90% من عائدات السعودية تذهب للعائلة المالكة
قال مقربون من أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز إن 90% من عائدات النفط تذهب إلى أرصدة العائلة المالكة، وان 10% فقط مخصص للدولة السعودية بما تقدمه من خدمات بلدية وأمنية للمواطنين وانه ليس من حق احد أن يحاسب العائلة المالكة على ذلك.
وقد دفعت الأزمات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالسعودية، بالعديد من المفكرين السعوديين إلى التساؤل عن أسباب التخلف الذي تعيشه المملكة، رغم الإمكانيات الهائلة التي تملكها.
ويشير الكاتب والمعارض السعودي أحمد العلي إلى أن تعداد الشعب السعودي لا يتجاوز 18 مليون نسمة، وأنه يعيش على مساحة كبيرة تقدر بـ 2 مليون متر مربع، إلا انه رغم ذلك يعيش الفقر والفاقة والحاجة، وأن 60% من سكانه لا يملكون مساكن خاصة، بينما تتجاوز نسبة البطالة 30%، وأن 25% من الشعب يعيشون تحت خط الفقر.
وقال رغم أن السعودية دولة مترامية الأطراف حباها الله بكل شي، إلا أنها تعاني من أزمة اقتصادية متواصلة وقلة الاستثمارات والبطالة ومشاكل اجتماعية خطيرة، وإضافة إلى بنية قانونية وحقوقية غير معترف بها عالميا، وخلل قانوني وثقافي وديني واجتماعي مستفحل نتج عنه إرهاب تجاوز حدودها وبلغ حلفائها المقربين في أميركا ولندن ومدريد.
تناقض عجيب
وأشار الكاتب إلى أن الشعب السعودي يعيش في قبضة المؤسسة الدينية الرسمية التي تحكمه منذ أكثر من 100 عام، وقال إن هذه المؤسسة رسخت في الشعب السعودي نظمها الاجتماعية وفتاواها الشرعية بحيث غدا الهوس الديني والتناقض العجيب ما بين التمسك بالدين والرغبة الجامعة في الانفتاح على العالم الخارجي واضطهاد المرأة من صميم حياة الشعب السعودي.
وقال إن هذا التناقض جعل الشعب السعودي من أكثر الشعوب استبدادا وفسادا أخلاقيا وماليا وأكثر الشعوب استهتارا بحقوق الإنسان.
وأكد أن أغلبية الشعب يدركون أن حكامهم من آل سعود لا يخضعون إطلاقا كباقي الشعب للقيود الصارمة والأغلال الحاكمة في كل جوانب الحياة في السعودية والتي حولت المملكة إلى بلاد ملل وسام لا حدود له.
وقال إن آل سعود يحصلون على مخصصات مالية شهرية تقدر بأكثر من 10000 دولار للفرد الواحد منذ ولادته.
واستطرد قائلا، بينما يعاني الشعب من قلة الموارد المالية وضعف القدرة الشرائية وغلاء المعيشة، تخصص لكل أفراد العائلة المالكة حصص من مبيعات النفط لا تحسب في الميزانية إطلاقا.
حكم كما لو كان ملكا خاصا
وينقل الكاتب ما وثقته مؤسسة بيت الحرية في أحد تقاريرها أن آل سعود يحكمون البلد تماما كما لو كان إقطاعا أو ملكا خاصا لهم.
وأوضح التقرير أن خلف أسوار القصور تتم ممارسة أمور سيئة، الإسراف في شرب الخمر والإسراف في المخدرات، تضيف هذه المرأة: أنها أمورا كان يمكن أن يُقتل من أجلها مرتكبها أو يُعاقب عقابا شديدا لو لم يكن من الأسرة الحاكمة.
وينقل التقرير عن دبلوماسي أميركي سابق قوله: إن تكاليف طائرة التورنادو لاتتجاوز25 مليون دولار في السوق العالمية، أما السعوديون فيدفعون مقابل كل طائرة ما بين65-75 مليون دولار، وهناك طرق كثيرة يوزع بها مزيد من الأموال على الأسرة.
وأكد التقرير أن برقية سرية لإحدى السفارات الغربية أرسلتها لحكومتها جاء فيها أن ثلث إيرادات الدولة السعودية لا تجد طريقها إلى الميزانية، وتستقر في أيدي آل سعود بطرق سرية خاصة.
تخدير للعقول والقلوب
واتهم أحمد العلي النظام السعودي بتخدير عقول وقلوب السعوديين بالقيم الدينية الممسوخة، وقال إن هذه القيم سحقت الثورة وروضت الأجيال المتعاقبة حتى ضاعت هويتها وتحطمت شخصياتها وأصبحت بقايا إنسان في الألفية الثالثة.
وانتقد الكاتب تراجع الأصوات الإصلاحية التي تعالت خلال السنوات الأخيرة في السعودية، وقال إن السنة الداعين للعمل والنضال ضد الاستبداد الذي تمثله العائلة السعودية الحاكمة ممن كان يعرف سابقا بالحركة الإصلاحية، قد خرست.
الخيمة 14/11/2006