«فورين بوليسي»: السعودية ترقص على لحن روسيا في سوريا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3320
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير بهاء العوفي
 قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، الإثنين، إن السعودية أصبحت حاليا من الدول التي ترقص على لحن روسيا في سوريا.
وفي مقال للكاتب «كولم لينش» تحت عنوان «الرقض على لحن روسيا في سوريا»، أوضحت الصحيفة أنه مع تراجع دور الولايات المتحدة في سوريا، فإن السعودية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة «ستيفان دي ميستورا»، أصبحا منفتحان الآن لدور دبلوماسي روسي أكبر في رسم مستقبل سوريا.
وأشارت المجلة إلى دعوة وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» وفدا من زعماء المعارضة السورية في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث وجه إليهم رسالة قاطعة هي أن الرياض ستبطئ دعمها العسكري لجهودهم للإطاحة برئيس النظام «بشار الأسد»، وأن الوقت قد حان لتوجيه طاقاتهم بدلا من ذلك لتأمين اتفاق سياسي مع دمشق في مؤتمر السلام بسوتشي في روسيا نهاية يناير/كانون الثاني الجاري.
ووفق المجلة، قال «الجبير» آنذاك إن المعارضة إذا كانت مستعدة جيدا لسوتشي، فإنها ستكون في وضع أفضل للتوصل إلى اتفاق بشأن التحول السياسي.
واعتبرت المجلة أن «نداءات الجبير تمثل انتكاسة أخرى للقوى السورية المناهضة للأسد التي خسرت بالفعل الدعم العسكري السري للولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي».
وأضافت: «الأهم من ذلك أن الرسالة السعودية تؤكد نجاح الضغط الدبلوماسي الروسي لرسم مستقبل سوريا بعد الحرب، ويتشكل هذا المستقبل بسرعة لينافس المسار الرسمي الذي تقوده الأمم المتحدة منذ خمس سنوات في جنيف».
ولفتت إلى أن «النفوذ الدبلوماسي المتزايد لموسكو ممكنا في نهاية اللعبة السورية يعزى جزئيا إلى سلبية واشنطن، حيث كان تركيز إدارة دونالد ترمب منصبا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والتصدي لإيران بدلا من تشكيل المستقبل السياسي للبلد الذي مزقته الحرب».
وفي هذا الصدد، قال دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي، لم يذكر اسمه، إن «سوريا مثال على أن الدبلوماسية الأمريكية تفتقد التركيز حاليا، فالولايات المتحدة فقدت أرضها لصالح روسيا بخصوص القضية السورية».
ونقلت «فورين بوليسي»، عن المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية»، الجنرال المتقاعد «جون ألين»، قوله إنه «حتى لو أرادت الولايات المتحدة لعب دور أكبر في سوريا بعد الحرب فإن انسحابها أضعف قدرتها على القيام بذلك».
وأضاف «ألين» أن التحرك الدبلوماسي الروسي يقلق العديد من الحكومات الغربية وقادة المعارضة السورية، ويخشون أن يعزز المؤتمر الذي تخطط له موسكو في وقت لاحق من هذا الشهر في سوتشي المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها روسيا والنظام السوري ويديم حكم «الأسد» الوحشي ويدفع جيلا جديدا من السوريين إلى التمرد.
كما أنهم يشعرون، وفق «ألين»، بالقلق من أن العملية الروسية ستتخلص من بعض الأجزاء الأساسية التي لم يتم الاتفاق عليها في جنيف، مثل حكومة انتقالية ومخطط الحياة بعد «الأسد»، والكثير من النقاد يتهمون روسيا باعتبارها طرفا في الصراع ولا يمكن أن تكون وسيطا نزيها.
وأضاف الكاتب أن المشكلة هي أن عملية جنيف بدأت تبدو أقل جدوى لأن المساعدة العسكرية الروسية لنظام «الأسد» جعلت دمشق أقل انفتاحا على فكرة التخلي عن السلطة إلى حكومة انتقالية، وهو عنصر أساسي في خطة جنيف.
وبحسب المجلة، فإن «واشنطن لا تبذل جهدا يذكر لإبقاء جنيف على قيد الحياة، حيث تركز إدارة ترمب بدلا من ذلك على دحر تنظيم الدولة وتقليل نفوذ إيران».
وقال الجنرال المتقاعد «جون ألين»، المبعوث الامريكى السابق للتحالف المناهض لـ«الدولة الاسلامية»، إنه حتى لو أرادت الولايات المتحدة لعب دور أكبر فى سوريا بعد الحرب، فإن فك الارتباط أضعف قدرتها على القيام بذلك.
وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تعلق آمالها على المحادثات في جنيف، كما أن كل من وزير الخارجية «ريكس تيلرسون»، ومستشار الأمن القومي «هربرت ريموند ماكمستر»، ووزير الدفاع «جيمس ماتيس» كلهم ​​يحاولون دفع «الأسد» نحو الخروج من اللعبة السياسية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن «جنيف هي السبيل الوحيد للمضي قدما في حل الأزمة السورية».
وأضاف: «مع استمرار تركيزنا على جنيف والتقدم الجوهري في هذه المفاوضات، فإن كل الأساليب الأخرى لا تشكل سوى إلهاء».
وخلال الأشهر الأخيرة، كشفت تصريحات مسؤولين سعوديين عن تغير موقف بلادهم تجاه الأزمة السورية، فبعدما كانت داعمة للمعارضة، وتصر على رحيل «الأسد»، أصبحت تقبل بوجود الأخير في العملية السياسية وفق الرؤية الروسية.
والشهر الماضي، أشاد المبعوث الروسي الخاص للرئيس الروسي في سوريا «ألكسندر لافرنتييف»، بتغير موقف السعودية «غير المنضبط»، تجاه حكومة «بشار الأسد». (طالع المزيد)
وقال إن الرياض وغيرها من الدول، غيرت في الوقت الحالي موقفها «غير المنضبط» تجاه الحكومة المركزية في سوريا.
ولفت إلى أن «عددا متزايدا من الدول، التي كان لديها موقف غير قابل للتوفيق مع الحكومة الحالية في دمشق، أعادت النظر في مواقفها حاليا، بما في ذلك السعودية».
وكانت مصادر كشفت قبل شهرين لـ«الخليج الجديد»، أن السعودية أبلغت فصائل المعارضة الموالين لها أن عليهم الاستجابة للرؤية المصرية، وهو ما يعني عمليا الانسحاب من التعهدات السابقة بإسقاط «بشار الأسد» ودعم المعارضة إلى أبعد مدى.
ويؤيد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، بقاء «الأسد» في الحكم خوفا من انهيار سوريا، والعواقب التي يمكن أن تحدث أيضا في مصر، في وقت فشلت فيه السعودية، في الحسم العسكري أو السياسي بسوريا.

المصدر | الخليج الجديد