الجنرال عميدرور: لن نتقرّب من الرياض بسبب الحريري.. وسفير واشنطن السابق يُحذّر إسرائيل من الانجرار وراء السعوديّة وشنّ عدوانٍ ضدّ حزب الله

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 402
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الجنرال عميدرور: لن نتقرّب من الرياض بسبب الحريري.. وسفير واشنطن السابق يُحذّر إسرائيل من الانجرار وراء السعوديّة وشنّ عدوانٍ ضدّ حزب الله

 

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

تُتابع إسرائيل عن كثب المُستجدّات على الساحة اللبنانيّة منذ انفجار “أزمة الحريري” واحتجازه، وفق تقارير إعلاميّة وسياسيّة في السعوديّة، تُتابع ولكن يُلاحظ أنّ الإعلام العبريّ، الذي يعكس آراء صنّاع القرار منن المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، يُشدّد على أنّ دولة الاحتلال ليست في وارد شنّ الحرب الثالثة على لبنان.

ولكن في الوقت عينه، على المُتلقّي العربيّ أنْ يأخذ بعين الاعتبار أنّ دولة الاحتلال تخوض حربًا نفسيةً شرسةً ضدّ حزب الله بشكلّ خاصٍّ وضدّ الأمّة العربيّة بشكلٍ عامٍّ، ومن غير المُستبعد تمامًا أنْ يكون الإعلام المُتطوّع لصالح ما يُطلق عليه الإجماع القوميّ الصهيونيّ، يقوم بدورٍ هدّامٍ لإبعاد شبح الحرب، في الوقت الذي تكون فيه إسرائيل تستعّد للمُواجهة المُقبلة مع حزب الله.

على صلةٍ بما سلف، في خطابه يوم الأحد الماضي، شدّدّ الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ، السيّد حسن نصر الله، على أنّ إسرائيل تعمل بحسب مصالحها، ولا تعمل لدى إسرائيل، وقد جاء التأكيد على مصداقية رؤيته في مقابلةٍ مطوّلةٍ مع رئيس المجلس الأمني الإسرائيليّ السابق الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور على استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والتي أدلى بها لإذاعة جيش الاحتلال.

وخلال المُقابلة وردًا على سؤال حول إمكانية تعزيز التحالف السري بين تل أبيب والرياض، أجاب عميدرور: السعودية لن تتقرّب من إسرائيل بسبب الحريري، وبدورها إسرائيل لن تتقرّب من السعودية للسبب نفسه، للدولتين مصالحهما الخاصة.

وتابع قائلاً: لكن هذا يرسم وبشكلٍ أوضحٍ مَنْ هو عدوّنا ومن هو صديقنا بنظر السعوديين وبنظر السنّة في لبنان، نحن لم نكن بحاجةٍ إلى هذا، لأننا نعرف الحقيقة طوال الوقت، ولهذا الأمر رمزيّته أكثر، أمّا في المجال العمليّ فلن يكون لهذا الأمر أيّ تأثير، قال الجنرال الإسرائيليّ، الذي ما زال مُقرّبًا من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

عميدرور الذي يعمل حاليًا كباحثٍ في ما يسمّى “مركز القدس للدراسات الإستراتيجية”، والذي يرأسه د. دوري غولد، مُهندس العلاقات الإسرائيليّة مع المملكة العربيّة السعوديّة، دعا إلى التوقّف عن تقديم أيّة مساعدة للبنان والتوقّف عن الاعتراف به والتحدث إليه لأنّه دولةً تابعةً لحزب الله، وبما أنّ العالم يقف أمام وضع معقد كهذا فإنّه يتجاهله، حسب تعبيره.

كلام عميدرور الذي بدا منسجمًا تمامًا مع تصريحات المسؤولين السعوديين الأخيرة، حرّض على ضرب حزب الله لأنّه أقوى تنظيم في لبنان، وفق قوله، مضيفًا إنّه من أجل ذلك يجب ضربه حقًا، وشدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّه يجب استثمار قوّة كبيرة جدًا، ليس هناك مَنْ هو مستعدّ لاستثمار هذه القوّة، وليس هناك مَنْ لديه القدرة لاستثمار قوة كهذه، إلّا أنه استدرك قائلًا: غير الكلام لن يكون هناك أيّ شيء، لن يتغيّر شيء، على حدّ قوله.

علاوةً على ما ذُكر آنفًا، بعد مرور أسبوع على تفجّر أزمة الحريري، اكتفت إسرائيل علنًا بإطلاق حملةٍ دبلوماسيّةٍ ضدّ تدّخل منظمة حزب الله في السياسة اللبنانيّة وضدّ الدور الإيرانيّ الخطير في المنطقة، ومع الحرب السعودية في اليمن.

وبحسب المصادر في تل أبيب، أرسلت وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة برقيات عاجلة لسفاراتها في العالم تحمل توجيهات لكيفية التعاطي الإعلامي مع الهزة السياسية في لبنان، حيث استقال رئيس الحكومة، سعد الحريري، من منصبه. وجاء في هذه التوجيهات أنّ إسرائيل تدعم الموقف السعودي ضدّ حزب الله.

وطُلب من الدبلوماسيين الإسرائيليين التوجه إلى المستويات العالية في الدول، وتمرير رسالة مفادها أن على دول العالم معارضة مشاركة حزب الله في السياسة اللبنانية. ووصف مراقبون إسرائيليون التوجيهات بأنها استثنائية لأنها تتطرق إلى شؤون داخلية لدولةٍ ثانيةٍ.

وجاء في البرقية الدبلوماسية السريّة، كما أفادت وسائل الإعلام العبريّة، أنّ استقالة الحريري تظهر الطبيعة الهدّامة لإيران وحزب الله، والخطر الذي تشكلانه على استقرار لبنان والمنطقة، على حدّ تعبيرها.

مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، “استنجد” بمقالٍ نشره سفير واشنطن السابق في تل أبيب، دان شابيرو، الذي أكّد على أنّ الطموحات السعوديّة قد تجلب نتائج سلبيّة، ولفت المُحلّل إلى أنّ عنوان مقال شابيرو كان: هل السعوديّة تقوم بدفع إسرائيل للمُواجهة العسكريّة ضدّ حزب الله وإيران؟

وبرأي السفير السابق، فإنّه على ضوء الانتصارات التي حققها ويُحققها ما نتعه لنظام الأسد في سوريّة، فإنّ السعوديين يُحاولون نقل المعركة إلى لبنان، وأنّهم معنيين بأنْ تقوم إسرائيل بتنفيذ العملية القثذرة، أيْ الحرب عوضًا عنهم

ولفت السفير السابق إلى أنّ الرياض تُعوّل على أنّ استقالة الحريري ستُلزم حزب الله بالتعامل مع تداعيات الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة في بلاد الأرز، الأمر الذي قد يقود “التنظيم الشيعيّ” إلى المُبادرة بشنّ حربٍ على إسرائيل بهدف توحيد الجمهور اللبنانيّ برمّته حوله، وخلُص شابيرو إلى القول: حذارِ، حذارِ يا إسرائيل من أنْ تنجرّي وراء السعوديّة وتخوضي الحرب مع حزب الله، على حدّ تعبيره.