برافدا.رو: من سيصلح بين إيران والسعودية؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2188
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لاحظ الكاتب أيضين ميهدييف، في مقال له نشره موقع “برافدا.رو”، أن كلا من موسكو وأنقرة وبكين يملك القدرة على لعب دور الوسيط بين طهران والرياض.
جاء في المقال:
وصفت طهران التقارير، التي نشرتها وسائل الإعلام حول زيارة مرتقبة لوزير خارجية إيران إلى السعودية بأنها مجرد “تكهنات”. وفي الوقت نفسه، نفى الإيرانيون لوسائل الإعلام أن تكون لديهم نية للمصالحة مع السعوديين. ومع ذلك، وكما جاء في القول المأثور: “لا دخان من دون نار”. ففي يوم 01/08/2017، على هامش قمة إسطنبول لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، دُهش الحضور لدى مشاهدتهم وزيري خارجية البلدين يتبادلان المصافحة، وخاصة أن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين، ويشهدان اتهامات متبادلة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو – هل المصالحة ممكنة بين طهران والرياض؟ ومن الذي يستطيع أن يكون وسيطا بينهما – موسكو، أنقرة أم بكين؟
لا توجد اليوم لدى إيران علاقات دبلوماسية مع اثنين من اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط – إسرائيل والعربية السعودية. بيد أن طهران لا تضع تل أبيب والرياض في كفة واحدة. فإذا كان موقف الإيرانيين من الدولة العبرية موقفا عدائيا ثابتا لا مجال فيه للمهادنة، فإن العلاقة مع السعوديين هي مجرد شجار. وهو أمر شائع بين الحكومات الإسلامية، وفي غالب الأحيان ينتهي بينها بالمصالحة. والمصافحة، التي جرت في إسطنبول بين وزراء خارجية البلدين محمد جواد ظريف وعادل الجبير، تشكل بادرة تعبر عن حسن النيات لدى كلا الطرفين، بل وتشكل خطوة عملية على الطريق نحو المصالحة الحقيقية.
وعلى خلفية لقاء إسطنبول، ظهرت في وسائل إعلام بعض البلدان الإسلامية تقارير تفيد بأن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايراني بهرام قاسمي سيزور السعودية خلال موسم الحج المقبل، بيد أن قاسمي اضطر إلى دحض هذه النبأ.
ومن الجدير بالذكر أن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يستمر منذ عام ونصف، وقد اتهمت إيران السعودية بالتورط في الهجوم ضد البرلمان الإيراني وضريح الإمام الخميني في يونيو/حزيران 2017، فيما رفضت الرياض بغضب هذه الاتهامات.
إيران حليفا عسكريا-سياسيا لروسيا
يعتقد الخبراء أن موسكو تستطيع لعب دور الوسيط للإصلاح بين طهران والرياض، آخذين بالاعتبار أن موسكو تحتفظ بعلاقات جيدة ليس فقط مع إيران، بل ومع الرياض، وكما أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية الروسية، فإن “روسيا مستعدة للقيام بدور الوسيط لتحسين العلاقات بين الرياض وطهران”، والذي وجه في الوقت نفسه دعوة باسم الخارجية الروسية إلى الجانبين لعقد لقاء مشترك بوساطة الخارجية الروسية.
وفي يونيو / حزيران الماضي، دعا فلاديمير بوتين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى زيارة موسكو. وإذا تمت هذه الزيارة فسيكون ذلك حدثا تاريخيا: لأول مرة في تاريخ البلدين سيزور ملك سعودي العاصمة الروسية. وتحديدا خلال لقاء قمة روسيا والسعودية يمكن مرة أخرى مناقشة وساطة موسكو في التوفيق بين الرياض وطهران.
أنقره وسيطا في إقامة حوار بين السعودية وإيران؟
لا يخفي المسؤولين الأتراك حقيقة أن أنقرة تستطيع أن تقوم بمهمة الوساطة بين طهران والرياض، ولا سيما أن العلاقة بين البلدين شهدت تقاربا كبيرا بعد استلام حزب أردوغان السلطة في عام 2002، وهو حزب ذو توجهات إسلامية. لكن سياسة تركيا الخارجية ذات معايير أخرى – إذ إن أنقرة تمكنت من إقامة علاقات ودية مع طهران والرياض في آن واحد.
هل تستطيع بكين أن تصلح بين بين الإيرانيين والسعوديين؟
من المفارقات أن بكين البعيدة عن الشرق الأوسط، تملك حظا كبيرا في أن تصبح وسيطا بين السعودية وإيران. ففي زيارته إلى السعودية في يناير/كانون الثاني من عام 2016، أكد الزعيم الصيني شي جين بينغ أن بلاده قادرة على المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ولعب دور الوسيط لإيجاد حل سلمي للأزمة بين طهران والرياض. ويرى الخبراء أن بكين تملك فرصة جيدة للعب دور الوسيط. فهي لا تتدخل في مكايد الشرق الأوسط، كما تقف على مسافة واحدة من طهران والرياض.
وبناء على ذلك، فان المصالحة بين إيران والسعودية ليست حلما بعيد المنال. فكلا الشعبين يرى أن سلاما سيئا أفضل من حرب جيدة. (روسيا اليوم)