السعودية تحاول ترغيب محمود عباس بعد ترهيبه
قدمت السعودية عرضاً جديداً للسلطة الفلسطينية يشمل تشكيل لجنة خماسية “أميركية – إسرائيلية – فلسطينية – مصرية – سعودية”، للتباحث في كل القضايا التي يرفضها الفلسطينيون في “صفقة القرن”.
تقرير: هبة العبدالله
ما زالت اتصالات السعودية مستمرة مع الجانب الفلسطيني، إذ تقدم الرياض الإغراءات لمسؤولي السلطة الفلسطينية مقابل التراجع عن رفضهم والتجاوب مع قبولهم الصفقة الأميركية السعودية الإسرائيلية المعروفة بـ”صفقة القرن”، لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لصالح تل أبيب وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
أظهرت التصريحات الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفضه لـ”صفقة القرن” التي ظهر الحديث عنها إلى العلن، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن عباس ترك “باب الدبلوماسية” مفتوحاً لإمكانية دخول الوساطات وتعديل الصفقة وإحداث اختراق ببعض ملفاتها الجوهرية، وهذا ما كانت تبحث عنه الرياض.
تشير المعلومات إلى أن معظم اتصالات وتحركات الرياض التي جرت في السابق كانت تُقابل برفض فلسطيني قاطع، خاصة من طرف الرئيس عباس الذي اعتبر الصفقة بأنها “صفعة” تُطبخ للفلسطينيين بأيدٍ أميركية وإسرائيلية وعربية، حسب ما صرح مقربون منه.
يوضح مصدر فلسطيني أن الرياض لجأت لطريق آخر “غير أسلوب الضغط” الذي كانت تتبعه في السابق مع عباس، ولم يجدِ نفعاً، بتقديم مبادرة جديدة قد تساعد في تليين موقف عباس وتجعله يقبل بالصفقة، بحسب وجه النظر السعودية.
وفي تفاصيل العرض، لفت المصدر الانتباه إلى أن السعودية وعدت بالإيفاء بكل الالتزامات المالية لوكالة “غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا) التي تعاني من أزمة مالية طاحنة، وتوقف جميع أعمالها خلال شهر أبريل / نيسان 2018، وحث الدول المانحة على عدم قطع تمويلها، وسد العجز القائم في ميزانية السلطة الفلسطينية.
كما ستحاول الرياض، بحسب المصدر نفسه، أن تساعد في إنجاح عقد لقاءات فلسطينية – إسرائيلية بمساعدة من الجانب المصري، تكون اللقاءات الأولى منذ توقفها في شهر أبريل / نيسان 2014.