مواجهات عدن المسلحة تهدد تماسك التحالف السعودي الإماراتي باليمن
محمد عبدالله
اعتبر خبراء أن مساعي السعودية والإمارات في اليمن تواجه انتكاسة حقيقية مع تحول حلفائهما المحليين لقتال بعضهم البعض، داعين الرياض وأبوظبي لإعادة النظر في الأوضاع باليمن، إذا ما استمرت النزاعات على الأرض.
وقال الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «آدم بارون» لـ«رويترز» إن «الكثير من القوى الأساسية اعتقدت أن بإمكانها فحسب تنحية المظالم السياسية لدى حلفائها والتركيز على قتال الحوثيين، فيما كل الأمور الأخرى ستحل نفسها».
وتابع قائلا :«هذا يظهر حماقة هذا التفكير.. بدون حل سياسي واسع النطاق ستنمو للصراع اليمني دائما أطراف جديدة».
واتهم مصدر حكومي يمني الإمارات بدعم المواجهات المسلحة في عدن للتأكيد على تفوق نفوذها في الجنوب، مشيرا إلى أن «الانفصاليين الجنوبيين هم مجرد أداة في يد أجنبي مثل الحوثيين».
وأضاف المصدر لـ«رويترز» أن «رقابنا في أيدي الإمارات».
ونقلت الوكالة عن مسؤول كبير في صفوف الانفصاليين الجنوبيين قوله إنه «من الواضح أن الرئيس عبدربه منصور هادي والسعودية يحاولان تقليص النفوذ الإماراتي في الجنوب».
ويسعى الانفصاليون الجنوبيون إلى إعادة دولة اليمن الجنوبي المستقلة التي اتحدت مع اليمن الشمالي في عام 1990.
وقاتل الانفصاليون الجنوبيون في صف قوات الرئيس «هادي»، لكنهم انقلبوا ضدها هذا الأسبوع وسيطروا على مدينة عدن الساحلية جنوب البلاد بعد رفض الرئيس إقالة رئيس وزرائه «أحمد بن دغر»، الذي يتهمه الانفصاليون بسوء الإدارة والفساد.
وفيما تقول الإمارات إنها تواصل مساندة الحكومة ومهمة هزيمة «الحوثيين» يتخذ قادة جنوبيون أبوظبي مقرا لهم كما حصلت قواتهم على تسليح وتمويل من الإمارات.
وصورت الإمارات والسعودية مساندتهما لأطراف مختلفة مناهضة لـ«الحوثيين» بأنها توزيع للجهود التي تسعى لذات الهدف لكن التعارض في الأهداف أصبح واضحا.
وبقي «بن دغر» متحصنا في قصر شديد الحراسة في عدن، وعلى الرغم من أن جنودا من السعودية والإمارات يضطلعون بمهمة حمايته إلا أن مسلحين جنوبيين تمركزوا قرب البوابات في تذكرة بالحقائق الجديدة على الأرض.
وانسحبت بعض القوات الموالية للحكومة من جبهات قتال في جنوب البلاد كانت تحارب فيها «الحوثيين» وعادت إلى عدن للمساعدة في قتال الانفصاليين.
وضخت السعودية والإمارات مليارات الدولارات في قتال «الحوثيين» في اليمن لكن الحملة التي شنها التحالف العربي قبل ثلاث سنوات تواجه مخاطر بعد أن تحول الحلفاء المحليين للدولتين لقتال بعضهم البعض.
وشكل ذلك انتكاسة خطيرة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الذي لم تتمكن آلاف من ضرباته الجوية حتى الآن من تحقيق النصر على «الحوثيين».
وبحسب مراقبين، يمكن المواجهات المسلحة التي شنها الانفصاليون الجنوبيون بدعم من الإمارات ضد القوات الموالية للحكومة المدعومة من السعودية أن تعقد جهود طرد «الحوثيين» من صنعاء.
المصدر | الخليج الجديد + رويترز