بعد الانفلات في الانفتاح.. هل ما زالت السعودية أهلاً لخدمة الحرمين؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2137
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

  تعيش السعودية هذه الأيام على وقع أكبر موجة انفتاح في تاريخها، وما رافق ذلك من مشاهد لم تكن مألوفة على المجتمع المحافظ.

وبلغ الانفتاح حد السماح بإقامة حفلات غنائية وحضور النساء لها، إلى جانب السماح للمرأة بحضور المباريات الرياضية في الملاعب، والسماح لها بقيادة السيارة، وإقامة عروض أزياء، والذهاب للسينما، وجميعها لم تكن موجودة حتى قبل عام من الآن؛ خشية الوقوع بالمحظورات الشرعية.

وكانت المملكة قد استقبلت منذ أشهر كوكبة من الفنانين العالميين والعرب؛ لإحياء العديد من الحفلات في عدة مدن من المملكة، على غرار الموسيقار العالمي ياني، والمطرب إنريكي إيغليزياس، إضافة إلى المطربة ماجدة الرومي، وعمرو دياب، وتامر حسني، ومحمد حماقي، والمغنية شيرين عبد الوهاب.

وتأتي هذه الحفلات في ظل توجه السعودية إلى بناء مجمّعات ترفيهية تحوي صالات سينما، بعد سياسة الانفتاح التي قادها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، واعتقل خلالها المئات من الدعاة؛ لمعارضتهم تلك السياسة التي تُعدّ مخالفة لمبادئ وقيم المملكة التاريخية.

ففي محاولته للتغيير بالمملكة، فرض محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد، في يونيو 2017، حالة جديدة غير مسبوقة في مجتمع بلاده؛ تجسّدت في انفتاح هائل في مجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخر الأصوات الرافضة لهذا الانفتاح.

سريعاً كان انتشار حفلات الرقص المختلط في السعودية، التي وصفتها شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية، في تقرير سابق لها، بأنها محاولة لإخفاء "الجانب المظلم" لولي العهد السعودي.

ويُحظر على علماء الدين انتقاد هيئة الترفيه، ومن يُبدِ أي اعتراض على خططها أو الحفلات التي تقيمها فمصيره الاعتقال والسجن، كما هو حال المئات من رجال الدين والرموز الاجتماعية والقبلية.

إذ لم يخطر ببال السعوديين يوماً بأن يُسمح لهم رجالاً ونساءً بالاجتماع على "المنكرات"، في أماكن عامّة ومتنزّهات وأسواق، حيث تناقض هذه التوجهات الجديدة بقيادة بن سلمان فتاوى هيئة كبار العلماء، التي كانت تحرّم جميع هذه الأمور سابقاً، لكنها أباحتها في الوقت الحالي.

 واللافت أن كل هذه الحفلات تُقام في أماكن دينية أو على مقربة منها؛ كحفل الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، الذي أُقيم الشهر الماضي في مدائن صالح، التي نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن إقامة الأعمال "المبهجة" فيها.

كما أن أغلب الحفلات تُقام في جدة، على بعد كيلومترات قليلة من مكة المكرمة والمدينة المنورة، أقدس البقاع لدى المسلمين عموماً.

ومؤخراً أثار حفل نجمة البوب الأمريكية الشهيرة، ماريا كاري، في مدينة جدة، غضباً شعبياً واسعاً، وهو الأول من نوعه لمغنّية أمريكية، وسط صمت كبار العلماء في المملكة، الذين كانت لهم فيما مضى مواقف متشدّدة حيال الحفلات الغنائية، وكانوا يحرّمونها، خصوصاً النسائية منها؛ بحجّة أن "صوت المرأة عورة".

ويرى كثيرون أن هذه الحفلات والمهرجانات تجعل خصوصية بلاد الحرمين في مهبّ الريح، وأن النظام الحاكم في السعودية فرّط بقدسية بلاد الحرمين و"خان الأمانة" التي ائتمنهم عليها المسلمون، في إشارة إلى مكة والمدينة.

 وتسعى هيئة الترفيه السعودية ورئيسها، تركي آل الشيخ، في خطّتها الجديدة، إلى تنظيم مسابقات لصراع الثيران كما في إسبانيا.

الخطة التي طُرحت الأربعاء (23 يناير)، تتضمّن أيضاً منح رخص لتقديم عروض فنية مباشرة في المقاهي والمطاعم، وعروض أخرى بمشاركة نجوم عالميين؛ كـ"جي زد" وديفيد بيكهام.


وكشف آل الشيخ في الخطة التي أعلنها في الرياض، عن عدد من برامج المسابقات التلفزيونية، معلناً استضافة المملكة لبرنامج الحصن، مشيراً إلى أن المملكة ستشهد إنتاج برنامج "ذا فويس (أحلى صوت)" بالنسخة السعودية، وإقامة أكبر نسخة من مسابقات ورق اللعب (الشدّة) في 13 منطقة.