كاتبة إيطالية: الفشل مصير “إصلاحات” ولي العهد السعودي
تقرير هبة العبدالله
يحمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شعارات كبيرة عن التغيير والتجديد في السعودية، لكن الانفتاح في المملكة يبدو كقطعة فسيفساء معقدة يصعب السماح بتشكيلها. فعلى الرغم من التنازلات الجزئية التي قدمت للشباب السعودي، فإن الإصلاحات تبدو قليلة ورمزية وغير كافية على الإطلاق، كما تقول الكاتبة الإيطالية أنجيلا مانغانارو.
فالمملكة، حتى الآن، ما زال يسيطر عليها أصحاب الرؤية الدينية المتشددة ومنهم من انتقد السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وبتولي وظائف جديدة، وهذا جزء من التحديات الكامنة أمام ولي العهد صاحب الرؤية الاجتماعية الجديدة، تقول الكاتبة.
رأي الكاتبة، فإنه بالنظر إلى التنازلات التي قدمت للسعوديات فإذا كانت حالة المرأة علامة على تقدم مجتمع تحكمه دولة قمعية فإن التعليم يعكس هذه الصورة أيضاً.
وإذا كان ولي العهد صاحب مشروع رائد في التغيير ومكافحة التطرف، كان لا بد أن يلتفت لما يدرس للطلاب السعوديين وأن يضع مسألة تغيير المناهج المدرسية موضع التنفيذ، فالكتب المدرسية التي تهين الشيعة والصوفية وتصفهم بالكفار الأصليين بحاجة للتغيير.
وتعتبر الكاتبة الإيطالية أنه إذا لم تتغير مناهج التعليم فمن الصعب أن نفكر في مملكة سعودية مختلفة، ولا يمكن للمرء أن بتصور دولة جديدة إذا لم ينجح ابن سلمان في إعادة تشكيل رجال الدين الوهابيين أصحاب الفكر المتشدد والرجعي.
ترصد الكاتبة الإيطالية ملامح التغيير في المملكة كما يرسمها ابن سلمان. لكنها لا تبدو متفائلة بمستقبل في المملكة، إذ ثمة في المقايل كثير مما لم يتغير بعد. وتقول إنه بالعودة إلى حملة الاعتقالات التي شهدتها المملكة السعودية في نوفمبر / تشرين الثاني 2018، فإن ولي العهد حاول تقديم نفسه كقائد حملة مكافحة الفساد، لكن ما حصل هو أنه حول كثيراً من الشخصيات الأساسية في الدولة إلى أعداء حقيقيين له، سيشكل اتفاقهم على مجابهته خطراً كبيراً على سعيه للوصول إلى الحكم.