غضب مغربي بسبب محاولة الإمارات والسعودية التعامل مع المغرب كإمارة ملحقة وتوظيف الصحراء الغربية بسبب موقفه المحايد من النزاع مع قطر
باريس – “رأي اليوم”:
انتهى شهر العسل بين المغرب ودول الخليج العربي وبالخصوص العربية السعودية والإمارات العربية على خلفية نزاع هذه الدول مع قطر، واشتد غضب المغاربة بعدما حولت أبو ظبي والرياض توظيف الصحراء الغربية لمهاجمة المغرب.
وفي نزاعها مع قطر التي تتهمها بدعم الإرهاب، اعتبرت السعودية والإمارات اتي تتزعم الحملة ضد الدوحة باصطفاف المغرب معها كما جرى في حرب اليمن، لكن المغرب الذي يواجه مصاعب سياسة داخلية بسبب حراك الريف المغربي فضل الاستقلالية التامة عن المحور السعودي-الإماراتي خاصة عن وزير الدفاع في الإمارات وولي العهد محد بن زايد صديق الملك محمد السادس، ونأى بنفسه خشية من مغامرة عسكرية ضد قطر.
وشرحت الرباط بأن موقفها مرتبط بحرصها على الصف العربي وبالخصوص بين أنظمة ملكية، وتولت وسائل إعلام مقربة من القصر المغربي نفي أي علاقة للموقف الرسمي بتأخر المساعدات الاقتصادية الخليجية للمغرب.
لكن ما لم يكن ينتظره المغاربة هو تهميش السعودية والإمارات للوساطة المغربية ومحاولة التعامل مع الرباط وكأنها إمارة صغيرة تدور في فلكهما. وازداد غضب المغاربة عندما وظفت وسائل إعلام سعودية وإماراتية مثل قناتي العربية والحدث قضية الصحراء الغربية للتهجم على المغرب. وبثت وسائل الاعلام هذه ربورتاجات تصور المغرب كقوة احتلال وتقدم جبهة البوليزاريو كدولة باستعمال تسمية “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
ويعتبر المغرب قضية الصحراء مقدسة، وكان قد دخل في أزمة مع أكبر حليفين له وهما فرنسا والولايات المتحدة. فقد حاولت الأخيرة سنة 2013 فرض مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء عبر قوات المينورسو، وأوقف المغرب مناورات عسكرية وانتقد الرئيس السابق باراك أوباما بشدة، وخلال سنة 2014 دخل في أزمة عاصفة مع فرنسا التي حاولت التقرب الى الجزائر في ملف الصحراء على حساب العلاقات التقليدية مع المغرب.
ويقول المغاربة، وقفنا مع السعودية في كل الأزمات، وجزء من مشاكلنا مع إيران يعود الى دعمنا وحدة الإمارات العربية في استعادة جزرها المحتلة ومحاولة سيطرتها على البحرين، والآن يحاول البلدان ضرب المغرب في وحدته الوطنية في الصحراء. ولم يرد المغرب على إساءة وسائل إعلام إماراتية وسعودية ضد الصحراء تجنبا للتصعيد ولانشغاله بملف الحراك الريفي، لكن مجموعة من الأقلام شنت هجوما ضد البلدين.
ويوجد إحساس لدى المغاربة بأن العلاقات مع الإمارات والسعودية التي تصوف بالتاريخية قد فقدت الثقة المتبادلة بعد محاولة البلدين التهجم على المغرب في قضية الصحراء.