بعد توتر في العلاقات استمرت لاشهر بسبب تغريدات تركي آل الشيخ ودعم امريكا في المونديال.. العاهل المغربي يحسم الجدل
حول تدهور العلاقات مع السعودية ويدعو الملك سلمان لزيارة المغرب
الرباط ـ وكالات: حسم العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجدل الدائر حول “تدهور العلاقات” مع المملكة العربية السعودية، وذلك بعد أيام من رسالة نظيره السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
قال وزير السياحة والنقل الجوي المغربي، محمد ساجد، في تصريح نقلته صحيفة مغربية، إنه أبلغ العاهل السعودي، التحيات الأخوية من الملك محمد السادس، كما أبلغه أيضا دعوة الملك لزيارة المملكة المغربية.
وأضاف رئيس الوفد الرسمي المغربي إلى الحج، أن الملك سلمان “كلفه بإبلاغ تحياته الأخوية وتقديره لأخيه جلالة الملك محمد السادس، وللشعب المغربي”، مبرزا في هذا الصدد “وشائج الإخاء والمودة التي تجمع الأسرتين الملكيتين، ومتانة العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين شعبي البلدين”.
وفي كلمة خلال حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج لهذا العام، أكد الملك سلمان بن عبد العزيز “الحرص على لم الشمل الإسلامي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع”.
وكان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قد تلقى رسالة من نظيره السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأخرى من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسط توتر “مزعوم” في العلاقات بين المملكتين.
وبحسب صحيفة “عكاظ” السعودية، فقد بعث الملك سلمان وولي عهده رسالتين إلى نظيره المغربي يهنئانه فيها بمناسبة ذكرى يوم الشباب المجيد لبلاده.
وأعرب الملك وولي العهد “عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للملك محمد السادس، ولحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيق اطراد التقدم والازدهار. وأشادا بالعلاقات المميزة التي تربط البلدين الشقيقين، والتي يحرص الجميع على تنميتها في المجالات كافة”، وفقا للصحيفة.
وكانت تقارير عديدة تحدثت عن وجود توتر غير معلن في العلاقات بين المغرب والسعودية، بدأت بتغريدات من تركي آل شيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، حول موقف بلاده من دعم المغرب في مونديال 2026، والتي أكد فيها أن بلاده تدعم أمريكا.
وقال المسؤول الرياضي السعودي في تغريدة أخرى هاجم فيها المغرب: “هناك من أخطأ البوصلة، إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت، دع الدويلة تنفعك”. في تغريدة اعتبر البعض أن فيها تلميحا واضحا إلى موقف المغرب من الأزمة الخليجية مع قطر ووقوفه على الحياد.
وحينها استشاط المغاربة غضبا، ودشنوا هاشتاغ #سحب_الجيش_المغربي_من_اليمن حتى تدخل السفير السعودي في المغرب، وقال إن “العلاقات الراسخة والوطيدة بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين لا يمكن أن يؤثر عليها مجرد حدث عابر”، مضيفا أن “الأمور قد ضخمت بشكل مبالغ فيه إلى درجة التهويل”.
وبعد نحو شهرين ونصف، أدلى تركي بتصريحات جديدة في مقابلة مع شبكة “بلومبرغ” الأمريكية، قال فيها: “أمريكا حليفتنا وطرقت بابنا منذ 2017، ولن نغلق الباب في وجه من طرق بابنا، ولن نرد أمريكا خائبة، ولو على حساب المغرب”.
وقد فاز الملف الثلاثي، الذي تقدمت به أمريكا والمكسيك وكندا لاستضافة كأس العالم 2026، وحصل على 134 صوتا مقابل 65 صوتا للمغرب.
وصوتت 7 دول عربية لصالح الملف الثلاثي، هي السعودية، والإمارات، والأردن، ولبنان، والبحرين، والكويت، والعراق، وهو ما اعتبره وزير الشباب والرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي، في مؤتمر صحفي، “خيانة” وفقا لصحيفة “هسبريس” المغربية.
وتزامن ذلك، مع إعلان المغرب، عدم مشاركتها في اجتماع لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة العربية السعودية، فيما يشبه أول رد فعل رسمي على التصويت، وفقا لوسائل إعلام مغربية.
ومؤخرا، قرر الملك سلمان قضاء عطلته الصيفية في مدينة نيوم، بدلا من مدينة طنجة المغربية، في خطوة وصفتها صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية، بأنها ضربة قاسية لاقتصاد مدينة طنجة، بسبب حرمانهم من إيرادات تقدر بـ12 مليون يورو هي تكلفة عطلة الملك السعودي وحاشيته لمدة شهر .
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته قبل أسبوعين، أن غياب الملك سلمان يظهر المستوى المتردي الذي توجد عليه العلاقات بين المغرب والسعودية، ناقلة عن مسؤول في الخارجية المغربية (لم تسمه) أن “العلاقات مع السعودية في أدنى مستوياتها”.