أميركا ودول العدوان تنتقم من جبهة اليمن عبر مطار صنعاء: كرت خاسر آخر
يتجلّى تباعا افتقار أميركا لأساليب ردع الإقدام اليمني لمساندة غزة في وجه حليفها الأول في المنطقة –كيان الاحتلال-، وليس انسحاب حاملة “أيزنهاور” بعد عجزها عن المواجهة؛ الدليل الوحيد على ذلك، ولكن نخبّط خيارات الانتقام التي تظهر ملامحها على تصرفات أعوانها من العرب في المنطقة، هو خير دليل على عجزها عن المواجهة، كان آخرها سحب “الإمتياز” الذي أبقته لحكومة صنعاء بمطارها وحرمانها من الرحلات الجوية اليتيمة من صنعاء إلى الأردن. ضيق الخيارات أمام أميركا التي تخشى توسعا للحرب لا يخدمها في فترة هي الأكثر حساسية لها على الصعيد الداخلي، فترة الانتخابات الرئاسية وتحديد إدارة البيت الأبيض المقبلة، يثنيها عن اتخاذ مسارات عسكرية عنيفة. كما وأعوانها الخليجيين من السعودية والامارات والبحرين الذين يخشون مواجهة مباشرة مع صنعاء مع اختلاف درجات هذه الخشية، ولعلّ الأولى هي أكثرهم قلقا من الدخول مرة أخرى في دوامة الأخذ والرد والتصعيد وعودة التهديدات الرنانة على مسامعها خاصة أنها تمر في مرحلة ليست بالمبشِّرة على صعيد سعيها الحثيث لجمع تمويل لمشاريعها الترفيهية التي بنت عليها آمالا وطموحات كبيرة غير منطقية، وهي في هذه المرحلة بغنى عن مضاعفة مخاطر تراجع الإقبال الأجنبي للاستثمار في منطقة عالية المخاطر عدا عن تخوفاتهم السابقة بما يتعلق بملف انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. تقويض حركة اليمنيين الساكنين ضمن المحافظات التابعة لحكومة صنعاء عبر تقويض حركة طيران صنعاء، لا تأتي نتائجها بمنئا عن الحرب المدمرة التي قادتها “السعودية” وأميركا على مدى سنوات ضد شعب اليمن. فهذه الحرب التي لم تميّز بين أهداف مدنية وأخرى عسكرية، وضعت الوضع الاستشفائي لهذا البلد الفقير -ماديا- في مستوى لا يقوى على تلبية احتياجات اليمنيين الطبية حتى بات الخارج هو الخيار الأول للمقتدرين لإيجاد الطبابة المناسبة. وعليه، يضحى أي مسّ بحركة الطيران اليمني –من مطار صنعاء- هو مسّ بآخر منفذ لليمنيين لتلقي العلاجات الطبية، أي أنه يضحى مسّا في أرواح اليمنيين. وهو ما أكده مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف من أن “تحالف العدوان بإيقافه الرحلات من وإلى مطار صنعاء يسبب كارثة إنسانية كبيرة”. واضعا إقدام دول العدوان على إيقاف إصدار التذاكر والحجوزات من صنعاء في سياق الحصار وحرمان اليمنيين من حقهم في السفر. وأنهم –دول العدوان- استخدموا شركة الخطوط الجوية اليمنية كأداة لمعاقبة الشعب اليمني. كما أكد رئيس اللجنة الطبية العليا مطهر درويش في تصريحات صحفية أن “إجراءات دول العدوان بإيقاف إصدار تذاكر السفر تؤثر بشكل كبير على المرضى وتضاعف من معاناتهم”، لافتا إلى أن “المرضى يموتون في طابور الانتظار بالمئات لذا يجب أن يؤخذ الملف الإنساني بعين الاعتبار”. أما على صعيد الرد اليمني، جاء على لسان وزارة النقل اليمنية التي أكدت أن القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى عازمين على اتخاذ إجراءات صارمة وقوية لا يتوقعها العدوان، وأن صنعاء لن تقبل بأي حلول ترقيعية في موضوع مطار صنعاء الدولي، سوى بالفتح الكامل لجميع الوجهات وإعادة الرحلات كما كانت عليه قبل العدوان. لافتا إلى أن هذه الخطوة أتت ضمن الحرب الاقتصادية والسياسية التي يريد منها تحالف العدوان إعادة الحصار على مطار صنعاء بينما يفتحون عشرات الرحلات والوجهات من المطارات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان”. وأشار إلى أن الحرب الاقتصادية الأمريكية السعودية على البنوك والطيران وغيرها تهدف إلى ايقاف مساندة اليمن لغزة التي تتعرض لأبشع هجمة ومجازر إبادة جماعية.. لافتا إلى أن تحالف الشر يفاوض القيادة لإيقاف الحرب الاقتصادية مقابل إيقاف العمليات العسكرية ضد السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية. وسبق للسلطات السعودية أن احتجزت 1124 حاجاً يمنياً، كان مقرراً عودتهم إلى مطار صنعاء. مانعة إقلاع رحلات الحجاج في اتجاه مطار صنعاء، وحوّلت اتجاهها إلى مطار عدن، ناكثة بالاتفاق الذي تم بين وزارة الإرشاد والحج اليمنية مع وزارة الحج السعودية، الذي كان يقضي بإعادة الحجاج اليمنيين، الذين غادروا عبر مطار صنعاء الدولي إلى المطار نفسه. خطوة دول العدوان الأخيرة توضع كتهديد لأفق اتفاقية السلام بين صنعاء والرياض. وسبق أن أعلنت شركة الطيران اليمنية، بتوجيهات من رئيس “الحكومة اليمنية” المنقسمة الولاء بين “السعودية” والإمارات، معين عبد الملك، وقف رحلاتها التجارية الوحيدة من مطار صنعاء إلى مطار الملكة علياء في الأردن.
/