لإندبندنت: طرد السعودية للعمّال اليمنيين يزيد عدد مقاتلي الحوثي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2288
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الحملة التي شنّتها السعودية ضد العمالة اليمنية وأدّت إلى طرد الآلاف منهم أسهمت في زيادة أعداد مقاتلي جماعة الحوثي اليمنية المتمرّدة.
وتطرّقت الصحيفة البريطانية إلى مقال لمحمد علي الحوثي، رئيس حكومة الأمر الواقع، مثلما وصفته الإندبندنت، كتبه في صحيفة الثورة اليمنية، حمل عنوان “مرحباً بك في بيتك”، داعياً فيه العمال العائدين إلى اليمن من السعودية “للدفاع عن الأمة في قواعدنا العسكرية”.
وأضافت أنه نتيجة لحملة الإصلاحات التي تطبّقها السعودية، ومحاولات خفض نسب البطالة بين الشباب السعوديين، فإنه تم ترحيل الآلاف من “العمال المهاجرين غير الشرعيين” من المملكة، منذ نوفمبر الماضي.
وتابعت الإندبندنت: “الآن وبعد عودة الآلاف من اليمنيين القادمين من السعودية، وفي ظل الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها اليمن من جراء الحرب، فإنه يُخشى من أن يتم ضمّهم إلى الجماعات المسلّحة في البلاد، وعلى رأسها جماعة الحوثي، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة”.
وتشير إحصائيات وزارة الداخلية السعودية إلى أن 65% من الذين تم ترحيلهم مؤخراً هم من اليمنيين، ما يعني أنه تم ترحيل 100 ألف يمني إلى ديارهم، في حين ما زال مصير 130 ألفاً آخرين غير محسوم.
ويُعتقد أن هناك مليون يمني يعيشون حالياً في السعودية، وأن التحويلات المالية التي يرسلونها إلى الخارج هي بمنزلة شريان الحياة لأسرهم، خاصة أن هنالك قرابة 22 مليون يمني باتوا اليوم يعيشون على المساعدات الإنسانية، في حين يعيش أكثر من 8 ملايين آخرين على حافة المجاعة، في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وتنقل الصحيفة البريطانية عن فارغ السلمي، وهو زميل في دار تشاتام هاوس في لندن، قوله: إن “تلك الأموال التي بدأت تنضب ولم تعد تصل من السعودية يمكن أن تدمّر اليمن، هذا الأمر سيكون أسوأ من الحرب”.
وأضافت الإندبندنت: “قالت فايزة السليماني، التي غادرت اليمن للسعودية عام 2015، وتعمل على مشاريع للمساعدات، إن تصريح محمد علي الحوثي مخيف حقاً، أنا شخصياً أعرف خمسة شبان كانوا طلاباً في بلدان أخرى وتم ترحيلهم وانضمّوا إلى الحوثيين والمليشيات الأخرى؛ مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، إنه أمر محبط للغاية”.
ويتقاضى المقاتلون الحوثيون 100 دولار شهرياً للقتال ضد تحالف قوات الشرعية، في حين أن تنظيمات أخرى مثل القاعدة تدفع مكافآت مماثلة.
وتنقل الصحيفة البريطانية عن رجل أعمال يمني بارز مقيم في السعودية قوله؛ إنه اضطرّ خلال العامين الماضيين للاستغناء عن خمسة آلاف عامل بناء يمني بسبب الأزمة الاقتصادية التي تواجه السعودية، والتغييرات التي أُدخلت على نظام التصاريح.
وأشارت إلى أن العمال اليمنيين يعيشون حالة من الارتياب في السعودية بسبب القوانين الجديدة، وأنهم يعامَلون كمواطنين من الدرجة الثانية، وقد فاقم القرار السعودي ويلات الاقتصاد اليمني الهشّ أصلاً، وأنه سيؤثر في المحاولات الفاشلة لإجراء الحوار الوطني الذي يهدف لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وبحسب الباحثة في الشؤون اليمنية، شيرين الطرابلسي، فإن الإجراءات السعودية الجديدة تأتي في وقت حرج للغاية بالنسبة إلى السكان اليمنيين، وفقاً للإندبندنت.
وتمت إدانة السعودية مراراً من قبل الجماعات الإنسانية؛ بسبب مشاركتها في الصراع الحالي في اليمن، حيث يسعى التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي، ووقف تقدّم مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وتختم الصحيفة البريطانية مشيرة إلى أن “الحرب السعودية في اليمن أدّت إلى مقتل الآلاف من المدنيين، فالأمم المتحدة تشير إلى أن عدد القتلى وصل حتى الآن إلى أكثر من 10 آلاف قتيل، في حين لا تُعرف على وجه الدقة أعداد المدنيين الذين توفّوا نتيجة سوء التغذية وانتشار الكوليرا”. (الخليج اونلاين)