قصة الأمير نايف بن عبد العزيز المتهم بتهريب المخدرات
سعد حلواني: يبدو أن قصة المتهم الأمير نايف بن عبد العزيز الشعلان قد عادت إلى الواجهة من جديد بعد أن طالب المدعي العام الأميركي في ولاية فلوريدا نزع الحصانة عن الشعلان حتى يتم استجوابه ومحاكمته في أحد أكبر قضايا تهريب المخدرات الدولية.
وتتهم السلطات الأمريكية الشعلان والذي تؤكد أنه أمير (سعودي) يتمتع بحصانة دبلوماسية ومتزوج من أميرة معروفة بالمشاركة في عملية تهريب المخدرات مقابل لوحات فنية تقدر قيمتها بعشرة ملايين دولار على متن طائرته الخاصة.
وقال المسؤولون الأمريكيون أن عملية التهريب امتدت من فنزويلا وميامي إلى شوارع أوروبا وعمل فيها هذا الأمير مع تجار مخدرات كولومبيين لشحن طنين من الكوكايين من كراكاس إلى باريس في عام 1999.
ووصفت وثيقة موقعة باسم ضابط بالإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات نايف بن سلطان بن فواز الشعلان بأنه أمير في العائلة المالكة في المملكة لكنه ليس في القائمة المباشرة للخلافة على العرش.
غير أن متحدثا باسم ((السفارة السعودية)) في واشنطن نفي آنذاك انتماء الشعلان للعائلة السعودية المالكة، وقال إن السفارة لا تعرف عنه شيئاً. وصادر الضباط الأمريكيون لوحة (هجوم على عربة) للفنان الأسباني الشهير فرانسيسكو دي جويا ترجع لأواخر القرن الثامن عشر ولوحة تصور امرأة شابة للفنان الياباني تسوجوهارو فوجيتا ترجع إلى عام 1924.
وقال مسؤولون إن قيمة كل من اللوحتين قد تزيد عن عشرة ملاين دولار.
ووجهت هيئة محلفين في فلوريدا إلى الشعلان والأسباني خوسيه ماريا كليمنت وللكولومبي ايفان لوبيز فانيجاس والكولومبية دوريس مانجيري سالازار تهمة السعي لحيازة كوكايين بغرض الاتجار.
ويواجه كليمنت أيضاً تهمة غسيل أموال. وقال ضباط أمريكيون أن سالازار وهي عشيقة الأمير السابقة عملت في منتصف عام 1998 كوسيط لشحنة الكوكايين وقدمت الشعلان إلى تجار مخدرات كولومبيين كانوا يبحثون عن وسيلة لنقل المخدرات من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا.
ووافق الشعلان علي استخدام حصانته الدبلوماسية في نقل الشحنة ووصلت طائرته الخاصة إلى باريس في 16 أيار (مايو) عام 1999 وعليها الكوكايين. وبعد نقل الشحنة ضبطت السلطات الأسبانية 190 كيلو غراماً وصادرت الشرطة الفرنسية 804 كيلو غرامات مما اعجز المهربين عن سداد ديونهم للكولومبيين.
وحاول كليمنت تسوية الأمر بتقديم لوحتي جويا وفوجيتا اللتين ضبطتا في مخزن للأعمال الفنية في مدينة نيويورك. وداهم الضباط منزل سالازار بإحدى ضواحي ميامي يوم الأربعاء حيث القوا القبض عليها وصادروا ثلاث لوحات زيتية أصلية للرسام الكولومبي فرناندو بوتيرو.
وقال جيم شيد الضابط بإدارة مكافحة المخدرات نعتقد أن الشعلان في المملكة حاليا. والسلطات هناك لم ترفع عنه الحصانة حتى يتاح للسلطات التحقيق معه.
وقالت وكالة "اسوشييتد برس" إن الشعلان قدم طائرته الخاصة التي تحظى بالغطاء الدبلوماسي لتهريب المخدرات المقدر ثمنها بعشرين مليون دولار مقابل الحصول على نصف قيمتها حسبما أكدت الوكيلة الأميركية جاكلين ارانغو، التي لفتت إلى أن "الشعلان متورط بشكل كبير في عملية التهريب، وكان يبحث عن تجار مخدرات لمده بالخدمات". وقالت ارانغو أن لقاءات أخرى عقدت لمناقشة كيفية تسليم البضاعة فيما كانت مانجري خلف القضبان.
وأضافت أن مانجري ومتورطين آخرين كانوا زاروا الشعلان في دارته في الرياض ورتبوا لعملية إخراج المخدرات على متن الجمال والخيل عام 1998. ومضت قائلة: "الشريك في العملية خوسيه ماريا كليمنتيه وأحد المخبرين قاما بدورهما بزيارة مصرف الشعلان في جنيف". وقال الادعاء إن الخطة كانت تقضي بالطيران بالكوكايين الكولومبي من فنزويلا إلى باريس ليوزع هناك. ثم كان لقاء آخر في جزيرة اروبا الكاريبية في شباط (فبراير 1999).
وأشارت ارانغو إلى أن أختام جواز السفر وأرقام ووجهة الرحلات وحجوزات الفنادق تؤكد حدوث الرحلة التي ضمت كلا من الشعلان وخوسيه ماريا كليمنتيه وايفان لوبيز فانيغاس، مدعمة اتهاماتها بصور التقطت لهم. وعثر على بعض الصور تلك في إحدى الخزنات الثلاث الموجودة في منزل مانجري البالغ قيمته 800 ألف دولار.
وقالت ارانغو: "نعتقد إنها كانت تنوي إبقاء علاقتها بالشعلان سرية لذا احتفظت بالصور في الخزنة.. وروجت مانجري ولوبيز للصفقة في كولومبيا، وعمد الأخير إلى التقرب من تاجر مخدرات تحول إلى مخبر". وكليمنتيه الأسباني هو مبيض أموال أوروبيي.
ومضت قائلة: "الطنان من الكوكايين حمَلت من كولومبيا إلى فنزويلا، خزنت في كاراكاس ثم علبت في حقائب ونقلت إلى طائرة الشعلان". وكانت رحلة الطائرة من الرياض إلى باريس في السادس عشر من أيار (مايو) 1999 لتخزن الشحنة في فيلا بإحدى الضواحي الباريسية.وضبط قرابة 188 كيلوغراماً منها على الحدود الأسبانية، في حين عثرت السلطات الفرنسية على 796 كيلو غراماً ولم تعرف القيمة الحقيقية التي روجت أبدا واعتقل التجار المتورطون بالترويج لها في أسبانيا وفرنسا.
ولدفع المال المستحق عليه، منح كليمني أحد المخبرين لوحة لغويا وأخرى للرسام الياباني تسوغوهارو فوجيتا تقدر قيمة الواحدة منها بمليون دولار على الأقل، إلا أن السلطات صادرتهما بعد نقلتهما من ميامي إلى نيويورك.
وتقول ارانغو ان 17 لوحة زيتية عثر عليها في منزل مانجري، ثلاثة منها للكولومبي فرناندو بوتيرو. غير أن محامي المتهمة أكد على إنها لوحات مزيفة وغير أصلية ولا تتعدى قيمة الواحدة منها 1500 دولار.
وتواعد الشعلان ومانجيري بعدما تعارفا في جامعة ميامي قبل 20 عاما وبقيا صديقين منذ ذلك الحين حسبما أكد المحامي كاتالانو.
وطلبت ارانغو باحتجاز مانجري كي لا تهرب قائلاً إنها حاولت الاختباء في خزانة ملابسها عندما جرى اعتقالها، وهي تحمل جواز سفر أميركي وأربعة كولومبية وجواز مواطنة ثنائية. وقال المدعي العام انثوني انجلي إن ثمة اتصالات هاتفية سجلت لكن ما نجري لم ترصد في إي منها.
دولة الحجاز 12/2/2007