اقتصاد آل سعود وارتباطه بالاقتصاد الصهيوني
القسم الأول
بقلم د. علي أبو الخير: ارتبط اقتصاد آل سعود بعجلة الرأسمالية الغربية منذ تأسيس الدولة الثالثة الموجودة حتى الآن على الساحة العربية والإسلامية والدولية.
لقد اقتصرت موارد آل سعود في الدولة الأولى على الغارات التي كان يشنها البدو على غيرهم من القبائل، بعد أن يتغلبوا عليهم يأخذون أموالهم ونخيلهم ودوابهم ثم يسترقونهم لبيعهم في أسواق النخاسة كمصدر آخر من مصادر تمويل حملاتهم.
ثم أوغلوا في ذلك عندما دخلوا المدينة المنورة، فقد سرقوا الذهب الذي كان موجوداً في الحجرة النبوية، وكان كثيراً يفوق ما يتخيله الرأس فقد كان فيه إيوان كسرى المذهب الذي غنمه المسلمون بعد موقعة القادسية، وتركه الخلفاء الراشدون والملوك من بعدهم على حاله في الحجرة النبوية، وحتى في أشد حالات الضنك المادي الذي واجهه الملوك والحكام – رغم استبدادهم – لم يأخذوا منه شيئاً، كما كان يوجد بالحجرة النبوية عقود من الذهب كانت السيدة زبيدة زوج هارون الرشيد وضعته هناك، كما كان هناك غيره الكثير.
أخذ الوهابيون هذا المال لا ليقيموا به المنشآت في البقاع المقدسة التي تخدم حجاج بيت الله الحرام، كما لم يأخذوه حتى ليقيموا مؤسسات في نجد، ولكنهم أخذوه وقطعوه ووزعوه فيما بينهم باعتباره من غنائم الحرب التي يجوز أخذها وتوزيعها على الجنود.
لكن ذلك المال بعد أن تم نهبه وإنفاقه لم يجد آل سعود المال الذي يؤسس لهم كياناً متماسكاً، فقاموا بفرض إتاوات على الحجاج والعودة إلى شن الغارات على القبائل، ولكن ذلك لم يف بالغرض المطلوب.
جعل ذلك آل سعود يرتبطون بالدولة البريطانية التي منحتهم الأموال عبر فرض ضرائب مرتفعة على القوافل المارة من مصر إلى الثغور التي احتلتها بريطانيا في عدن ومضيق هرمز والكويت، ثم إعطاء ابن سعود الكبير وأبنائه حصة من المال، وعموماً سقطت الدولة بعد أن هاجمتها قوات محمد على بأمر من الخليفة العثماني، وتخلت بريطانيا عنهم وكان ذلك من أقوى الأسباب التي جعلت الملك عبد العزيز فيما بعد يربط دولته سياسياً واقتصادياً بالقوى الدولية الكبرى، وتلك القوى مرتبطة بالاقتصاد الصهيوني، أي أن نظام آل سعود جعل نفسه مرتبطًا بالاقتصاد الصهيوني بطرق مباشرة وغير مباشرة.
دولة الحجاز 9/12/2006