نيزافيسيمايا غازيتا: الإعداد جارٍ لتقسيم سوريا إلى مناطق آمنة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1854
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أشارت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى أن زعماء دول الخليج وافقوا على خطط ترامب لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، فيما يعتقد الخبراء أنها تحمل مخاطر تقسيمها إلى مناطق نفوذ.
جاء في المقال:
لا يستبعد الخبراء أن تؤدي مبادرة ترامب حول إنشاء مناطق آمنة في سوريا إلى ترسيم حدود مناطق النفوذ المختلفة في هذا البلد.
وقد طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موضوع إنشائها أثناء مكالمته مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز السعود وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ووفقا للمكتب الصحافي للبيت الأبيض، فإن محادثي ترامب أيدا هذه الإجراءات.
وفي تعليقه لوكالة “رويتر”، قال مسؤول سعودي رفيع المستوى إن الملك السعودي والرئيس الأمريكي تحدثا عبر الهاتف أكثر من ساعة، وإن الزعيمين أعربا عن الاستعداد لمحاربة الإرهاب والحفاظ على التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين. وإنهما، إضافة إلى مسألة النفوذ الإيراني والأزمة السورية، تطرقا إلى موضوع تنظيم “الاخوان المسلمين”، المحظور في الكثير من الدول بما فيها الاتحاد الروسي. ولاحظ الجانبان أن أسامة بن لادن تم تجنيده في مرحلة مبكرة من قبل تنظيم “الإخوان”، كما ذكر المتحدث السعودي.
غير أن إنشاء مناطق عازلة في سوريا يبقى أحد الموضوعات الرئيسة في جدول أعمال ترامب الحالي. من جانبه، أعلن الجانب الروسي أنه يدرس خطة الرئيس الأمريكي. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إنه “سوف يستوضح من الجانب الأمريكي جوانب هذا الموضوع″، وأشار إلى هذا الموضوع المطروح يختلف عن الأفكار، التي كانت تطرح في المراحل السابقة للأزمة السورية، والتي كانت تفترض إنشاء ساحةٍ ما على الأراضي السورية تكون مقرا لحكومة بديلة وتُستخدم كنقطة انطلاق لإسقاط النظام.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا، الشريك الحالي لروسيا، كانت من بين اللاعبين الدوليين، الذين اقترحوا فكرة إنشاء “منطقة عازلة”. ولكن روسيا رفضت مناقشة الاقتراح، كما انتقدت الخارجية الروسية في مارس/آذار 2016 المبادرة التركية، وحذرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنقرة من أن “القيادة التركية يجب أن تتوقف عن محاولات الدفع بهذه المبادرة”، مشيرة إلى ضرورة “التنسيق مع هيئة الأمم المتحدة والحكومة السورية” في حال الحديث عن موضوع المناطق الآمنة.
وفي تعليقه على مبادرة ترامب بشأن “المناطق الآمنة” في سوريا، قال سيرغي لافروف إن “الهدف الاميركي من إنشاء مناطق آمنة في سوريا، “كما أنا أفهمه” هو تسهيل حياة اللاجئين السوريين، والحد من سفرهم إلى الدول المحيطة وأوروبا. وإذ كان الحديث يعني هنا تحديدا مسألة إيجاد حل لأزمة المهاجرين، فإن هذا يمكن حله عبر التنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وغيرها من البنى المختلفة التابعة لهيئة الأمم المتحدة”. وأضاف لافروف “بالطبع، إن مبدأ إنشاء مناطق آمنة، وكذلك تفاصيله بحاجة إلى موافقة حكومة الجمهورية العربية السورية”.
هذا، وتحدث الرئيس ترامب مرارا عن إنشاء مناطق آمنة في سوريا. وقد أمر البنتاغون والخارجية منذ عدة أيام بـ “إعداد خطة خلال فترة 90 يوما لإنشاء مناطق آمنة في سوريا والمنطقة”، كما جاء في نص المرسوم الرئاسي، من دون التطرق إلى أي تفاصيل حول شكل هذه المناطق الأمنة، ومن سيدفع تكاليفها؟ ومن سيدافع عنها؟
وكان الرئيس السابق لهيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في عام 2013 قد قيم تكاليف إنشاء المناطق الآمنة بحوالي مليار دولار شهريا، هذا إضافة إلى أن بعض موارد الجيش الاميركي يجب ان “تتحول” بدلا من الحرب ضد تنظيم “داعش” إلى الدفاع عن هذه المناطق الآمنة.
وقد يسلط الضوء على مخططات ترامب ما جاء في مقابلته مع صحيفة “بيلد” الألمانية، حيث أفصح سيد البيت الابيض عما يدور في خلده بالقول إن على “بلدان الخليج أن تسدد ثمن ذلك، (أي ثمن المناطق العازلة – الصحيفة)، لأنها في نهاية المطاف تمتلك مالا وفيرا لا وجود لمثله عند أحد آخر”. وفي لقاء مع قناة “إي بي سي نيوز″، أوضح ترامب أنه لا يرغب بأن تتكرر في الولايات المتحدة أزمة الهجرة، التي حدثت في أوروبا قبل عام. وعلى ما يبدو، فإن مسألة إنشاء مناطق آمنة، تنسجم مع فهمه لكيفية مكافحة تدفق المهاجرين.
مدرس العلوم السياسية في كلية الاقتصاد العليا ليونيد إيسايف حذر من أن إنشاء مناطق آمنة في سوريا يمكن أن يؤدي إلى تفكيكها؛ مشيرا إلى وجود مخاطر جدية في مبادرة الرئيس الأمريكي من أن “تعزز نمو الأفكار الانفصالية” في البلاد. ولكن كل شيء في الوقت نفسه، كما يرى إيسايف، يعتمد على أطراف الصراع في سوريا، وقوة الإرادة في التوصل إلى التسوية السياسية المشتركة. وأضاف أن الصراع من أجل تقاسم مناطق النفوذ، لا يعني بعد التقسيم الفعلي للبلاد. (روسيا اليوم)