واشنطن بوست: آل سعود يعدمون أميرا صغيرا لتحسين صورتهم والحفاظ على عروشهم
حكام المملكة العربية السعودية ليسوا اليوم يتمتعون بالشعبية التي كانوا عليها في المملكة قبل ذلك، خاصة مع تراجع أسعار النفط العالمية حيث اضطر المسؤولين إلى خفض الإنفاق بشكل كبير في بلد يعتمد معظم الناس فيه على الحكومة لجمع الرواتب والحصول على التعليم وغيرها من أشكال الرعاية الاجتماعية”. وفق ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ولكن تنفيذ الاعدام لأمير الأسبوع الماضي يبدو أنه قد ساعد لإحياء شعبية العائلة المالكة على الأقل وفقا لردود الفعل على وسائل الإعلام الاجتماعية.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن إعدام الأمير تركي بن سعود الكبير، الذي أدين بإطلاق النار حتى الموت على مواطن سعودي خلال مشاجرة، يوم الثلاثاء الماضي وفقا لأمر ملكي من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز. وبذلك أصبح أول عضو في العائلة المالكة السعودية يتم تنفيذ حكم الإعدام ضده في المملكة منذ عام 1975.
وهو الأمر الذي دفع السعوديين لإطلاق هاشتاجا باللغة العربية على موقع التدوينات القصيرة تويتر يشيدون فيه بقرار الملك سلمان الذي وصفوه بالحاسم، وامتدحوا أيضا ابنه نائب ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان. وظل الهاشتاج لعدة أيام متداولا في المملكة العربية السعودية، مع تويتات أرسلت من قبل المواطنين والمسؤولين وأعضاء العائلة المالكة يثنون فيها على الملك سلمان.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه ساعد في تحسين الصورة انتشار فيديو يظهر الملك سلمان يقول للمسؤولين أن “أي مواطن يرفع دعوى على العائلة المالكة يجب أن يتم فيها تحقيق العدالة. لذا وصف رواد بعض وسائل الإعلام الاجتماعية أن إعدام الأمير السعودي بأنه “دليل على العدالة التي تؤكد الشريعة” في اشارة إلى الرموز الإسلامية المحافظة التي تحكم المملكة العربية السعودية ودول إسلامية أخرى. وقال آخرون أظهر الحكم “سلامة الملك في معاملة جميع المواطنين على قدم المساواة”، وأنه “لا أحد فوق القانون”.وكانت جلبت المحاكم السعودية أعضاء العائلة المالكة الآخرين، الذين يقدر عددهم ببضعة آلاف إلى العدالة في عام 1975، عندما تم اغتيال الملك فيصل، ومع التوصل لمنفذ الجريمة تم قطع رأسه وكان أميرا من العائلة المالكة، وبعد ذلك بعامين، تم تنفيذ حكم الإعدام ضد أميرة بالعائلة المالكة بتهمة الزنا.
و لكن بقيت باقي جرائم أفراد العائلة المالكة الأخرى خارج الحساب وتم العفو عنهم في اللحظة الأخيرة من قبل عائلات الضحايا. وفي هذه المرة، عائلة الضحية رفضت عرضا من “الدية”، وردت الملايين من الدولارات مقابل العفو عن الأمير. ثم، أكدت كل من محكمة الاستئناف في المملكة والمحكمة العليا تنفيذ عقوبة الإعدام.
وفي الوقت الذي كان فيه الملك ينفذ تدابير التقشف التي لم يسبق لها مثيل، رحبت حتى العائلات المالكة بتنفيذ الحكم بكل حسم وعدالة.