أوبزيرفر: هل ينجح ابن سلمان في كبح غليان السعوديين؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2009
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 

نشرت صحيفة "أوبزيرفر" تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، يقول فيه إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قام خلال ثلاثة أعوام من صعوده السريع بإحاطة نفسه بمستشارين ومقربين، توصلوا إلى النتيجة ذاتها، وهي أن المملكة تواجه مشكلة خطيرة إن قامت بعملية إصلاحية.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "عائلة آل سعود تواجه على كل جبهة معركة -يمكن أن تخسرها- للإحكام على الحكم في بلد يتقدم بسرعة ويصل إلى حالة الانفجار، معركة اقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية، والبلد بحاجة للتغيير على هذه الجبهات كلها، بشكل بنى الأمير محمد بن سلمان إرثه عليه، فبعد الانقلاب الذي قام به ابن سلمان على ابن عمه الأمير محمد بن نايف بداية الصيف، فإنه يجد نفسه أمام استحقاقات المرحلة".

ويقول شولوف: "كونها ملكية مطلقة تعاني من تضخم في القطاع العام غير الفعال، وبرواتب عالية تدفعها الحكومة، وبمقاومة للتغيير، فإن أي عملية إصلاحية ليست سهلة، فبالإضافة إلى هذا فإن العقلية التي تربى عليها السعوديون، من ناحية حقهم في الحصول على دعم الدولة، تجعل من أي محاولة للتغيير صعبة إن لم تكن مستحيلة". 


وتلفت الصحيفة إلى أن الأمير ابن سلمان بنى خطته على منح المواطنين فرصة للحصول على حصة من ثروة البلاد وخصخصة قطاعات مهمة، مشيرة إلى أنه لترطيب الأجواء أو "تحلية" السكان، فإن الأمير بدأ عملية إصلاح ثقافي واسعة، واعدا بفتح دور السينما، وتنظيم حفلات موسيقية، وإن كانت للذكور فقط، ومنح الشباب السعودي الفرصة للتمتع بالنماذج الثقافية التي يحن إليها، حيث منعته الأنماط الاجتماعية والقيود من القيام بها. 

ويفيد التقرير بأن "طرح جزء من حصص شركة النفط السعودية (أرامكو) جزءا من خطته الطموحة، حيث تعد الشركة من أكثر الشركات غموضا: فهي شركة مملوكة من الحكومة، وتحمل الكثير من الأسرار المتعلقة بالمملكة، ويعتقد حكام البلاد والمستثمرون أن الاعتماد على ثروتها خطوة مهمة على طريق إصلاح اقتصاد يعتمد بالكامل على النفط، ويتم تقييم سعرها في عالم الأسواق المالية في وقت بدأ فيه الاهتمام بالتحولات السعودية". 


وينوه الكاتب إلى أن التجار ومديري الشركات الاستثمارية والبنوك لم يتوقفوا عن زيارة الرياض، حيث يقوم الأمير ابن سلمان (31 عاما)، وبسلطات واسعة، بتقديم خطته المعروفة رؤية 2030، التي إن نجحت فإنها ستقوم بتغيير البلاد واقتصادها المتحجر. 

وتنقل الصحيفة عن وزير بارز، قوله: "لقد تم تغليف الثورة الثقافية باعتبارها جزءا من الإصلاح الاقتصادي"، وأضاف: "كل شيء يتوقف عليها". 


وبحسب التقرير، فإن نسبة 60% من سكان السعودية هم من الشباب تحت سن الثلاثين، ومن بين هؤلاء نسبة عالية غير راضية عن الوضع وساخطة من العقد الاجتماعي مع الدولة، الذي يقيد حركتهم وتفاعلهم مع بعضهم، ولا يسمح لهم بالترفيه، ولا تتوفر لهم الوظائف، وإن وجدت فهي يدوية. 


ويجد شولوف أنه لهذا السبب كان نموذج الجهاديين جذابا للكثير  من الشباب، في ظل ما يرونه فشلا للدولة في الوفاء باحتياجاتهم، مشيرا إلى أن تغيير الطريقة التي يعيش فيها السعوديون متداخل مع تغيير الطريقة التي يعملون فيها، فرغم الحماس الشديد بين قطاعات في المجتمع، إلا أن هناك سخطا بين قطاعات أخرى، بشأن ما تطمح الخطة لتحقيقه ومداه. 


وتورد الصحيفة نقلا عن وزير بارز، قوله إن "القيادة أقل محافظة من القاعدة"، وأضاف: "لن يكون هذا سهلا"، لافتا إلى أنه "لهذا تأمل القيادة بتحول كامل في القيم داخل الجيل، ولتفعل هذا فإن عليها مواجهة شيوخ الدين في الوقت ذاته الذي تقوم فيه ببناء الاقتصاد". 

وتختم "أوبزيرفر" بالقول إن "رهانات التغيير ضخمة، إلا أن ثمن الفشل قد يتفوق عليها، وفي الوقت الحالي تحركت الشاحنة الضخمة، وربط الأمير الشاب مصير المملكة بها".