السعودية ترفض التهديدات بفرض عقوبات إقتصادية بسبب قضية الصحافي خاشقجي وتؤكد انها سترد على أي اجراء ضدها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1550
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

“بإجراء أكبر” بعد ساعات من تهديد ترامب لها “بعقاب قاس”
دبي ـ (أ ف ب) – رفضت السعودية الأحد تهديدها بالعقوبات بسبب قضية إختفاء الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها في اسطنبول، مؤكدة أنها سترد على أي إجراء يتخذ ضدها “بإجراء أكبر”، بعد ساعات من تلويح الرئيس الاميركي دونالد ترامب “بعقاب قاس”.
ووسط التطورات السياسية المتلاحقة على خلفية هذه القضية، هبط مؤشر البورصة السعودية 7% في تعاملات الأحد، فاقدا مكتسبات عام 2018، قبل اسبوع من مؤتمر اقتصادي مهم في الرياض يطلق عليه اسم “دافوس في الصحراء” تيمنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وأعلنت شركات عالمية ومؤسسات اعلامية ومستثمرون كبار إنسحابهم من المؤتمر المرتقب بسبب قضية خاشقجي، بينما أقدم رجال أعمال آخرون على إيقاف تعاونهم الاقتصادي مع المملكة.
واعتبر ترامب السبت أنّ الرياض يمكن أن تكون وراء اختفاء الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول، متوعّداً إيّاها بـ”عقاب قاس″ إذا صحّ ذلك. لكن المملكة تعهّدت الأحد بالرد على أي إجراء يتّخذ ضدها.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول سعودي أن الرياض تؤكد “رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة”.
وأكد المسؤول أن السعودية “إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر”، مشددا على ان “لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي”.
– حالة هلع –
وفُقد أثر خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الاول/أكتوبر الحالي. والصحافي الذي يعتبر معارضاً لسياسات الأمير محمد بن سلمان منذ تسلمه منصب ولي العهد في حزيران/يونيو 2017، كان يفترض أن يحتفل بعيد ميلاده الستين يوم السبت.
وبعد أربعة أيام على اختفائه، أعلن مسؤولون أتراك لوسائل إعلام محلية أن خاشقجي قُتل داخل مبنى القنصلية. لكنّ الرياض وصفت على الفور هذه المزاعم بأنّها “لا أساس لها” من الصحّة.
وأوفدت الرياض إلى أنقرة فريق عمل وصل الجمعة ويفترض أن يجري محادثات مع مسؤولين أتراك، بحسب ما أورد الاعلام التركي الرسمي، لكن أنقرة اتّهمت الرياض السبت بعدم التعاون في التحقيق.
وتصرّ الرياض على أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية، لكنها لم تقدم دليلا على ذلك، وقالت ان كاميرات المراقبة لم تكن تسجّل يوم اختفاء صحافي “واشنطن بوست”.
وخسر مؤشر السوق المالية السعودية “تداول” بسرعة أكثر من 500 نقطة في أول ساعتين منذ بدء التداول في أول يوم من الأسبوع، إثر حالة هلع مشابهة للأيام التي تلت الأزمة المالية العالمية عام 2008.
ولكنه تعافى جزئيا في منتصف النهار ليصل إلى 5%، في أسوأ هبوط في يوم واحد منذ نحو ثلاث سنوات.
وكان المؤشر هبط الخميس 3% إثر الاضطرابات التي شهدتها الأسواق العالمية على خلفية قرار الاحتياطي الفدرالي الاميركي المفاجئ رفع أسعار الفائدة.
وجرى التداول بالمؤشر في 7.167 نقطة، في أدنى مستوى له منذ 10 أشهر، مع أقل من ساعتين قبل الاغلاق فاقدا 18% كان قد ربحها منذ بداية 2018.
وكانت كل القطاعات الـ15 في السوق المالية الاحد في المنطقة الحمراء بينما انخفضت كافة الأسهم تقريبا.
وتقدّر خسائر السوق المالية السعودية، وهي الاكبر في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، بنحو 50 مليار دولار خلال جلستي الخميس والاحد.
وقال محمد زيدان، من شركة “ثينك ماركتس” ومقرها دبي، إن هبوط مؤشر السوق السعودية يأتي بسبب “حالة هلع” في البيع لأسباب سياسية واقتصادية.
وأكد لوكالة فرانس برس “هناك حالة من عدم اليقين مما يحدث بسبب اختفاء الكاتب جمال خاشقجي”، مؤكدا ان “انسحاب كبار المشاركين من مؤتمر الاستثمار في الرياض أثر بشكل سلبي أيضا على نفسية المتعاملين”.
– مخاطرة –
وكانت وكالة “بلومبرغ” وصحيفتا “فايننشال تايمز″ و”نيويورك تايمز” قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط التساؤلات عن مصير الصحافي السعودي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “أوبر” لخدمات النقل دارا خوسروشاهي إنّه لن يشارك في المؤتمر “إلاّ بعد أن تظهر مجموعة مختلفة تماماً من الحقائق”، مؤكداً أنّه “منزعج للغاية من التقارير”.
كما أعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسّس مجموعة فيرجين، أنّه علّق اتصالات ترتبط بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر بالسعودية بسبب اختفاء خاشقجي.
وتأثرت البورصة في دول الخليج أيضا مع هبوط مؤشر بورصة دبي 1.5%، وانخفاض مؤشر بورصة أبو ظبي 0,74%، وهبطت بورصة الكويت 1,9% وبورصة قطر التي هبطت ب 0,4%.
ويقول مايكل ستيفنز الخبير في شؤون الشرق الاوسط إن الشركات العالمية “تعتبر ان المخاطرة بسمعتها عبر المشاركة في مؤتمر (الرياض) أكبر من الأرباح التي يمكن أن تجنيها من عملها في السعودية”.