مقتل خاشقجي يجبر الرباعي العربي على تقديم تنازلات حساسة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2120
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عمر اليماني
 أفادت مصادر مصرية مطلعة، بأن ثمة تغيرات ستطرأ على المشهد الإقليمي، وتنازلات ستقدمها عواصم عربية بارزة؛ لاحتواء تداعيات مقتل الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، الشهر الماضي.
وكشف مسؤول حكومي مصري، أن دعم القاهرة للموقف السعودي بشأن مقتل "خاشقجي"؛ كان محاولة لمساندة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، بصرف النظر عن مصداقية الرواية السعودية عن جريمة الاغتيال، داخل قنصلية المملكة بإسطنبول.
وقال المصدر، إن البيان الأول الذي أصدرته الخارجية المصرية، ونددت خلاله بمحاولة تسيس القضية، صدر بناء على "طلب سعودي" من القاهرة.
وأضاف المصدر، أن مسؤولا سعوديا (لم يسمه)، ويعتقد أنه وزير الخارجية "عادل الجبير"، طالب نظيره المصري في مكالمة هاتفية بدعم موقف المملكة في القضية، والصمود في مواجهة ما سماه "ألاعيب أردوغان (الرئيس التركي)".
وجاء البيان المصري الثاني بعد أيام قليلة، لمواكبة التطورات؛ بعد اعتراف الرياض رسميا بمقتل "خاشقجي"، وإحالة مسؤولين بارزين للمحاكمة.
وتخشى القاهرة، وفق المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الثمن السياسي الذي سيترتب على مقتل "خاشقجي" بهذه الصورة، ومستوى التورط السعودي الرسمي في عملية الاغتيال، والذي سيؤثر على ملفات إقليمية يتم التنسيق فيها بين الرياض والقاهرة وأبوظبي.
ويرى مسؤول مصري ثانٍ على صلة وثيقة بملف العلاقات المصرية السعودية، أن القضية الأولى التي تشغل القاهرة، هي مصير "الرباعي العربي" الذي يضم السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ويفرض حصارا على قطر للعام الثاني على التوالي.
وأجرى مسؤولون مصريون مشاورات مع نظراء لهم في الإمارات والسعودية، كانت خلاصتها جميعًا بالنسبة للقاهرة أن هناك نية لدى الرياض لتقديم قدر من التنازلات ناحية الدوحة، بحسب "مدى مصر".
ونقل المصدر الأول، جانبا من كواليس ما دار في المباحثات الأمريكية السعودية لاحتواء تداعيات مقتل "خاشقجي"، قائلا: "الأمر يجري بناء على طلب أمريكي مباشر نقله وزير الخارجية الأمريكي لكبار المسؤولين الذين التقاهم عند زيارته الرياض في الأيام الأولى للأزمة، حيث علمنا أنه أبلغ الملك سلمان أن الوقت قد حان لتخفيف كل أشكال التوتر في منطقة الخليج وتحسين العلاقات توطئة لبناء تحالف عربي سني قوي يواجه إيران".
وأبلغ الملك "سلمان"، ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" خلال زيارة قام بها الأخير للسعودية،الأسبوع الماضي، أنه سيكون علي الجميع النظر في مقتضيات اللحظة الراهنة وربما الانحناء أمام العاصفة.
وهناك معلومات لدى القاهرة بأن بعض اللقاءات قد تمت بين مسؤولين أمنيين من الإمارات وقطر بحضور نظراء لهم من دول غربية للنظر في بعض الأمور.
ووفق المصدر، فإن زيارة وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، قبل أسبوع إلى البحرين، والإعلان مجددا عن التمسك بمواقف الرباعي العربي تجاه قطر، ليسا سوى تعبير عن أن القاهرة ترفض تهدئة الأمور مع الدوحة، لكنها تواجه سيناريو قد ينتهي بتفكك الرباعي العربي.
وتمتد تداعيات مقتل "خاشقجي"، إلى قبول مصري إماراتي بدور للإسلاميين في ليبيا، وكذلك تجنب إقصاء حزب الإصلاح (إخوان اليمن) من المعادلة السياسية، وهو ما تم ترجمته قبل أيام بلقاء "بن زايد" مع ممثلين عن الحزب بضغوط أمريكية.
ويعتقد المصدر، أن مساحة الإسلام السياسي في ترتيبات ليبيا واليمن وربما حتى سوريا أصبحت مرشحة للزيادة، بالنظر إلى حاجة "بن سلمان" للدخول في مرحلة مواءمات إقليمية تقتضي تقديم تنازلات في ملفات عدة.
وتسعى القاهرة، لضمان تخفيض الفاتورة التي ستدفع تقديمها فيما يخص السياسة الداخلية بسبب صعود الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، والثانية ضمان أن أي صفقة سياسية إقليمية تقدمها السعودية لتجاوز أزمة "خاشقجي" لن تشمل أي ضغوط على القاهرة بشأن شؤونها الداخلية.
ويتزايد المأزق السعودي بعد تقييم لجهاز الاستخبارات الأمريكية أفاد بأن "بن سلمان" هو من أمر بقتل "خاشقجي"، وتوقعات بفرض عقوبات أمريكية على الرياض.

المصدر | الخليج الجديد + مدى مصر