دعوى تعويض جديدة امام المحاكم الامريكية ضد عشر شركات سعودية
بينها شركة بن لادن وبنوك الراجحي والأهلي ورابطة العالم الإسلامي.. هل جاء الدور على المملكة؟ وهل هذه الدعاوى في اطار مخطط لافلاسها ماليا؟ لا نستبعد
يبدو ان أيام المملكة السعودية المقبلة ستكون صعبة للغاية ماليا ونفسيا واقتصادية، في ظل الهجمة القانونية التي اطلقها تشريع اقره الكونغرس بمجلسيه يرفع الحصانة التي تمتعت بها لاكثر من سبعين عاما، ويسمح بمقاضاتها امام المحاكم الامريكية من قبل ضحايا العمليات الإرهابية، او ما يعرف بقانون “جستا”.
كشفت وكالة “رويتر” العالمية يوم امس ان اكثر من 12 شركة تأمين أمريكية مرتبطة بشركة ترافيلرز كوز العملاقة، اقامت دعوى قضائية تطالب شركات ومؤسسات سعودية بدفع تعويضات تصل الى 4.2 مليار دولار تتهمها بالوقوف خلف هجمات الحادي عشر من سبتمبر، بشكل مباشر او غير مباشر.
القائمة تشمل عشر كيانات من بينها مصرف الراجحي، والبنك الأهلي التجاري، وشركتا دولة افكو، وشركة محمد بن لادن، ورابطة العالم الاسلامي، وجمعيات خيرية أخرى.
اخطر ما تتضمنه الدعوى القضائية هو اتهام هذه الكيانات “بالمساعدة والتحريض” على الهجمات من خلال أنشطة تدعم تنظيم “القاعدة” في السنوات التي سبقت تنفيذ هذه الهجمات، أي بأثر رجعي.
وهذه هي الدعوى القضائية الثانية في ولاية نيويورك فقط، فقبل شهرين تقريبا، تقدمت شركة محاماة أمريكية بدعوى نيابة عن 700 شخص من أهالي ضحايا الهجمات المذكورة امام محكمة في منهاتن ضد الحكومة السعودية لتقديم امراء ومسؤولين فيها مساعدات مالية ولوجستية لمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
انها عملية “ابتزاز″ تمارسها الولايات المتحدة ضد المملكة العربية السعودية، بهدف الحصول على ما مقداره 4000 مليار دولار (أربعة تريليون) كتعويضات مالية، الامر الذي سيعرضها للاستدانة وبيع أصول شركاتها الكبرى مثل أرامكو، وسابك، ورهن احتياجاتها النفطية لعقود لتسديد هذه المبالغ.
أمريكا استخدمت القوة العسكرية، وبتأييد دول خليجية، من بينها المملكة، لتغيير الأنظمة في ليبيا والعراق، وربما سورية أيضا، وها هي تحاول افلاس الأنظمة نفسها الحليفة لها، تمهيدا لتغييرها او سقوطها في نهاية المطاف، والمسألة مسألة ترتيب أولويات لا اكثر ولا اقل.
يخطيء من يعتقد ان أمريكا تؤمن بالصداقة وتحترم اصدقاءها وحلفاءها، وتكن أي ود للعرب والمسلمين.. أمريكا، وبغض النظر عمن يحكمها، جمهوريا كان او ديمقراطيا، تنطلق في سياساتها من منطلق مصالحها، ولا تخشى الا الأقوياء، ومن المؤسف ان دولا عربية عديدة، ومن بينها المملكة، اهدرت آلاف المليارات من الدولارات كعوائد نفطية على مدى السنوات العشر الماضية في البذخ، ودون ان تؤسس قاعدة عسكرية وسياسية قوية، وتوحد العالمين العربي والإسلامي خلفها، بل فعلت العكس تماما، وشاركت أمريكا في كل حروبها لإطاحة أنظمة عربية، ونشر الفوضى الدموية في المنطقة تحت مسميات قيم الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي تفتقدها.
كوريا الشمالية دولة صغيرة لا تملك نفطا او ذهبا، ولا عقيدة مثل عقيدتنا الإسلامية، وها هي تردع أمريكا وتثير خوفها وقلقها، ولكن اين نحن العرب من الكوريين، شماليين كانوا او جنوبيين.
“راي اليوم”