المديريّة العامّة للسجون السعوديّة تُعلن نقل الأمير محمد بن نايف إلى العناية المُركّزة بعد إصابته بنوبةٍ قلبيّة

تغريدة غامضة حُذفت بعد ساعة.. تساؤلات حول حقيقتها وتوقيتها وأسبابها وهل أقرّت الرياض باعتقال بن نايف؟.. فرضيّة اختراق الحساب ولماذا لم يصدر البيان عن الديوان الملكي ونفي وفاته.. جدل على المنصّات وكيف سينتهي المشهد الغامض؟

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

تغريدةٌ غامضةٌ صادرةٌ عن حساب المديريّة العامّة للسجون، ويحمل العلامة الزرقاء المُوثّقة في العربيّة السعوديّة، أعلنت نفيها لأنباء وفاة ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، لكنها أعلنت إصابته بنوبةٍ قلبيّةٍ، جرى على إثرها نقله إلى العناية المركّزة، وأكّدت تغريدة الغامضة أنّ فريقاً طبيّاً مُتخصّصاً يُشرف على حالة الأمير بن نايف على مدار الساعة.

اللافت في التغريدة أنها لم تصدر عن الديوان الملكي السعودي، المعني بأخبار بيت العائلة الحاكمة، أحياءهم، وأمواتهم، والذي تصدر عنه النعوات وغير ذلك فيما يتعلّق بخصوص مرضهم، وشفائهم، وهي التغريدة الصادرة عن المديريّة العامّة للسجون، وتحمل إقراراً من الرياض، باعتقالها الأمير بن نايف، وإلى جانبه الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، بعد تسريبات صحافيّة، أشارت إلى الرجلين كمُتّهمين بالانقلاب، ولم تُعلّق السلطات السعوديّة على أنباء الاعتقال هذه.

وجود الأمير بن نايف بحسب التغريدة الغامضة، والتي أثارت جدلاً بين المُغرّدين السعوديين في العناية المُركّزة، يعني وفق مُعلّقين، أنّ صحّته في تراجع، وقد أصيب بالنوبة القلبيّة خلال تواجده في السجن، والمديريّة العامّة للسجون، معنيّةٌ بأنباء المساجين، وتغريدتها الشّارحة لوضع الأمير بن نايف، تعني حُكماً أنه كان ضيفها، وسط تساؤلات افتراضيّة أتت على إثر تغريدة المديريّة، حول اقتراب إعلان وفاة الأمير بن نايف، وزير الداخليّة الأسبق القوي، وولي عهد المملكة السابق.

ساعة واحدة فقط، جرى فيها نشر التغريدة على الحساب المُوثّق، جرى فيها تداول التغريدة على نطاقٍ واسعٍ، وبعدها جرى حذفها، أو أزالها الحساب، وهو ما جدّد الجدل حول توقيتها، وصحّتها، وما إذا كان الحساب قد تعرّض لاختراقٍ ما، لكن لم يصدر عن مديريّة السجون، أي تعليق، أو بيان يتحدّث عن اختراق، كما نشر الحساب تغريدات أخرى في ذات توقيت نشر تغريدة تعرّض بن نايف لنوبةٍ قلبيّة.

هذه التّغريدة المُختفية، وإن صحّت، ستفتح باب التساؤلات، حول الطريقة التي اختارت الرياض فيها، الاعتراف باعتقال الأمير محمد بن نايف، وحتى تعمّدها تهميش تاريخه، واختزاله في تغريدة، شأنه شأن مساجين آخرين عابرين، رغم ما أثار اعتقاله جدلاً وبقيّة أمراء على صعيد الصحافة، والأوساط السياسيّة الدوليّة.

وتفاعل نشطاء العالم الافتراضي، مع التغريدة واختفائها، وحقيقتها من عدمه، وسط صمت رسمي سعودي حتى إعداد هذه المادة، واتّهامات للسلطات التمهيد، لقتل الأمير بن نايف، فيما ذهب آخرون إلى مسألة اختراق الحساب، وسط ترقّب للمشهد الأخير الذي سينتهي به مسلسل التغريدة القصير هذا.