كوشنر يكشف: ترامب كان يرفض زيارة السعودية.. وهكذا أقنعته

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1001
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كشف "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، في كتابه الجديد الذي يسرد مذكراته خلال عمله في البيت الأبيض، أن "ترامب" كان يرفض فكرة زيارة السعودية، لكنه أقنعه بالزيارة بعد أن كشف له أن السعوديين سيدفعون مئات المليارات من الدولارات في الميزانية الأمريكية ووعدوا باستقبال أسطوري له.

وقال "كوشنر"، في مذكراته إنه بعد أن عرض فكرة زيارة السعودية على "ترامب" قال الأخير: "اعتبر أن الجواب لا"، أجاب صهره بالقول: "دعني أعود لك غدا"، لافتا إلى أن عادة "ترامب" كانت أن يقول بشكل ارتجالي: "لا" ليرى كيف سيكون رد فعل فريقه خلال محاولة إقناعه بالعكس.

وفي صباح اليوم التالي، يقول "كوشنر" إنه جاء إلى مقر سكن الرئيس الأمريكي السابق وأطلعه على مخططه للزيارة، وأشار إلى أنه أطلع "ترامب" على أن السعودية "وعدت بضخ 300 مليار دولار لتوفير وظائف ضمن اتفاق مع الشركات الأمريكية وأن السعوديين تعهدوا باتخاذ إجراءات غير مسبوقة لمنع تمويل الإرهاب وافتتاح مركز عالمي لمكافحة التطرف، وأن يدين العاهل السعودي العنف باسم الإسلام، وأن تشتري (السعودية) كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية وأن توفر المزيد من الدعم العسكري في القتال ضد تنظيم الدولة".

وقال "كوشنر" لـ"ترامب" إن السعوديين "سيفرشون السجاد الأحمر لترامب وسيُظهرون احتراما عظيما لأمريكا وستحلق طائرات عسكرية في الأجواء وسيقيمون مأدبة عشاء رسمية، على عكس ما قاموا به عند زيارة الرئيس أوباما قبل عام، عندما رفضوا تقديم التحية له عند مدرج الطائرة".

وأشار "كوشنر" إلى أن "ترامب" أجاب قائلا: "لنقوم بتلك المحاولة"، وأردف قائلا لصهره: "أبلغ ريكس (وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيليرسون الذي يقول كوشنر إنه كان ضد الزيارة) أننا سنجري الزيارة لكنني أريد كل شيء مكتوبا"، حسبما ذكر "كوشنر" في مذكراته.

وأشار إلى أن العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" كان قد طلب من "ترامب" في اتصال هاتفي بينهما في يناير/كانون الثاني من ذلك العام أن تُنسق واشنطن زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية مع ولي ولي العهد آنذاك، الأمير "محمد بن سلمان".

وكشف "كوشنر" أن الرئيس الأمريكي السابق وافق على تناول الغداء مع الأمير "محمد بن سلمان"، أثناء وجود الأمير السعودي في أمريكا للتنسيق من أجل الرحلة، بعد أن ألغت المستشارة الألمانية السابقة، "أنجيلا ميركل"، غداءها الذي كان مقررا في ذلك اليوم مع الرئيس الأمريكي بسبب عاصفة ثلجية منعت طائرتها من الإقلاع من برلين.

وقال "كوشنر" في مذكراته إن "ترامب" خالف البروتوكولات البيروقراطية التي تحدد ألا يتناول رئيس أمريكا الغداء مع مسؤولين خارجيين إذا لم يكونوا قادة بلدانهم، وقرر تناول الغداء مع الأمير السعودي لاستكشاف "شراكة محتملة" من شأنها خدمة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأضاف "كوشنر": "لأن محمد بن سلمان كان المسؤول الثالث في هرم السلطة في السعودية لم يسمح موظفو مجلس الأمن القومي له بعبور نقطة التفتيش الأمنية والمضي بسيارته إلى الجناح الغربي كما يسمحون لقادة الدول، لذلك اضطر نائبي والموظف الوحيد الذي يعمل في فريقي آنذاك، آفي بيركوفيتز، للانتظار تحت الثلوج خارج النقطة الأمنية لاستقبال محمد بن سلمان، وعندما وصل ولي ولي العهد كان هناك مشكلة بالأوراق ومنعته قوات الخدمات السرية من الدخول، قمت بالجري إلى البوابة وأقنعتهم بالسماح له بالدخول".

وذكر "كوشنر" أن الغداء كان ناجحا وأن "ترامب" أبلغ "محمد بن سلمان" بأنه يريد "تعاونا أكثر قوة في مكافحة الإرهاب والتطرف وإنهاء تمويل الإرهاب، وأنه يتوقع أن تتحمل السعودية حملا أكبر على الصعيد الدفاعي في المنطقة لأن أمريكا لن تواصل خسارة الدماء الثمينة والأموال في حروب خارجية لا نهاية لها".

وأضاف "كوشنر" أن الأمير "محمد بن سلمان" كشف عن خطة "طموحة وواضحة لمكافحة الإرهاب"، ولفت إلى أن هذا الاجتماع أكد له ضرورة إجراء الزيارة إلى الرياض.

وكشف "كوشنر" عن خلاف في وجهات النظر دار بينه وبين عدد من المسؤولين الأمريكيين على رأسهم "تيلرسون"، وقال "كوشنر" إن الأخير كان ضد الزيارة وقال إن السعوديين "لا يمكن الوثوق بوعودهم".

وقال "كوشنر" إنه رد على وزير الخارجية الأمريكي آنذاك بالقول: "قد لا تكون لدي الخبرة البدلوماسية الكافية لكنني قمت بالعديد من الصفقات، ويمكنني أن أعرف متى يريد الناس أن يعقدوا صفقات ومتى لا يريدون ذلك، لا يقول محمد بن سلمان إنه يريد فعل ذلك فحسب، بل إن كبير مفاوضيه يقطن الآن في فندق Four Seasons وهو جاهز للقدوم ووضع اللمسات الأخيرة على هذه الوثائق"، حسب قوله.

وأضاف "كوشنر" أنه اتصل بالأمير "محمد بن سلمان" بعد الاجتماع وقال له: "يقول لي الجميع إنني أحمق لأنني أثق بكم"، وتابع: "ويقولون إن إجراء الزيارة فكرة مزرية وإنني إذا وصلت إلى السعودية فلن أجد سوى بعض الرمال والجمال"، حسب تعبيره.

وأردف "كوشنر" قائلا عن "بن سلمان": "ضحك وقال لي إنه يواجه تشكيكا داخليا لكنه لن يخذلنا، هذه الزيارة ستشكل نجاحا كبيرا للرئيس، والسعودية ستفي بوعودها وسنجد تغييرات في السعودية تفوق تصوراتنا"، حسب قوله.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات