بين الذي يعدنا بالنصر دائما و بين من يعدنا بالفشل دائما
أحمد الحباسى
أدعوكم أيها السادة و السيدات أن تراجعوا و تستمعوا إلى خطب سماحة السيد حسن نصر الله و إن وجدتم بعض الوقت الاستماع إلى خطب ملك الفشل السعودي ، تنبهتم طبعا و بالفطرة و الوجدان أن هناك فرق و أي فرق ، لا وجه للمقارنة و حتى محاولة المقارنة تعتبر عيبا في حق أحباء المقاومة ، خادم الشياطين بالكاد يتحدث همسا مع كثير من التلعثم و الخبط العشوائي المدمر للغة الضاد ، ملك المافيا لا يقدر على إخراج الحروف من لغاليغه كما يقول الفنان عادل إمام ، كلامه “مدر” للنوم و النعاس ، هذا هو ملك آل سعود القاتل ، لا أحد يستمع إليه و لا أحد يهتم بما يخرجه لسانه المرتبك ، مع ذلك تحاول بعض دكاكينه الإعلامية بكثير من العناء و إضاعة الوقت “تلميع” الخطاب بكل أدوات التزويق و التزييف منذ تنصيب عائلة المافيا في مملكة الحجاز على يد المخابرات البريطانية فيما يشبه وعد بلفور لهذه العائلة العميلة ، بالمقابل تخصص المخابرات الصهيونية طاقما كاملا لدراسة كل حركة و كل ابتسامة و كل فاصل من خطاب سماحة السيد كتعبير عن مدى اهتمامها العميق لأنها تدرك بالتجربة أن الرجل لا يمزح.
كلام سماحة السيد في خطابه الأخير لناحية مشاركة الحزب في معركة حلب تماشيا مع مقولته الشهيرة ” سنكون دائما أين يجب أن نكون ” و ذلك لمساندة سوريا في محنتها و حديثه الصريح عن الحراك السلمي في البحرين و الدور الإرهابي التخريبي السعودي في المنطقة العربية ما هو إلا تأكيد متجدد من سماحته على أن معارك المقاومة سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو تونس أو الجزائر أو لبنان هي معركة مصيرية واحدة لمواجهة الامبريالية الأمريكية و ذراعها الدموية في فلسطين المحتلة ، بحيث أنه بعد التلميح جاء التصريح بعد أن تبين الجميع أن دور المملكة هو دور تخريب للدول العربية و أن مجلس التعاون الخليجي قد تحول إلى خزينة مالية لتمويل تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة بدءا من العراق و نهاية باليمن ، و سماحته يقول اليوم أنه لم يعد هناك مكان للتحفظ أو ضبط النفس بعد أن كشفت المخابرات الصهيونية نفسها الدور القذر الذي تمارسه السعودية بممارسة إرهاب الدولة و ضرب مقاومات صمود الأمة العربية .
السعودية اليوم و خلافا لما يتبادر للذهن و ما تنقله وسائل اللغط الكاذب المنافق السعودية هي التي تصر على التآمر على سوريا و تعتدي على اليمن و تمنع الحوار بين الافرقاء فيها و هي من تمنع الحوار بين السلطة البحرينية الغاشمة و الشعب المطالب بالحرية و الديمقراطية و الانتخابات الشفافة لتبادل الحكم و هي من تعطل كل الحلول في مصر بالوقوف إلى جانب فريق العسكر الحاكم و تصنع الفتن المرعبة في ليبيا ، و لعل نظام الفشل السعودي قد كشف عن وجهه القبيح بعد أن تخلى تماما عن القضية الفلسطينية و شجع الانقسام الخطير بين حماس و فتح و تدخل ماليا و استخباريا لتشجيع الاضطرابات في لبنان حتى لا يتم انتخاب الرئيس ، لذلك يمكن التأكيد اليوم أن الدور السعودي قد كشفت عناوينه الكبرى و بات الجميع يدركون لماذا يسلط النظام الآيل للسقوط كل جهوده اللئيمة لضرب العلاقة بين الشعوب العربية و بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي طالما قدمت الدعم للقضية الفلسطينية و لعرين المقاومة السوري و لرأس حربة المقاومة العربية حزب الله اللبناني .
على مدى عقود من الزمن وعدتنا السعودية بالفشل و بالتطبيع مع العدو ، بل لعل آخر مؤامرة سعودية على القضية هي مبادرة الملك عبد الله في قمة بيروت الشهيرة أو ما سمي نفاقا بمبادرة” الأرض مقابل السلام” التي رفضها وزير الدفاع الصهيوني أريال شارون في اليوم نفسه محاصرا الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقره بمدينة رام الله إلى حين وفاته مسموما على يد المخابرات الصهيونية و رئيس قسم الأمن الوقائي السابق العميل محمد دحلان ، و إلى يوم الناس هذا لم تسخر السعودية قوتها المالية لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني و لا تمكينه حتى من حق العودة المسطر بالقرارات الدولية 242 و 338 و 181 و 194 ، و على مدى عقود من الزمن سخرت السعودية خزائنها النفطية لتغذية و تعزيز الاقتصادي الأمريكي عموما و الغربي خصوصا في حين لا تمثل الاستثمارات السعودية عربيا إلا كما يثير الاستهزاء و السخرية ، و على مدى عقود من الزمن تركت السعودية الحملات التنصيرية تنتزع ” انتصارات ” متتالية في القارة السمراء مع أنها تدعى بهتانا أنها تخدم الإسلام و تسعى لنشره و لم تكتف بذلك بل بذلت كل ما وسع هيئة علماء المسلمين لديها لبث الأفكار التكفيرية بحيث تحول العالم إلى برك من الدماء و أصيب الإسلام بعار الإرهاب .
في المقابل شاءت الأقدار أن يخرج من دمار لبنان حزب ليس ككل الأحزاب تكفل برفع التحدي و مواجهة النرجسية و الصلف الصهيوني و بات اليوم يمثل رقما صعبا في معادلة الصراع في الشرق الأوسط ، حزب استطاع الصمود 33 يوما بلياليها تحت القصف و الحصار و تحت إرادة صهيونية بضرب بنيته التحتية و إجباره على “الاستقالة” من مشروع المقاومة بل كانت هناك دعوات سعودية و مصرية و أردنية و خليجية لمزيد الصبر و اخذ الوقت لتدمير و كسر عظم المقاومة للدخول في عصر “السلم الأمريكية ” أو ما يسمى ( pax americana ) ، و رغم ما يواجهه هذا الحزب من “قرارات” عربية لمحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بشرفه القتالي ضد الصهيونية و قطع إرسال قناته الوحيدة ” المنار” حتى لا يصل صوت المقاومة إلى مداه في كل القلوب العربية التي نبذت دول الخليج و كل المتعاونين معها من إعلام المال الفاسد ، و رغم ديناميت الشياطين السعودية الذي أزهق الأرواح في التفجيرات المشبوهة التي ضربت الضاحية مع عدة أماكن أخرى لتصل الرسالة الدموية السعودية إلى الحزب فقد جاء خطاب سماحة السيد الأخير كاشفا لعورات النظام السعودي واعدا بالنصر في حلب مبينا أن المقاومة لن تكسر و أن مملكة الظلام سائر إلى الفشل و حافية الهاوية .
بانوراما الشرق الأوسط