تلقينا في #غرفة_الرياض العديد من الاتصالات والشكاوى من مستثمرين سعوديين في #تركيا يواجهون مشاكل وقضايا تهدد استثماراتهم في ظل تغاضي الجهات المعنية هناك عن القيام بواجبها لحماية المستثمرين، بالاضافة للوضع المتردي للاقتصاد التركي هذه الأيام بسبب انخفاض أسعار العملة وزيادة التضخم.
المونيتور: السعودية تعاقب تركيا اقتصاديا.. وأنقرة تعاني
قال موقع "المونيتور"، إن التوترات بين تركيا والسعودية وصلت إلى المجال الاقتصادي، مدللة على ذلك بالتحذير الأخير الذي وجهته الغرفة التجارية والصناعية السعودية لرجال الأعمال من الاستثمار في تركيا.
وأوضح الموقع، في تقرير الثلاثاء، أن رئيس الغرفة التجارية "عجلان العجلان"، غرد على حسابه حول مخاطر الاستثمار في تركيا، وقال إن مؤسسته استقبلت العديد من الشكاوى من المستثمرين السعوديين، الذين قالوا إن رؤوس أموالهم مهددة، وأن السلطات التركية لا تفعل ما يكفي لحمايتهم.
وأشار التقرير إلى أن "العجلان" تحدث عن ما أسماه بالجو الأمني المضطرب في تركيا، وادعى بأن رجال أعمال سعوديين تعرضوا لابتزاز من "كيانات مؤثرة" هناك، وأن السياح السعوديين واجهوا حالات متزايدة من "المضايقات والخداع".
القهوة التركية
ولقت التقرير أيضا إلى واقعة حدثت، في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث أظهر مقطع فيديو لحاكم الرياض، الأمير "فيصل بن بندر"، وهو يرفض فنجان قهوة عندما علم إنه من إنتاج صانع القهوة الأقدم في تركيا، (قهوة محمد أفندي)، ونشر الفيديو، الأمير "عبدالله بن سلطان"، الذي أحيا دعوات مقاطعة البضائع التركية.
وقال الموقع إن العلاقة بين أنقرة والرياض، أخذت بالتدهور بعد اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، مضيفا أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قاد حملة مدوية أجبرت السعوديين على التراجع عن إنكارهم المبدئي بقتل "خاشقجي"، وإلقاء اللوم على "مسؤولين مارقين" في الأمن السعودي.
لكن كل ذلك لم يوقف تركيا من تسريب سيل من الأدلة، بما في ذلك تسجيل صوتي لقتل "خاشقجي"، وهي الأدلة التي بدت جميعها وكأنها تشير بأصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان".
ويقول التقرير، أن ولي العهد السعودي، سعى في البداية إلى نزع الفتيل، حيث اتصل بـ"أردوغان" وطلب لقاء معه، إلا أن تركيا استمرت في جهدها لتشويه سمعة "بن سلمان"، أملا في أن تدير واشنطن ظهرها له، وأن يقوم أبوه بتهميشه، لكن لم يحصل أي من ذلك، ومنذ ذلك الحين وولي العهد في حالة حرب مع أنقرة.
مقاطعة تركيا
ونقل التقرير عن شبكة "بلومبرغ"، خلاصة تقرير أشار إلى أن دعوات المقاطعة لتركيا، والتي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جاءت بينما كان السعوديون يتصدرون قائمة الأجانب الذين يشترون عقارات في تركيا.
لكنهم تراجعوا خلال أسابيع إلى المرتبة السادسة، فيما تراجعت المبيعات إلى 37%، وهو أمر أثر على نمو الاقتصاد التركي الذي كان ناتجا في جزء معتبر منه من قطاع العقارات، والذي كان يمثل قلب استراتيجية "أردوغان" الاقتصادية.
وذكر الموقع، أن المغرد السعودي "نايف المدخلي"، الذي يتابعه حوالي نصف مليون على "تويتر"، من حفنة من المستخدمين المؤيدين للحكومة، قاد، هذا الأسبوع، لمساعدة السياح السعوديين للذهاب إلى البلدان ذات الغالبية المسلمة، مثل أذربيجان والبوسنة، إذا ألغوا خططهم للذهاب إلى تركيا.
وقال "المدخلي" إن "الأمر أكبر من السياحة والتسلية، فحسي الوطني يدفعني لتقديم كل ما قد يساعدني على الوقوف مع بلدي، فهناك خيارات أفضل".
الاقتصاد أهم من خاشقجي
ويشير التقرير إلى أن تركيا ضغطت لأجل قيام الأمم المتحدة بتحقيق في جريمة القتل البشعة التي تعرض لها "خاشقجي"، فيما لا يزال لم يعثر على جثمانه، الذي قالت التقارير إنه قطع بمنشار عظام.
لكن، والحديث لتقرير "المونيتور"، فإن صوت تركيا المطالب بالعدالة بدأ يخفت مع استمرار اقتصادها بالتراجع، وسط ضعف متزايد لليرة، وفاتورة طاقة مرتفعة، تفاقمت بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
ونقل التقرير، عن مدير برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط "غنول تول"، قوله إن خفض التصعيد التركي بشأن "خاشقجي" قد يكون مرتبطا بالوضع الاقتصادي السيئ.
وقال "تول"، إن "الأزمة بين تركيا والسعودية خطيرة جدا، وتركيا هي الأكثر عرضة للتضرر، فمن بين دول الخليج تعد السعودية أكبر المستثمرين في تركيا، وتخشى أن تخسر تلك الأموال السعودية، خاصة في وقت تعاني فيه البلاد اقتصاديا، وهذا مع جعلها تخفض من لهجتها بشأن خاشقجي".
واختتم التقرير بالقول إنه "لحسن الحظ، ليس كل السعوديين يعتقدون بصحة معاقبة تركيا، فالشهر الماضي أعلنت شركة (ساك) للاستشارات خططا لاستثمار 100 مليون دولار في قطاعات الزراعة والصحة والفندقة في تركيا، وقال مدير الشركة سليمان الخريجي بأنه يجب ألا تدخل السياسة في التجارة".
وفي نفس الوقت نشرت "رويترز" تقريرا يقول إن الصادرات التركية للسعودية على مدى ثلاثة أشهر ارتفعت في فبراير/شباط 2019 بنسبة 16%، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.