سي إن إن: السعودية والإمارات تتولى زمام الأمور بنفسيهما مع فقدان الثقة بأمريكا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1349
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

رأت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن دول الخليج العربية وخاصة السعودية والإمارات، التي شعرت بالإحباط إزاء ما يرون أنه تضاؤل ​​اهتمام واشنطن المتحدة بمخاوفهم الأمنية، بدأت بأخذ زمام الأمور بأيديهم مؤخرًا.

وشرعت السعودية والإمارات في التواصل مع المنافسين والأعداء لدرء الصراعات التي يمكن أن تلحق الضرر باقتصاداتهما، بحسب ما نقلته الشبكة الأمريكية عن مراقبين.

وتعرضت المنشآت النفطية في كل من السعودية والإمارات للهجوم من قبل منفذين يعتقد أنهم مدعومون من إيران، بما في ذلك جماعة الحوثيين المتمردين في اليمن.

وفي كلتا الحالتين، تأثرت دول الخليج برد الولايات المتحدة، مما دفع إلى إعادة التفكير في ركيزة طويلة الأمد للعلاقة الأمريكية الخليجية تضمن مراعاة تلك الدول لاحتياجات الولايات المتحدة من الطاقة مقابل ضمانات أمريكية للأمن.

وإثر ذلك، رفضت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والإمارات دعوات الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط لخفض سعر الخام الذي يغذي الحرب الروسية، واختارت الدولتان بدلًا من ذلك التمسك بالتحالف مع زميلتهما المصدرة في "أوبك بلس" روسيا لزيادة الإنتاج تدريجيًا.

وبعد مرور أكثر من 15 شهرًا على رئاسته، لم يتحدث "جو بايدن" وولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" بعد.

في غضون ذلك، تعمل كل من الإمارات والسعودية على إصلاح العلاقات في المنطقة.

وفي إطار التواصل مع الخصوم، كشفت إيران، الإثنين، أنها أجرت جولة خامسة من المحادثات مع السعودية أواخر الأسبوع الماضي، وقالت طهران إن المحادثات جارية بشأن إرسال 40 ألف إيراني إلى السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، خففت السعودية من تصعيد الحرب في اليمن من خلال هدنة نادرة، وبدأت تقاربًا مع لبنان بعد قطع العلاقات العام الماضي. كلا البلدين ميدانان لصراعات بالوكالة بين الرياض وطهران.

ونقلت "سي إن إن" عن المحلل السياسي والأستاذ بجامعة طهران "محمد مراندي" إن أكبر عقبة أمام إصلاح العلاقات من منظور إيراني كانت الحرب في اليمن.

وتابع بالقول إن إيران مستعدة فقط لمناقشة الأمور ذات الطبيعة الثنائية وليس "التفاوض نيابة" عن المتمردين الحوثيين في اليمن.

ويأتي استئناف المحادثات أيضًا مع وصول المفاوضات بين القوى العالمية وإيران لإحياء الاتفاق النووي إلى مرحلة متقدمة.

وتشعر دول الخليج العربي بالإحباط من الولايات المتحدة لعدم معالجة مخاوفها في المحادثات مع إيران، معتقدين أن تأثيرهم على طهران يتضاءل مقارنة بالنفوذ الذي تمارسه الولايات المتحدة.

وقالت الباحثة في مركز Chatham House بلندن "إلهام فخرو": "تعتقد دول الخليج أن الولايات المتحدة يجب أن تكون حاضرة على الطاولة حتى تفي إيران بأي وعود قُطعت لها".

وأضافت أن إدارة "بايدن" أصرت على إجراء تلك المحادثات بشكل منفصل بين إيران ودول الخليج.

المحادثات المباشرة مع إيران هي محاولة من دول الخليج العربية للقيام بذلك، لكن المحللين يشكون في قدرتها على تحقيق نتائج يمكن أن ترضي الطرفين.

لكن زميل باحث في معهد هدسون "محمد اليحيا"، قال إن "هذه المحادثات محكوم عليها بالفشل تقريبا".

وأضاف: "المشكلة في جوهرها ليست مشكلة بين إيران والسعودية، إنها بين إيران والولايات المتحدة. تهاجم إيران المملكة لأنها تعتبرها دولة تابعة للنظام الإمبريالي الأمريكي".

غير أن "سيد حسين موسويان"، المفاوض النووي الإيراني السابق والأستاذ بجامعة برينستون، قال إن الدولتين لديهما نفوذ كاف على بعضهما البعض لضمان المحادثات.

وأضاف أن "القضية الرئيسية لكليهما هي التأكيد المتبادل على أجندة إقليمية غير مهيمنة" والضمانات الأمنية.

وتابع بالقول إن السعودية تحظى بدعم الولايات المتحدة و"لإيران نفوذ شعبي هائل في دول المنطقة يمكن أن يشكل تهديداً طويل الأمد للسعوديين".

لكن هذا الدعم الأمريكي أصبح موضع تساؤل مؤخرًا، إذ يتعمق السخط من الولايات المتحدة في الخليج لدرجة أن البعض يرى دور واشنطن في المنطقة كمفسد وليس ضامنًا للاستقرار.

المصدر | الخليج الجديد + CNN