قد تعرّضت لهجوم، مؤكدة أن «أمجاد لم تكن مستهدفة، ولم تتعرّض لأي أضرار أو إصابات، وأنها تعمل بكامل طاقتها وتواصل رحلتها نحو وجهتها النهائية المخطّط لها من دون أي انقطاع». وجاء البيان السعودي بعد ساعات من صدور بيان عن القيادة المركزية الأميركية، زعمت فيه إصابة «أمجاد» التي ترفع علم السعودية «إثر هجوم حوثي» في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، واعتبرت أن «ذلك يهدّد الملاحة الدولية». وفي المقابل، تجاهل الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، المزاعم الأميركية، وقال إنه تم استهداف السفينة «بلو لاغون 1»، في البحر الأحمر، بعملية نوعية مشتركة نفّذتها القوات البحرية والقوات الصاروخية وسلاح الجو المُسيّر بعدد من الصواريخِ المناسبة والطائرات المُسيّرة، مؤكداً «إصابة السفينة مباشرة».وتعوّل الولايات المتحدة وبريطانيا على السعودية في تأمين سفن الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر، سواء بالانخراط في تحالف «حماية الازدهار»، أو بالضغط على اليمن لوقف العمليات، لكن الموقف السعودي ظلّ محايداً في هذه المسألة، مع تحذيرات من المملكة من عسكرة البحر الأحمر الذي يُعد أبرز منافذ تصدير نفطها إلى العالم. ومع ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة حاولت استغلال حادثة «أمجاد» بهدف تحريك السعودية كلاعب عسكري جديد في البحر الأحمر تحت يافطة حماية الملاحة الدولية، بعد فشلها عسكرياً في كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية. وبدا هذا واضحاً من الاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية بالحادثة.
في هذا الوقت، وعلى رغم مرور أيام على إعلان صنعاء السماح بعملية قطر السفينة النفطية اليونانية «سونيون» التي كانت استهدفتها قبل أسبوعين في البحر الأحمر، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها، بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أمس، حملة لتبرير تأجيل عملية القطر، عنوانها استمرار اشتعال النيران على متن السفينة. وفي ظل عدم تسجيل تسرّب نفطي حول «سونيون»، فإن استمرار الطرفين في الحديث عن كارثة بيئية في البحر الأحمر من جراء استهداف السفينة، يشير إلى أنهما يعولان على تسرّب جزء من حمولتها البالغة نحو 150 ألف طن من النفط، بهدف الضغط على اليمن لوقف العمليات العسكرية.