تل أبيب: الثورة السعوديّة (!) هدفها محاربة إيران والاقتراب من إسرائيل وبعد اغتيال خاشقجي وثَّق بن سلمان علاقاته بالكيان وأدار ظهره للفلسطينيين للبقاء بالسلطة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1906
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عرضت القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ تقريرًا مُطوّلاً عن وليّ العهد السعوديّ، محمد ابن سلمان، اعتمد على مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ واسعة الاطلاع في العلاقات الـ”سريّة” بين كيان تل أبيب والرياض، حيث أكّدت على أنّ التهديد النوويّ الإيرانيّ يقُضّ مضجع بن سلمان كليًّا، ويدفعه، بحسب المصادر الرفيعة في تل أبيب، إلى التخلّي عن القضية الفلسطينيّة وبذل كلّ الجهود من أجل محاولة تحقيق تحالفٍ أمنيٍّ مع الدولة العبريّة، كما أكّدت المصادر بتل أبيب.

 

 

 

وتابعت المصادر عينها قائلةً: تتغيَّر السعوديّة في نظر الغرب، ويتحوَّل بن سلمان، إلى إسرائيل فيما ظهره للفلسطينيين، مُضيفةً إنّ اغتيال الصحافي خاشقجي  أدّى لعاصفةٍ دوليّةٍ كادت أنْ تُطيح بوليّ العهد من منصبه، وبعد الاغتيال أدرك ابن سلمان أنّه إذا أراد الاستمرار في قيادة الدول العربية، فعليه توثيق العلاقات أكثر مع إسرائيل.

 

ووفقًا للمصادر، فإنّه في هذه الأيام العدوّ الأكبر للسعوديين هو إيران، وقد أُجبِر بن سلمان على تغيير موقفه تجاّه إسرائيل من أجل إيجاد حلفاء، لافتةً إلى أنّه على مدى العقد الماضي، شهدت السعودية تطوّراتٍ غيّرت الشرق الأوسط: كشفت إيران عن نواياها في امتلاك قنبلةٍ ذريّةٍ واستولت على أربع دول: اليمن وسوريّة والعراق ولبنان، أيْ بسبب ما يدّعيه الغرب وإسرائيل والرجعيّة العربيّة عن سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانيّة، كما زعمت.

 

في المملكة العربيّة السعودية، أوضحت المصادر بالكيان، أدركوا أنّ دعم الفلسطينيين سيؤدّي إلى مزيدٍ من الإرهاب، وأنّ جماعة الإخوان المسلمين كانت وما زالت وستبقى عدوًا، لذلك أعربت السعودية عن دعمها لصفقة القرن، وهو الاسم الذي أطلقه الإعلام على خطّة السلام الأمريكيّة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، وصرحّ الصحافيّ السعوديّ فهد الشمري أنّ إعلاميي السعودية يعبرون الآن عن غضبهم ضد الفلسطينيين، ويقول قرائهم: إن قضيتهم ليست قضية، بحسب تعبيره.

 

في السياق عينه، اعتبر معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى، أنّ إخراج العلاقات السريّة بين إسرائيل والسعوديّة إلى العلن في صيف العام 2015، هو من أهّم الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في ذلك العام، وبعد مرور أكثر من 4 أربعة أعوامٍ على هذا التصنيف، بات واضحًا أنّ التناغم والتكامل ووحدة الأهداف بين السعودية وإسرائيل باتت كلّها واضحةً بلا أيّ حاجة أوْ ضرورة للاستدلال عليها.

 

ويُمكن القول، لا الفصل، إنّ نظرة الرياض إلى تل أبيب تطورت من كيان غير عدوّ إلى كيانٍ حليفٍ: شركاء في المصالح وشركاء في المصير. الدولتان تؤكّدان على أنّ الخطر الأكبر على منطقة الشرق الأوسط، وعليهما بشكلٍ خاصٍّ، يتمثل في التوسّع الإيرانيّ وتغلغل طهران في الوطن العربيّ، بحسب المصادر الرسميّة الرفيعة في تل أبيب.

 

 

بالنسبة للسعوديّة، قال المعهد، إنّها اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بحاجةٍ إلى اللوبيات الصهيونيّة-اليهوديّة-الإسرائيليّة، النافذة في دوائر صنع القرار في واشنطن، خصوصًا بعد أنْ سنّ الكونغرس القانون الذي يُجيز مقاضاة السعوديّة، بما في ذلك أعضاء من الأسرة الحاكمة، على تورّطهم في تفجيرات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) من العام 2001 في نيويورك وواشنطن، وهو القانون المعروف باسم “جاستا” (عدالة).

 

وفي هذا السياق من المُهّم الإشارة إلى أنّ د. دوري غولد، المدير العام السابق لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، كان قد أصدر كتابًا باللغة الإنجليزيّة،:”مملكة الكراهية-السعوديّة هي الدفيئة للإرهاب العالميّ الجديد”، وذلك في العام 2005، حيث كشف النقاب بالأدلّة القاطعة، ليس فقط عن أنّ المملكة كانت مُرتبطةً بالإرهاب، بل أكثر من ذلك، فإنّها هي التي أنتجت الموجة الحاليّة من الإرهاب العالميّ.

 

د.غولد، الذي يُعتبَر من أقرب المُقرّبين لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يؤكّد في كتابه على أنّه يستند إلى وثائق استخباراتية غير منشورة لإقامة الصلات بين الإرهاب العالميّ وأيديولوجيا الكراهية التي يجري تشرّبها في المدارس والجوامع في السعوديّة، على حدّ تعبيره. والسؤال الذي ستكشفه الأيّام، ربمّا: هل توجد علاقة بين الوثائق الاستخباراتيّة السريّة التي اعتمد عليها غولد في كتابه وبين قانون جاستا؟

 

يُشار إلى أنّه في (11.10.2016) دعا مؤسّس اللوبي السعوديّ في الولايات المتحدة، سلمان الأنصاري، إلى تأسيس ما نعته بالتحالف التعاونيّ مع الدولة العبريّة، وشدّدّ على أنّه يتحتّم عدم تفويت الفرصة التاريخيّة لتشكيل علاقاتٍ دائمةٍ وتعزيز السلام والازدهار بين الرياض وتل أبيب. وتابع الأنصاري قائلاً: يعتبر كثيرون أنّ مهندس هذا التغيير هو ولي العهد محمد بن سلمان، وهو شخصية براغماتية ومنفتحة، ومستعّدٌ لنسج علاقاتٍ حقيقيّةٍ ودائمةٍ مع إسرائيل، على حدّ قوله.