الخيوط الخفية للإنقلاب القطري الذي قلب المعادلات الإقليمية وأفسد عرس السعوديين وهدد وضعهم
وفيق السامرائي
خطأ السعودية الاستراتيجي ولد من قناعتها بالتعويل على (تفرد) ترامب في ملف المنطقة للتخلص من محاكمات الدول الراعية للإرهاب، فوقعت في مطب مدمر.
ليست مصادفة ان يهاجم المرشد الإيراني الأعلى آل سعود بشدة، أو أن يقتل قادة كبار من الحرس الثوري غرب الموصل، ومن يتوقف عند قصة اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ولا يتوقف عند ردود الفعل الإعلامية السعودية والإماراتية..، الواسعة والفورية، يعبر عن سذاجة مفرطة.
وليس مصادفة ولا (خوفا) ولا طلبا لحماية أن يتصل أمير قطر بالرئيس الإيراني مرتين خلال اسبوع مستخدما عبارات صداقة وتحالف استراتيجي كان مخفيا.
وليس اعتباطا ان يعيد إردوغان حساباته بشكل جدي استعدادا لتغيير مواقفه تجاه دول الطوق الثلاثي(إيران والعراق وسوريا) والتهديدات القائمة على حدوده الشرقية والجنوبية.
وليس هراء ان تتمتع دمشق بأمن أفضل من بغداد (حاليا).
كل شيء انقلب بإعلان الانقلاب القطري الذي يستهدف السعودية والإمارات بدرجة أقل مهما حاولوا تخفيفه.
المصريون في وضع اضطرهم الى الانشغال في ليبيا وسيناء واحتمالات التهديد من الجنوب، وليس واردا انشغالهم باليمن والرياض طالما لم يتعرضوا لأذى الفريق المقابل.
كل الدول العربية والإسلامية التي شاركت في قمم ترامب وسلمان لن تكون معنية بحلف ترامب الاسلامي، فالوضع بات منقلبا.
الوزير الجعفري اختصر الموقف العراقي بوصف واضح، هو: لن يكون العراق في الجبهة المعادية لإيران. نعم فالمعادلة خارج قدرة الحكومة.
الم نقل مرارا إن ترامب ليس قادرا على التفرد بالموقف والثروات، فأميركا عزلت نفسها عن حلفائها الكبار.
جبهة السعودية باتت الأضعف، ويبدو أن لدى أمير قطر تنسيق استخبارات وخبراء أكثر مما يتصور جيرانه وخصومه. فهل تدرك بغداد الحكومة لعبة الحرب والسياسة؟ لا أظن.