نحن نعرف السعودية ونُتقن اللغة العربية: هل يَدعونا الأمير تركي الفيصل إلى بلاده للاطلاع “بأنفسنا” على “حقائق” قيل أن المملكة تُخفيها أو تَمنع الحديث عنها
خالد الجيوسي
لا ندري حقّاً، إن كان بالفِعل يَحق لنا ككُتّاب وصحفيين أن نزور العربية السعودية، ولكن ليس من باب الاستجمام والسياحة بالطّبع، فهناك خيارات أخرى (دول) نستطيع أن نستجم من خلالها وعلى أراضيها، لكن نحن نتحدّث هنا عن زيارة الأراضي السعودية، من باب الاطلاع والتوثيق، على أمور مُحرّمة، تمتنع السلطات السعودية حتى عن الحديث عنها!
الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق، وجّه دعوة “مفتوحة” لزميل محاور وصحفي في إذاعة صوت ألمانيا “دوتشيه فيليه”، أن يأتي لبلاد الحرمين ويرى بنفسه، عندما سأله عن المُدوّن السعودي رائف بدوي المُعتقل خلف القضبان، وفي تفاصيل الدعوة مقطع فيديو عرضته قناة (DW) الألمانية لحوار بين المذكورين، وقعت مشادّة خلاله بين الأمير والمحاور الألماني، حينما تجرأ الأخير وسأله عن تجاهل بلاد الأمير، مطالب لجنة الأمم المتحدة، بشأن جلد المُدوّن رائف بدوي، فرد الأمير تركي عليه بالقول، أن عليه المجيء، ويرى بنفسه، قبل أن يأخد هذه الأمور، ويُعلنها كحقائق.
المحاور هنا رد على “سمو” الأمير بالقول، أنه يجب أن يكون هناك خُبراء، وليس من الأفضل أن يأتي شخص لا يعلم دواخل الأمور، وأضاف مُوجّهاً كلاماً حادّاً وجريئاً للأمير “إنك تحب أن يأتي شخص لا يعرف شيئاً عن السعودية، ولا يتكلّم العربية، لأنك حينها ستقول له أي شيء تُريده”، الفيصل يُقاطع المُحاور الجريء قائلاً: “يُمكنك أن تُحضر من تُريد”، فقال المحاور “إذاً سأحضر معي لجنة الأمم المتحدة حول التعذيب”.
ربّما يكون المحاور الألماني مُحقّاً في حديثه عن عدم علمه بالعربية السعودية، وحتى عدم تحدّثه اللغة العربية، ولذلك لا يُمكنه التوجّه للمملكة النفطية لوحده، وعليه نتمنّى على الأمير تركي، أن يدعونا كصحفيين عرب إلى جانب الزميل الذي دعاه إلى بلاده، نُتقن اللغة العربية الفُصحى، ونفهم جيّداً اللهجة السعودية، وعشنا فيها طويلاً، للاطلاع “بأنفسنا” على ما قيل أنها تُخفيه سلطات بلاده، ويقول أنها “حقائق” تم الإعلان عنها دون التأكّد من صحّتها.
نحن على الأقل “عرب” تجمعنا بالسعودية روح دم العروبة والإسلام، وسنحرص على نقل الحقيقة كما هي، سواء فيما يتعلّق بحالة الناشط رائف بدوي أو غيره ممن يقبعون في مُعتقلات المملكة، كما يهمنا “تبييض” صفحتها فيما يتعلّق بحقوق الإنسان، والتي فيما يبدو تبدو سوداء للمنظمات الحقوقية، بالتأكيد دعوة الأمير تركي جديّة، ونحن أكثر جديّة للزيارة، وبالمُناسبة لن نُحضر معنا لجنة الأمم المتحدة حول التعذيب كما سيفعل زميلنا الألماني، يا تُرى متى تكون تأشيرة زيارتنا جاهزة سُموّك؟