“أويل برايس”: موسكو تستغل حاجة السعودية لرفع أسعار النفط
تستفيد شركات النفط الروسية من الحاجة السعودية الماسة لرفع أسعار النفط وتسعى إلى التوسع في سوق النفط الصيني والآسيوي الذي باتت يحدد حاليا الطلب العالمي على النفط.
تقرير هبة العبدالله
تعيش المملكة السعودية ظروفاً مالية ضاغطة تجعلها في أمس الحاجة لرفع أسعار النفط حتى تتمكن من سد الفجوة المالية الكبيرة في الإنفاق والدخل النفطي وكذلك إنجاح طرح 5 في المئة من أسهم شركة "أرامكو" للاكتتاب.
أمام الواقع المالي المأزوم الذي تعيشه المملكة السعودية، ترى نشرة "أويل برايس" الأميركية أن الشركات الروسية تستغل هذا الوضع في زيادة حصص مبيعاتها في السوق النفطي الصيني وتمديد نفوذها النفطي في آسيا.
وبحسب النشرة النفطية، فعلى الرغم من التعاون بين موسكو والرياض في خفض الإنتاج ورفع أسعار النفط تشتد حدة التنافس بين شركة "أرامكو" السعودية وشركة "روسنفت"، كبرى شركات النفط الروسية، على أسواق آسيا وتحديداً السوق الصيني.
تشير الإحصاءات الصينية الأخيرة إلى أن صادرات النفط الروسي إلى الصين ارتفعت بنسبة 13.2 في المائة، حيث بلغت 1.16 مليون برميل يومياً في النصف الأول من عام 2017، متفوقة بذلك على صادرات "أرامكو" التي تراجعت بنسبة 1.75 في المئة. كما تخطط "روسنفت" لإنشاء مصفاة نفطية في إقليم تيجان الصيني، ضمن مشروع مع شركة النفط الوطنية الصينية، وذلك حسب البيان الصادر عن روسنفت في يناير / كانون الثاني 2017.
ولتحقيق الهدف، حرصت "روسنفت" على إبرام مجموعة من الاتفاقات مع الشركات الصينية لزيادة حصتها في السوق، حيث أبرمت في بداية عام 2017 عقوداً مع شركة "بتروتشاينا"، لترفع صادراتها من 400 ألف برميل يومياً إلى 600 ألف برميل يومياً.
كما وقّعت كذلك اتفاقية مع شركة "سي آي إف" سي لزيادة صادراتها النفطية إلى الصين، وإلزامها بعقود تنقيب في شرقي سيبيريا. وتستهدف الشركة رفع صادراتها إلى السوق الصيني في نهاية عام 2017 إلى 800 ألف برميل يومياً.
ويعد السوق الصيني الأكبر من حيث استيراد النفط، وقد تفوق على السوق الأميركي الذي بات شبه مكتفٍ في أعقاب ثورة النفط الصخري، وفي حال وجود عجز يعتمد على استيراد النفط من كندا والمكسيك وبعض دول أميركا الجنوبية.