اختفاءٌ.. أم اختطافٌ.. فقَتلٌ وتقطيع؟: الخاشقجي يُثير أتْرِبَة معركة إعلاميّة بين قناتيّ “الجزيرة” و “العربيّة”.. ثمّة ترقّب.. ثمّة إشغالٌ في الداخل السعوديّ وتَعاطُفٌ شَعبيٌّ مَلحوظٌ

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1647
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مع “ابن نظام بلاده” جمال خاشقجي.. الأمير خالد بن سلمان يهتم لسلامة الكاتب المُختَفِي الذي كانَ “دائِماً صادِقَاً” في انتقاداتِه للقِيادة

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

 ثَمّة إشغالٌ، وثَمّة تَرقُّبٌ في الدَّاخل السعوديّ، هذا هو توصيف بعض المُرتادين للصَّالونات السِّياسيّة في العربيّة السعوديّة، مع دُخول المملكة أو “إدخالها” أزمةً دبلوماسيّةً جَديدةً، إثر اختفاء الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة السعوديّة على الأراضي التركيّة، واحتمال مقتله على يد مجموعةٍ أمنيّةٍ أتت كما يتردّد خصّيصاً لحفلة من التعذيب، والتنكيل، ثم القتل والتقطيع، وبُحضور الأمير محمد بن سلمان، لكن الحديث الرسمي السعودي يُؤكِّد على لسان سفير المملكة في واشنطن الأمير خالد بن سلمان أنّ تلك التقارير خاطئة تماماً، وهو وبلاده يهتمّون لسلامة خاشقجي، بل إن انتقادات الأخير للقيادة السعوديّة كانت “دائماً صادقة”.

 في تعريفٍ للإشغال، لا يستبعد عالمون في الشأن السعودي أن تصدر قرارات داخليّة سعوديّة تُنسي السعوديون كُل هذا الاهتمام الذي أبدوه على مواقع التواصل الاجتماعي بقضيّة اختفائه، فالرجل مُعروفٌ بأخلاقه العالية، بل وتأييده العلنيّ للنظام السعودي، وحتى عاصفة الحزم، وبالتالي بدا أن تشويه سُمعته فُجائيّاً أمر لا ينطوي على الكثير من الذّكاء، وتُهمة تأييده للفكر الإخواني بدت مُتقزّمةً أمام حجم تأييد الرجل لبلاده والذي أظهره مُغرّدون وناشطون بعينهم، وتعيينه في مناصب دبلوماسيّة حسّاسة، أهمها كونه كان مُستشاراً إعلاميّاً للأمير تركي الفيصل ما بين الأعوام 2004- 2007.

 الترقّب الداخلي، يكمن يقول العالمون في الشأن السعودي في كيفيّة النهاية التي ستنتهي بها الحادثة، وهل ستترتّب عليها تَبِعات سلبيّة، في أقلّها يُساوم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ثَمَنٍ روح خاشقجي، في انتهاء التحقيقاث، وثُبوت مقتله، وتحميل السلطات السعوديّة المسؤوليّة، في حادثة قد تطوي آخر صفحات التسامح التي كان تتمتّع بها العُهود، والحديث عن خاشقجي الذي حصر انتقاداته بحُقوق الإنسان، والحُريّات.

 السعوديّة وبعد مُرور أكثر من أسبوع على دُخول خاشقجي قنصلية بلاده في تركيا، وعدم خروجه منها، وخطيبته خديجة التي كانت بانتظاره، وأكّدت عدم خُروجه منها، عكس المزاعم السعوديّة التي قالت أنه خرج بعد حواليّ العشرين دقيقة، بدأت السُّلطات وعبر قنواتها الإعلاميّة وتحديداً “العربيّة” إلى ترويج رواية ثالثة، تتّهم فيها أو تُروّج فيها إلى فرضيّة ضُلوع مخابرات دولة “عربيّة” وأشارت مُباشرة إلى قطر، وذلك كما تقول رواية العربيّة لتحويل الأنظار إلى اتّهام السعوديّة، وهو فكر إخواني يُؤكِّد ضًيوف القناة السعوديّة.

 معركة إعلاميّة اشتعلت على إثر تلك الرواية بين قناتي العربية والجزيرة، بدأت الأولى تتّهم الثانية فيها بأنها تروّج لمقتل خاشقجي على يد المملكة، بينما سارع نُخب المملكة بطرح تساؤلات حول مدى “الحب” والتضامن الذي أظهرته “الجزيرة” مع الكاتب السعودي، وهو مُواطن سعودي بالأساس، أمنه من أمن المملكة.

 “الجزيرة” أفردت بدورها مساحات لتغطية وفك لُغز اختفاء خاشقجي، ولكن تغريدات الإعلاميين فيها حول تأكيد مقتل المذكور على يد السعوديّة، وتأكيد تفاصيل ضُلوعها فيها، بدأت تُحذف توالياً، لكن الفارق في أسباب “الحذف” تقول “العربية” أن تصريحات الأمير بن سلمان لوكالة بلومبيرغ، وسماحه بتفتيش السفارة أحدثت صدمة لقطر والإعلاميين فيها، أمّا “الجزيرة” فتكتفي بالحذف، ومن ثم تُؤكّد انتظار ظُهور نتائج التحقيقات التي ينتظرها فيما يبدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأعلن ذلك في خطابه الأخير.

 قد يبدو عدم عمل كاميرات السفارة وللغرابة في يوم اختفاء خاشقجي غريباً، ومُريباً، لكن سفير السعودية في واشنطن الأمير خالد، له رأي عكس ذلك حيث أكّد أنها لا تعمل ولا تُسجّل، ليبقى السُّؤال المطروح بالنسبة للمُراقبين، هل يعود الكاتب الصحافي جمال خاشقجي من الموت، أم أنه كما غرّد الكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي حول موضوع اختفائه قائلاً: دخل “كاتباً صحفيّاً.. وخرج خبراً صحفيّاً”؟!