«و.س. جورنال»: نشاط سعودي من أجل اعتراض تجنيد «المتشددين» عبر الإنترنت

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2166
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
كل يوم بعد العمل، يقضي «عبد الرزاق المرجان» ساعات على موقع تويتر لاختراق شبكات المتشددين الإسلاميين الشباب لإيقاف الجماعات مثل «الدولة الإسلامية» عن تجنيدهم. ويقول السيد «مرجان» أنّ السلاح الأكثر فعالية في عمله هذا، هو معرفته القوية بطبيعة بلاده المحافظة إسلاميًا، والتي يستغلها المتشددون من أجل الإلهام. ويقول السيد «مرجان»، وهو خبير في الطب الشرعي الرقمي وأحد المتطوعين في مبادرة تسمى «سَكينة»: «السعودية هي قلب الإسلام. لا يمكنهم اللعب معنا عندما يتعلق الأمر بالتفسيرات الدينية». ويضيف السيد «مرجان»: «نعرف كيف نجلب القاعدة وداعش إلى حواراتنا، وكيف نسبب لهم الإحراج، وكيف نتحداهم».
وتأتي مبادرة «سكينة» والتي تعمل بشكل مستقل، لتكمل جهودًا سعودية أخرى. وتقوم السعودية، التي لطالما تمّ لومها على إلهام التشدد والتطرف الإسلامي حول العالم بمنهجها المتشدد، باستخدام هذا النفوذ الديني لمحاربة التطرف الإسلامي العنيف.
ركزت غالبية الجهود العالمية على المواجهة عبر الإنترنت باستخدام الشركات التكنولوجية لبذل جهد أكبر من أجل منع «الإرهابيين» من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في نشر أفكارهم. ويقدم المتطوعون في «سكينة» نهجًا جديدًا: فهم يعتمدون التعامل مباشرةً مع المتشددين وإبعادهم عن التطرف العنيف. وتكون أولوية التركيز على موقع «تويتر»، التي يقول أعضاء «سكينة» أنّه منصة تشهد تزايدا مستمرا في أعداد المتشددين.
تحركت إدارة «أوباما» أيضًا باتجاه اعتراض المجندين المحتملين، وتركيز الهجوم الإعلامي هذا العام ليحمل رسائل محددة موجهة تضرب مصداقية المناهج التي تنتج المتطرفين.
ولكن «سكينة» تنتهج هذه الاستراتيجية منذ أكثر من 10 سنوات.
وتتراوح عدد أعضاء الحملة ما بين 30 إلى 80 شخصا، غالبيتهم من السعوديين. وتشمل متخصصين نفسيين، وخبراء في تكنولوجيا المعلومات، وأكاديميين إسلاميين. وعندما نفذ الإرهابيون الموالون لتنظيم الدولة هجومًا في بروكسل في مارس/ آذار، مارس المتطرفون نشاطهم للبحث عن مجندين محتملين. وكذلك صعّد المتطوعون في «سكينة» من عملهم، لتتبع هؤلاء الذين عبّروا عن دعمهم للهجمات، وكثيرٌ منهم يغردون باللغة العربية.
خلال أسابيع، تفاعل الفريق الصغير مع نحو 55 شخصا حول العالم على تويتر. وفي تبادل واحد للأدوار، سأل أحد المتطوعين في سكينة المتعاطفين مع «الدولة الإسلامية»: «تخيلوا لو أنّ داعش قد سيطرت على المسجد الحرام، هل سيسمحون لنا بالصلاة فيه؟».
وتقول «سكينة» أنّها نجحت في ثلث المرات بإقناع الأشخاص بالتراجع عن وجهات نظرهم المتشددة، وفق إحصائياتها التحليلية على السلوك طويل المدى لـ 3000 شخص هم حصيلة تفاعل أعضائها منذ تأسيسها عام 2003.
ولقد أخرجت السعودية أجيالًا من الجهاديين. وتمثّل السعودية ثاني منبع لمقاتلي «الدولة الإسلامية» والجماعات المتشددة في سوريا والعراق، بعد تونس. لكنّ المملكة قد استطاعت استغلال تاثيرها بين المسلمين السنّة لمحاربة الفكر المتطرف. وقد كلفت الحكومة كبار رجال الدين للتنديد بالأيدلوجيات العنيفة، والعمل على برنامج لإعادة تأهيل الجهاديين السعوديين.
وقال وزير الداخلية السعودي وولي العهد الأمير «محمد بن نايف» في سبتمبر/أيلول: «مواجهة خطاب التطرف والأيدلوجيات التي تغذّي الإرهاب، بلا شك، أولوية للمملكة العربية السعودية».
وجاءت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول دعوةً للاستيقاظ أدّت إلى ضغط دولي لمحاربة الفكر المتطرف وتمويل الإرهاب. وعززت المملكة من جهودها في مواجهة الإرهاب بعد مايو/ أيار عام 2003، عندما شنّت القاعدة حملة تفجيرات في البلاد، ومؤخرًا بعد صعود «الدولة الإسلامية»، والتي نفّذت عشرات الهجمات في المملكة منذ عام 2014.
بدأت «سكينة» مواجهة «المتطرفين» عبر الإنترنت منذ عام 2003، حين بدأ البيروقراطي الحكومي الشاب، «عبد المنعم المشوح»، في وقت فراغه مراقبة ومواجهة المتطرفين العاملين بالنيابة عن جماعات مثل القاعدة في منتديات النقاش. وفي خلال وقت قصير، انضمَّ إليه آخرون.
وفي تبادل للأدوار عام 2003، وصف موالٍ للقاعدة الحكومة السعودية بأنّها «خائنة بسبب علاقاتها بدولٍ عدوة»، في إشارة لتحالف الرياض مع واشنطن، وردّ أحد المتطوعين في «سكينة»: «تقدم السعودية نموذجًا للإسلام في العالم. ومن يعلن الحرب على السعودية، فهو يعلن الحرب على الإسلام».
وقد تلقّى نشطاء في «سكينة» تهديدات بالقتل وحتّى أنّهم تلقوا شعرًا هجائيًا مليئا بالكراهية. ويناقش متطوعو «سكينة»، بشكل متكرر، مبدأ الجهاد في الإسلام. وتماشيًا مع موقف الحكومة السعودية، فإنّهم يقولون بأنّ الجهاد يمكن إعلانه فقط من قبل الحكام، وأنّ أفضل الجهاد يكون ضد الإرهابيين الذين يعتدون على إيمانهم المشترك.
ويقول «المشوح»: «شخص واحد يستحق كل ذلك المجهود. فإذا رأيت شخصًا واحدًا يغير تفكيره، فإنّ ذلك يجعلك سعيدًا».
المصدر | وول ستريت جورنال