صنعاء تعلن ” تل أبيب” منطقة غير آمنة
أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ سلاح الجوّ المُسيَّر التابع لها عمليةً عسكريةً نوعيةً تمثلتْ باستهداف أحد الأهداف المهمّة، في منطقة يافا المحتلة، ما يسمّى “إسرائيليًا” “تل أبيب”. وأشار المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، في بيانٍ، إلى أنَّ العملية نُفذت بطائرةٍ مُسيَّرةٍ جديدةٍ اسمها “يافا” قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو،ّ ولا تستطيعُ الراداراتُ اكتشافها، وقد حققت العمليةُ أهدافها بنجاح. وأكد أنَّ القوات المسلحة اليمنية تعلنُ منطقة يافا المحتلة منطقةً غير آمنةٍ، وستكون هدفًا أساسيًا في مرمى أسلحتها، وتابع: “إننا سنقومُ بالتركيز على استهداف جبهة العدوّ الصهيونيّ الداخلية والوصول إلى العمق”. وأكّد العميد سريع امتلاك القوات المسلّحة اليمنية بنكًا للأهداف، في فلسطين المحتلة، منها الأهدافُ العسكريةُ والأمنيةُ الحساسةُ، مشددًا على أنَّها: “ستمضي في ضرب تلك الأهداف ردًا على مجازر العدوّ وجرائمه اليومية بحقّ إخواننا في قطاع غزّة”. ولفت المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية إلى أنّ: “عمليات القوات المسلحة مستمرةٌ بإسناد المجاهدين الأبطال في غزّة، والذين يدافعون عن أمتنا العربية والإسلامية بكلّ شعوبها ودولها”، مؤكدًا أنّ: “عملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة”. إلى ذلك، كشف مصدر يمني للميادين أنّ الطائرة المسيرة “يافا” التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية في استهداف “تل أبيب”، هي “محلية الصنع وطُوّرت بعد اعتراض دول عربية للأسلحة اليمنية التي كانت تستهدف أم الرشراش (إيلات)، أي بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023”. وأضاف المصدر للميادين أنّ المخزون من هذا النوع من المسيرات “كبير جداً”، وأنّه “ليس السلاح الأخير”، مبيّناً أنّ “حديث الأميركي عن اعتراض طائرات غير دقيق”. وأفاد بأنّ المسيرة “تقطع مسافة تتجاوز الـ 2000 كلم، ومزودة بأنظمة حديثة للتشويش والتسلل”. ولفت إلى أنّ العمليات العسكرية على يافا المحتلة “تتزامن مع عمليات بحرية، وفقاً للأهداف التي أعلنها الجيش اليمني”، مؤكّداً أنّ “كل العمليات لن تتوقف”. رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الرسمية سبأ نصر الدين عامر علّق على العملية في حسابه على منصة “إكس” بالقول ” بن سلمان بعد ان يصحو من النوم ويشاهد تل ابيب وقد قصفت : من فعل هذا بآلهتنا ؟!! المحامي الفلسطيني صالح أبو عزة كتب “تبعُد السفارة الأمريكية في “تل أبيب” عشرات الأمتار عن مكان انفجار المُسيّرة اليمنية “يافا”. هذه رسالة مزدوجة من صنعاء، للأمريكي والإسرائيلي معاً. “حينما تستطيع مُسيّراتنا الوصول إلى قلب الثور المقدّس، (تل أبيب)، وعلى مقربة من سفارتكم، فعليكم لجم هذا الثور الهائج”. وأضاف ” حينما أعلنَ اليمن أن البحر الأحمر منطقة غير آمنة للسفن الإسرائيلية والمتعاملة مع موانئها؛ تمّ تصفير السفن، وإفلاس الميناء الإسرائيلي الوحيد المُطلّ عليه. على قادة كيان العدو أن يتعلّموا من درس البحر الأحمر، حينما تعلن صنعاء أن “تل أبيب” منطقة غير آمنة.” الصحافي أحمد سرحان اعتبر أن ” الضربة في تل أبيب بغض النظر عن الاصابات التي أسفرت منها، حقّقت نتائج عديدة: ١- خوف ورعب عند سكان تل أبيب، خاصة وأن جزء منهم هرب من شمال فلسطين او من غلاف غزة، ما يعني أن قلق ما في الشارع سيحصل، أو هجرة بدون رجعة. ٢- كشف هشاشة الدفاعات الجويّة والانذارات في مواجهة المسيّرات وظهر أن المشكلة ليست فقط في مناطق شمال فلسطين المحتلة بل في كل الكيان. ٣- الكشف عن مسيّرة جديدة يعني لدى اليمن أهم من مسيّرة “يافا” المتطوّرة والنوعية، وكذلك حزب الله. ٤- أصبح الخطر جدّي أكثر على المسؤولين في عاصمة الكيّان بعدما تمّت التجربة العملية بمسيّرة واحدة، فكيف اذا كان السيناريو مئات المسيّرات في يوم واحد من لبنان فقط؟ ٥- محور المقاومة لا يمزح والآن هو من يصعّد، ولن يتوقّف سوى بوقف الحرب على غزّة.” بدوره كتب البروفيسور أسعد أبو خليل ” أوتدرون الآن السبب الذي دفع السعودية والإمارات وكل دول الأطلسي لشنّ حرب وحشيّة وفرض حصار خانق ضد اليمن؟ هاكم السبب.” على الضفة المقابلة، اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال بالعجز، وأفاد: “في التحقيق الأولي؛ تبيّن أن الانفجار في “تل أبيب” ناجم عن سقوط هدف جوي، ولم تفعّل صفارات الإنذار”. وأضاف: “الموضوع قيد التحقيق المعمّق. قوات كثيرة تعمل الآن في المكان. سلاح الجو عزّز دوريات الطائرات العاملة في حماية السماء. ليس هناك تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية”. هذا و توقّف المحلّل العسكري الصهيوني يوآف زيتون عند العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية، وقال “من رد الجيش “الإسرائيلي” يمكن أن نعرف أن هذا لا يقلّ عن خلل عملاني خطير”. وقال زيتون: “يبدو أن لا رادار تابع للجيش على الأرض، أو في الجو أو في البحر رصد الطائرة المعادية من أجل تفعيل صفارات الإنذار في محاولة لمنع إلحاق الضرر بأصول إستراتيجية دولية- على بُعد عشرات الأمتار من مبنى الممثلية الأميركية في “تل أبيب””- واصفًا ما حدث بـ”العمى المُطلق في وقت تكون فيه جميع المنظومات متأهّبة والجاهزية مرتفعة”، مبيّنًا: “لا يدور الحديث عن مناطق ملاصقة للحدود، حيث إن وقت التحذير هناك أقصر بكثير”. بحسب زيتون، الحادثة تطرح أسئلة صعبة حيال التعامل مع مثل هذه التهديدات بحجم آخر في حرب شاملة ضد حزب الله، وربما أيضًا في ساحات إضافية. وأشار زيتون الى أن إحدى الصعوبات في كشف الطائرات المسيّرة التي لدى حزب الله هي أنها تحلّق على علوّ منخفض وبشكل بطيء، ولكن أيضًا على مسافة طيران قريبة من جنوب لبنان مباشرة إلى أهداف “إسرائيلية” قريبة من الحدود. ولذلك من الصعب كشفها والتحذير منها للاحتماء، لكن لمسافات أطول يكون ذلك ممكنًا بسبب طول مدة الطيران في الجو. ولهذا السبب اِنفجرت الطائرة المسيّرة من دون كشفها وتحذير مدرسة في “إيلات” قبل حوالي نصف سنة، بالقرب من الحدود مع الأردن ومصر”. وخلص زيتون إلى أنه ليس هذا ما ينبغي أن يكون عليه الحال في اِختراق طائرة مسيّرة نحو عمق “إسرائيل”، على بُعد عشرات أو مئات الكيلومترات من الحدود، من دون أن تُكشف ليُحذّر المستوطنون على الأقلّ
/