نشرت صحيفة الغارديان مقالا لستيفاني كيرشغيسنر في واشنطن بعنوان “قلق في كابيتول هيل بشأن الاستثمار السعودي في تويتر”.
وتقول الكاتبة إن خمس سنوات قد مرت منذ أن تلقى الأمير الوليد بن طلال، المعروف منذ عقود بأنه أحد أغنى المستثمرين في الشرق الأوسط، مكالمة هاتفية لاستدعائه إلى الديوان الملكي في الرياض.
إثر ذلك أصبح الأمير، الذي برز مع شركته الاستثمارية كثاني أكبر مستثمر في تويتر بعد استحواذ إيلون ماسك على منصة التواصل الاجتماعي، سجينًا.
وتضيف الكاتبة أنه بحسب روايته الخاصة، ظل الأمير حبيسا في الغرفة 628 بفندق ريتز كارلتون بالرياض لمدة 83 يومًا. وتقول إنه آنذاك تم الترحيب باعتقال أفراد العائلة المالكة السعوديين ورجال الأعمال الآخرين داخل المملكة العربية السعودية باعتباره حملة تطهير ضد الفساد بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو أيضًا ابن عم الوليد.
وتقول الكاتبة إنه لا يُعرف سوى القليل عن الإقامة الطويلة للأمير في فندق ريتز، ولكن هذه الفترة المروعة هي المفتاح لفهم بعض ديناميكيات القوة التي تعمل الآن وراء واحدة من أقوى منصات التواصل الاجتماعي في العالم.
وتطرح الكاتبة تساؤلات حول مدى التأثير الذي قد يمارسه الوليد أو الأمير محمد بن سلمان في علاقتهما الجديدة مع ماسك كجزء مما قال الوليد علنًا إنه استثمار طويل الأجل في تويتر.
وتقول الكاتبة إن أجراس الإنذار تدق بالفعل في مبنى الكابيتول هيل في واشنطن، حيث دعا اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، وهما الديمقراطي رون وايدن، الذي يرأس اللجنة المالية، وكريس ميرفي من ولاية كونيتيكت – إلى “فحص شامل” لصفقة تويتر لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وقال وايدن في بيان “بالنظر إلى تاريخ النظام السعودي في سجن معارضيها وزرع جاسوس على تويتر وقتل صحفي من واشنطن بوست بوحشية، يجب منع النظام السعودي من الوصول إلى معلومات حساب تويتر والرسائل المباشرة وغيرها من البيانات التي يمكن أن تُستخدم لتحديد المعارضين السياسيين أو لقمع انتقادات العائلة المالكة”.
وأضاف ” الولايات المتحدة لديها مصلحة أمنية وطنية في حماية بيانات الأمريكيين من الحكومات الأجنبية القاتلة، وهذا النظام السعودي يناسب تمامًا هذا الوصف”.
وتقول الكاتبة إن التقارير الصحفية التي ظهرت بعد حملة التطهير في فندق ريتز أفادت بالتفصيل كيف تم تعذيب السجناء السعوديين الأثرياء وإكراههم أثناء احتجازهم هناك، وتجريدهم من ثرواتهم بعد اتهامات بالفساد، على الرغم من عدم وجود تهم رسمية أو أدلة أو محاكمات.
وتضيف أن الوليد بن طلال، ناقش احتجازه مع بلومبيرغ في مارس 2018، بعد سبعة أسابيع من إطلاق سراحه. وفي المقابلة، نفى أي سوء معاملة أو تعذيب، لكنه أقر بأنه توصل إلى “تفاهم” مع المملكة “سري بيني وبين الحكومة”.
وتقول الكاتبة إن “بن طلال زعم في المقابلة أن علاقته بالأمير محمد قد نمت بعد سجنه وأنهما كانا يتحدثان أو يراسلان بعضهما البعض عدة مرات في الأسبوع”.
وقال أيضًا إنه سيسمح له بالسفر، على الرغم من أن المراقبين لاحظوا أن الوليد، الذي تمتلك شركته أيضًا استثمارات كبيرة في أوبر وسيتي بنك وليفت، لم يُشاهد خارج المملكة العربية السعودية أو حليفتها الإمارات العربية المتحدة منذ احتجازه.
وتقول الكاتبة إنه لا يبدو أن استثمار تويتر يوفر للوليد أو للحكومة السعودية أي سيطرة رسمية على تويتر. وتضيف أن ماسك الآن هو المدير الوحيد للشركة، لكنها ترى أن استخدام المملكة المعروف للمنصة كأداة دعائية، وحملتها القاسية على المعارضين أو غيرهم ممن يستخدمون المنصة هي مجالات تثير قلق خبراء حقوق الإنسان.
وتتحدث الكاتبة عن مزاعم أطلقها مسؤول كبير في السعودية هو العقل المدبر لاختراق تويتر عام 2015 من قبل جواسيس كانوا يعملون لصالح الحكومة السعودية ووجهت إليهم وزارة العدل لائحة اتهام.
وتضيف أن الاختراق سمح اللحكومة السعودية بالتعرف على الأفراد الذين ينتقدون حكومة السعودية من حسابات مجهولة على تويتر، مما أدى إلى اعتقال شاب يمضي الآن عقوبة السجن لمدة 20 عامًا في السعودية لاستخدامه حساب يستخدم فيه السخرية لانتقاد الحكومة السعودية. (بي بي سي)