ذي إنترسيبت: شراكة مدمرة للمناخ بين جوجل وأرامكو السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 621
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مثل العديد من الشركات الأمريكية الحديثة الأخرى، تعلن جوجل (Google) التزامها العميق بحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ، بحسب تقرير لموقع "ذي إنترسيبت" الأمريكي.

وذكر التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه عندما سُئل الرئيس التنفيذي لجوجل "ساندر بيتشاي" عن "مستقبل خالٍ من الكربون" أجاب بأنه "يجب على العالم أن يتحرك الآن إذا أردنا تجنب أسوأ عواقب تغير المناخ"، وهذا يعني التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري لصالح الطاقة النظيفة والمتجددة.

لكن بعد شهرين، أعلنت جوجل أنها دخلت في شراكة مع شركة أرامكو السعودية، أحد أكثر منتجي النفط والغاز غزارة في تاريخ البشرية، وقالت إن المشروع المشترك "صديق للبيئة تماما".

لكن منتقدين يتساءلون عما إذا كان من الممكن العمل مع شركة طاقة خاصة بالوقود الأحفوري دون أن تكون متواطئا في أعمالها السيئة تجاه البيئة.

 

نفاق مناخي

بعد الانتقادات، بدأت جوجل حملة علاقات عامة، وسارع رئيس قسم الحوسبة السحابية في الشركة "توماس كوريان" إلى نفي صحة الانتقادات بشأن "النفاق المناخي" لجوجل.

وقال "كوريان": "صحيح أن جوجل تعمل مع كبار شركات النفط، ولكن في الأجزاء النظيفة بيئيا أو الخضراء من هذه الشركات.. قلنا ذلك مرارا وتكرارا إننا لا نعمل مع قسم النفط والغاز داخل أرامكو".

لكن خلال شهرين من إنكار "كوريان" كانت أرامكو تستخدم "جوجل كلاود" في عمليات نقل غاز الميثان بكفاءة أكبر، علما بأن الميثان عند حرقه كوقود يعتبر مصدرا رئيسيا لانبعاثات الكربون المدمرة للبيئة والمسببة للتغير المناخي.

فقد ابتكر فريق من 6 علماء متخصصين في بيانات النفط والغاز في أرامكو طريقة لاستخدام ميزات التعلم الآلي في "جوجل كلاود" لاكتشاف وإصلاح التسريبات في خطوط أنابيب نقل الميثان.

ودافع المتحدث باسم جوجل "تيد لاد" عن التعاون قائلا إنه وسيلة لمساعدة أرامكو في "حماية البيئة".

وبغض النظر عما يقدمه المشروع المشترك بين جوجل وأرامكو من حيث حماية البيئة، فسيكون مشروعا مربحا، حيث سيجلب خدمات الحوسبة السحابية المتطورة من جوجل إلى السعودية، وهي سوق تقدّر بحوالي 10 مليارات دولار.

وسيحدث ذلك عبر بناء مركز بيانات ضخم في الدمام، وهو المكان الذي تم فيه اكتشاف النفط السعودي لأول مرة عام 1938 والذي لا يزال تستخرج منه أرامكو النفط.

 

مجرد علاقات عامة

لكن فكرة عمل جوجل مع مصدر تاريخي عالمي للوقود الهيدروكربوني (أرامكو) بينما تدافع عن "مستقبل خال من الكربون" بات أمرا مثيرا للجدل، بحسب الموقع.

وينتقد علماء مناخ خطاب أرامكو بشأن الطاقة الخضراء باعتباره "مجرد حديث" و"علاقات عامة" تحجب دور الشركة في إدامة تغير المناخ.

وتوصل تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية مؤخرا إلى أن مبادرات أرامكو الصديقة للبيئة ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع لإبقاء الكوكب مدمنا على الوقود الأحفوري السعودي لعقود قادمة.

ويبدو أن أرامكو تسرّع من أعمالها في النفط والغاز، فوفقا لتقرير شركة "Oil Change International" عام 2022 فإن أرامكو أعطت الضوء الأخضر لمشاريع غاز ونفط جديدة أكثر من أي شركة طاقة أخرى العام الماضي.

 

كارثة مناخية

صحيح أن برنامج "جوجل كلاود" قد يفعل ما يقوله "كوريان" ويساعد أرامكو على تسريب كمية أقل من الميثان في الغلاف الجوي، لكنه قد يساعد الشركة أيضا على مقاومة الإجماع العلمي العالمي على أن خطوط أنابيب الوقود تحتاج إلى التخلص منها، وليس إصلاحها، لتجنب كارثة مناخية.

وقالت "كيلي تراوت" المديرة المشاركة للأبحاث في شركة " Oil Change International" إن العمل في مشاريع "خضراء" ظاهريا لشركة نفط عملاقة مثل أرامكو يسمح للشركة بالتظاهر بوجود شيء مثل الوقود الأحفوري الصديق للبيئة.

وبينما قد تساعد جوجل أرامكو في إنهاء تسريبات الميثان، فإنها تساعدها أيضا في إخفاء دورها في تدمير المناخ. وبعبارة أخرى، قد تجعل جوجل عمليات أرامكو أكثر استدامة من حيث تحمل ضغوط العلاقات العامة، وليس التخلص من الانبعاثات لحماية البيئة.

إن ادعاء جوجل بأن المساعدة فقط في نقل الوقود الأحفوري يحافظ على نظافة أيديهم من عملية ضخه هو مغالطة، وفقا لـ"جوش إيزنفيلد" من مجموعة "Earthworks" للدفاع عن البيئة. فكل أوقية من غاز الميثان قد توفرها جوجل من التسرب إلى الغلاف الجوي لا تزال مقدرا لها أن تُحرق كوقود يلوث البيئة.

وكما قالت المديرة المالية لجوجل "روث بورات" في 2019: "يجب أن يكون هدف كل شركة هو حماية كوكبنا".

 

المصدر | "ذي إنترسيبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد