حرب إعلامية وتوظيف للمواقف في الأزمة الخليجية
تصعيد جديد بين وسائل الإعلام القطرية والسعودية على خلفية خروج قناة “العربية” من هيئة البث البريطانية (أوفكوم).
تقرير: ابراهيم العربي
مع تصعيد المواقف وتفاقم الأزمة الخليجية، إزدات الحرب الإعلامية شراسة بين قطر والسعودية وإزدادت نبرة التصريحات حدة. لكن الملفت هو تناول إعلام الطرفين المقربة والممولة منهما، للمواقف وتفسيرها بشكل مختلف، ولاسيما من قبل قناتي “الجزيرة” القطرية و”العربية” السعودية اللتين تقودان جبهة الحرب الإعلامية في هذه الأزمة السياسية.
بين الإنسحاب طواعية من هيئة البث البريطانية (أوفكوم) أو تجنباً لعقوبات لدورها في تغطية قرصنة “وكالة الأنباء القطرية” (قنا)، تبادلت كل من قناة “الجزيرة” ووكالة الانباء القطرية من جهة و”العربية” من جهة أخرى الهجوم الإعلامي على بعضهما البعض في مشهد يعكس تصريف الأزمات بين البلدين عبر الملف الإعلامي.
“الجزيرة” نقلت عن وكالة الأنباء القطرية التي أكدت بدورها عبر وكيلها مكتب “كارتر-رك” البريطاني للمحاماة، على إن شكواها ضد قناة “العربية” أجبرت هذه القناة على الانسحاب من هيئة تنظيم البث البريطانية “أوفكوم” الأمر الذي سيمنعها من البث من المملكة المتحدة وجميع دول الاتحاد الأوروبي، كما سيخرجها من دائرة المؤسسات الإعلامية البارزة التي تخضع لجهات رقابية مرموقة تضمن التزام المؤسسات الإعلامية بأخلاقيات المهنة كالحياد والعدالة.
بدورها سخرت قناة “العربية”، مما وصفته مزاعم قناة “الجزيرة” مشيرة الى أنه محاولة غير موفقة لتجيير قرار اتخذته “العربية” بوقف مشاركتها في باقة “بي سكاي بي” البريطانية، في إطار خطة توزيع جديدة تفضي إلى تعزيز الإرسال على المنصات الرقمية الحديثة، عوضاً عن الوسائل التقليدية المشفرة.
وكانت المؤسسة المستقلة، التي تنظم العمل التلفزيوني في بريطانيا، غرمت الشهر الماضي، قناة “العربية” 120 ألف دولار لخرقها خصوصية المعارض حسن مشيمع (70 عاما) الذي تعرض للتعذيب، عندما بثت لقطات حصلت عليها أثناء احتجازه التعسفي في البحرين.
في ظل التوتر القائم يبدو أن الأزمة الخليجية تتفاقم يوما بعد يوم وأن بوادر الحل اصبحت بعيدة إن لم تكن.. مستحيلة.