تل أبيب: الملك سلمان يدفع العلاقات مع إسرائيل في إطار الائتلاف السنيّ

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1680
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ومبادرة السلام العربيّة عادت للعناوين الرئيسيّة وليبرمان ينعتها بوصفةٍ ممتازةٍ لتدمير الدولة العبريّة
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قالت مصادر إسرائيليّة، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى، إنّ مبادرة السلام العربية تُحلّق في الفضاء منذ سنوات، ولكن، كما كتبت صحيفة (معاريف)، في الفترة الأخيرة عادت إلى العناوين الرئيسية بكثافة، وبدأت الحكاية بخطاب الرئيس المصري السيسي الذي قال مؤخرًا: هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق سلام على أساس مبادرة السلام العربية والمبادرة الفرنسية، وتواصل الأمر بتصريح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: مبادرة السلام العربية تتضمن مكونات إيجابية تستطيع أنْ تساعد في ترميم مفاوضات بناءة مع الفلسطينيين، نحن جاهزون لإجراء مفاوضات مع الدول العربية حول تحديث المبادرة بطريقة تعكس التغيرات الدراماتيكية منذ العام 2002، مع الإبقاء على الهدف المتوافق عليه، هدف الدولتين لشعبين.
المبادرة العربية هي إطار واسع جدًا، قال البروفيسور ايال زيسر من قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب وأضاف أنّه في الماضي لم تكن إسرائيل مستعدة للحديث بشأنها، واليوم أيضًا ستحتاج إسرائيل أنْ تقتطع منها أجزاء واسعة. في الواقع هذه المبادرة هي نهاية الطريق، وعلى المستوى المبدئي فإنّ لها فرصة، والسؤال: هل إسرائيل ستكون مستعدة للقبول بها؟، تساءل زيسر.
أمّا أوري سافير، الذي كان في السابق سكرتير وزارة الخارجية وأحد صنّاع اتفاقية أوسلو، فقال للصحيفة إنّها مبادرة جديّة، وإسرائيل عليها أنْ تجري مفاوضات على أساس هذه المبادرة، حيث ستنضم كل من السعودية ومصر والفلسطينيين إلى المحادثات، وإنْ كان يبدو لي أنّ إسرائيل لن تذهب في نهاية المطاف إلى هذه المبادرة، على الأكثر سيكون هناك لقاء بين نتنياهو والرئيس المصري السيسي، وفي نهاية الأمر فنتنياهو يريد أنْ يجري مفاوضات حول تغيير المبادرة، بينما يريد العرب مفاوضات حول المبادرة نفسها، بحسب تعبيره. وتنص مبادرة السلام العربية: لقاء انسحاب إسرائيل إلى خطوط 67 وإقامة الدولة الفلسطينية، تقيم إسرائيل والـ 22 دولة عربية علاقات دبلوماسية كاملة وعلاقات تجارية وضمانات أمنية.
وذكّرت الصحيفة أنّه في العام 2002 قال العاهل السعوديّ الراحل، عبد الله بن عبد العزيز للصحافي توماس فريدمان: أريد أنْ أوضح للإسرائيليين أنّ العرب لا يبغضونهم، العرب فقط يعارضون كلّ ما يفعله القادة الإسرائيليون بالفلسطينيين. في الـ 27 من آذار (مارس) 2002 خطب ولي العهد السعودي في مؤتمر القمة الذي انعقد في بيروت، وتحدث عن الكلام النابع من القلب والعقل، وليس الناجم عن انفجار رأس صاروخ، وقال: آن الأوان لأن تثق إسرائيل بالسلام، إننّا نؤمن بقيادةٍ مستقلةٍ، ولكننّا نؤمن أيضًا بالسلام القائم على أساس العدل والمساواة، والذي ينهي الصراع. إذا ما تخلت إسرائيل عن سياسة القوة واعتمدت السلام الحقيقي لن نتردد بالقبول بحق الإسرائيليين في الحياة بأمان في المنطقة. الفلسطينيون، قالت الصحيفة العبريّة، تحمسوا للمبادرة، رئيس السلطة عبّاس، الذي شارك في قمة الرياض قال إنّها الفرصة الأكبر لحلّ الأزمة في الشرق الأوسط، ولكنّه أكّد على أنّ الفلسطينيين متمسكون بالقرار 194 الصادر عن مجلس الأمن، حتى أنّ عبّاس دعا الرئيس أوباما إلى اعتماد مبادرة السلام العربية.
في العام 2008 نشرت السلطة الفلسطينية خبرًا في الصحافة الإسرائيلية دعت فيه الإسرائيليين إلى اعتماد المبادرة، ومن حينها كرر عبّاس من حين لآخر دعمه لمبادرة السلام العربية. ونقلت الصحيفة عن المصادر الإسرائيليّة عينها قولها إنّ الملك سلمان بن عبد العزيز يدفع العلاقات مع إسرائيل في إطار الائتلاف السني، وأنور عشقي المسؤول السابق في الجيش السعودي والمقرب من العائلة المالكة قال مؤخرًا في لقاء له إنّ السعودية ستفتح سفارة في تل أبيب في حال اعتمدت إسرائيل مبادرة السلام العربيّة.
في بداية طريق المبادرة لم يتحمس الإسرائيليون لها، ولكن في العام 2015 قال نتنياهو إنّ هناك في المبادرة أمورًا سلبية أكل عليها الزمان وشرب مثل المطالبة مثلًا بأنْ تعيد إسرائيل الجولان أو قضية اللاجئين، لكن الفكرة العامّة جيّدة.
أمّا ليبرمان فقال إنّ مبادرة السلام العربية تشكل خطرًا على إسرائيل، وسيما بسبب البند الذي يدعو إلى حل مشكلة اللاجئين، لدرجة أنّه أسماها وصفة لتدمير إسرائيل، ولكن في العام 2014 قال إنّ المبادرة ذات صلة أكثر مما سبق، وتشكل أساسًا لترتيب العلاقات.
وجدير بالذكر، لفتت الصحيفة، أنّ المبادرة السعودية الأساسية – كما قال ولي العهد السعودي في لقائه لفريدمان – لم تذكر حق العودة. السياسيون الإسرائيليون عارضوا الانسحاب الشامل كما تقترحه المبادرة، بيريس دعم المبادرة ولكنّه قال إنّه لا يمكن القبول بجميع بنودها، أولمرت تعامل بإيجابية مع المبادرة العربية رغم أنّه أبدى تحفظه من الخضوع لقرار الأمم المتحدة رقم 194، وحسب التقارير فقد التقى أيضًا في سبتمبر 2006 مع الأمير بندر بن سلطان، المستشار الأمني القومي للسعودية، لكي يناقش معه من بين الكثير من الأمور هذه المبادرة، عضو الكنيست يائير لبيد التقى قبل حوالي نصف عام مع الأمير السعودي تركي الفيصل لكي يناقش تعجيل العملية السلمية في المنطقة وفقًا للمبادرة العربية.
وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّ الرئيس أوباما قال أنّه ربما لا يوافق على جميع توجهات المبادرة ولكن المطلوب كثير من الشجاعة لدفع أمر مهم إلى هذا الحد، بحسب تعبيره.