قاموس الوعظ البذيء
حمود أبو طالب
المؤسف والمخجل والمشين و«المقرف» أيضا أن لدينا ما يندرج بشكل أو بآخر تحت تعريف أو مصطلح الإباحية، تلك التي نحذر منها وتحاول أجهزة الرقابة في كثير من دول العالم محاصرتها بدافع أخلاقي في مواقع التواصل وفضاءات شبكة الإنترنت التي تكتظ بها، لكن هذا الشكل من الإباحية لدينا علني بألفاظه الصادمة في بعض القنوات الفضائية التي تتكاثر كالنبتات الطفيلية السامة، أو في بعض الصحف الورقية والإلكترونية، بل وحتى في بعض منابر المساجد التي استباحها من لا يحسنون الخطاب ولا يفقهون خطورة دلق الكلام المؤذي في آذان السامعين، وكل ذلك - للأسف الشديد- باسم الدعوة إلى
مواضيع أخرى
محاصرة المدمنين
الله والنصح والإرشاد وتفقيه الناس في دينهم.
مقزز جدا مجرد سماع عبارة مثل «زنا المحارم» لأي سبب وتحت أي مبرر ومهما كانت الذريعة. عبارة تسبب الغثيان بمجرد سماعها، خادشة للحس الإنساني والفطرة البشرية؛ لأنها سلوك لا يمارسه إلا أشد المرضى نفسيا والمختلون عقليا، حتى الحيوانات التي لا تعرف دينا ولم يميزها الله بالعقل تأنف طبيعتها من ممارسة هذا السلوك القذر، فكيف لبشر أن يستحضر هذا السلوك في سياق ديني وعظي بغرض حث الناس على عدم التأخر عن صلاة الجماعة، فهو - أي زنا المحارم ـ في رأيه ثم لاحقا في يقينه وإصراره كما أشارت هذه الصحيفة قبل أمس، أهون من ترك صلاة الفجر مع الجماعة.
هل هذا هو أسلوب الوعظ والدعوة إلى الله وحث الناس على العبادات. هل تصح أو تجوز مثل هذه المقارنات وتقال علنا. وهل انقرضت كل الأمثال والمقاربات والمقابلات بحيث لم يبق منها سوى هذه المقارنة البذيئة التي قالها وكررها أحد الوعاظ. هل يصح أخلاقيا ويجوز قانونيا ويباح دينيا أن نسمع ونقرأ هذه المصطلحات القذرة الصادمة، وقد يسمعها ويقرؤها أبناؤنا وبناتنا بالصدفة، أو ربما يقولها معلم أو معلمة في المدرسة دون أن ندري.
من يحمي الدين ويحمينا من هذا القاموس المنحط؟؟