رجال دين عن الإعدامات السعودية: ما أشبه اليوم بالأمس

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 278
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

في العاشر من شهر محرم، وفي يوم عاشوراء أقدم النظام السعودي على تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب محمد آل عبدالجبار، من أبناء منطقة العوامية في القطيف. وفي تغطية إعلامية على قناة “نبأ” تقدّم الشيخ محمود الأحمد القادر، عضو في “تجمع العلماء المسلمين”، بالتعزية بمصاب أبي عبد الله الحسين (ع)، ولفت إلى أن “آل سعود ومنذ قيام “السعودية” على أرض الجزيرة العربية وتبديل تسميتها وهم لا ينطقون بالحق ولا حتى يعرفونه، جاؤوا بالوهابية ووضعوا لها منهجا علّها توصلهم إلى مرادهم بسحق كلمة الحق وإعلاء كلمة الباطل، وهذا ما لن يكن لهم”. وأضاف “التظاهرات السلمية وفقا للعقلية السعودية تعدّ أمرا غير مشروعا، واليوم نشهد تنفيذ إعدام بحق معتقل للرأي”. وتساءل هل هذا الفعل نصّ عليه نصّ صريح باعتبارهم يتبعون منهج السنة كما يدّعون؟ أم أنهم جاؤوا به من الغربيين ليقول هذا ديدنهم وهذا ما يريدونه وعلى هذا سيبقون. ومن على قناة “نبأ” أبدى الشيخ القادر اعتقاده بالقول “إن السعودية تمضي إلى مسار الأفول”. وتابع :”يُخدّم النظام السعودي النصوص القرآنية كما يشتهي محمد بن سلمان. والمشايخ في السعودية ليس لهم طريق إلّا بلاط الحكم، لأن تجرؤ أي رجل دين على تحريم ما يفتي به النظام السعودي يعني تلقائيا الإعدام”. وأردف بالقول “هم يقتلون ويعدمون، لكن لماذا في اختاروا هذا التوقيت لتنفيذ الحكم مع أن الشاب موقوف منذ عدّة سنوات؟ وأكد أن للأمر دوافع دينية أكثر منه سياسية. وعن مسيرات العاشر من محرم، لفت الشيخ إلى أن الأعداد التي خرجت وجددت البيعة والولاء لسيد الخلق محمد وسبطه الإمام الحسين (ع)  “نحن لا ننظر إلى الأعداد، بقدر ما ننظر إلى أعداء هذه الأمة الذين يستغربون تلك الأعداد التي تجاوز حضورها العالم العربي والإسلامي، فبلغ القارتين الأميركية والأوروبية. واليوم، الإمام الحسين تجاوز باسمه ومنهجه أيضا العالمين العربي والإسلامي وبات اسمه يسمع ويتبع في العالم الغربي”. “إن تجديد البيعة يدل على أن هناك أناس يتطلعون ويسعون لإعلاء كلمة الحق”. وأشار إلى أنه في الجانب الآخر، نجد الإعدامات والقتل غير الشرعي واخفاء الجثامين وهذا ما لا يمت لا للدين ولا السنة النبوية بأي رابط”. وتابع” عندما نرى نساء فلسطين يقفن أمام خيمهن، تبكين أطفالهن فنحن نستشعر ما عاشه آل بيت النبوة. عندما كانت تقف السيدة زينب والسيدة رقية تبكي أخاها. اليوم نراها جهارا عيانا وختم حديثه بالقول “اليوم نستغرب من الحكام العرب، انبطاحهم للكيان الصهيوني وكأنه عقد عليهم عقدا لا ينتهي”.   من جهته، أشار الشيخ عبد الله التاروتي، إلى أسلوب النظام في الإعلان عن عملية الإعدام، وعدم إعلامه الأهل أو السماح لذوي الشهيد بتوديعه حتى باتت الأسرة تتلقى خبر استشهاد ولدها كغيرهم من العامة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر أن الجريمة لا تختلف عن جرائم النظام السعودي السابقة سواء بالطريقة المعتمدة للإعدام والإعلان عنها أو التهم الموجهة للشهداء. وأضاف “نلاحظ أن بيان وزارة الداخلية لا يختلف عن البيانات السابقة، إذ لا بدّ أن توضع فيه الآية القرآنية المباركة والتي يطبقونها خطأ كما يشتهون بقوله:  إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ. وأكد أن الآية المذكورة، وظفها آل سعود لتثبيت وتقوية حكمهم وإنشاء الجماعات الإرهابية، التي أقدمت على ارتكاب العملية الإرهابية في سلطنة عُمان أثناء إحياء ليالي عاشوراء هذا العام. هذه الآية إذا أردنا تطبيقها، فآل سعود أولى من أن يطبق عليهم هذه الآية. وأضاف الناشط الاجتماعي “آل سعود لم يعيثوا في أرض الجزيرة العربية فساداً فقط، بل تخطوا ذلك ونشروا الفساد والقتل والتدمير والإرهاب في العراق وسوريا وأفغانستان وأينما وضعوا أيديهم الخبيثة”. واعتبر الشيخ عبدالله التاروتي في حديثه الإعلامي أنه “إذا أردنا أن نربط الدور السعودي بواقعة كربلاء نلاحظ أن الطرق متشابهة عندما كان بنو أمية يقولون إن “الحسين (ع) قد قتل بسيف جدّه، يعني أن بني أمية قد طبقوا الشريعة وقتلوا الحسين. في المقابل صوت الإمام الحسين (ع) لازال يدوّي بأن ” النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا ، وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون “ استغلوا الدين وجعلوه آلة لتصفية كل من يخالفهم بدون تمييز.  بما يخصّ إحتجاز الجثامين، قال الناشط الاجتماعي “إذا رجعنا إلى بدايات سيطرة ما تسمى الدولة السعودية الثالثة على مفاصل الحكم ووصولها إلى القطيف، نجد أنه من كان واليا للسلطنة العثمانية على القطيف وهو عبدالحسين بن جمعة وهو من أهالي القطيف، ،وفقا للكتب التي أرّخت تلك المرحلة، كيف قاموا بقتله، حيث ربطوه ببعض الدواب وباعدوا بين رجليه بالحبال حتى مات، أما ماذا فعلوا بالجثمان فيما بعد فالله العالم “. وأردف قائلا “هذا في بدايات نشأتهم عندما كانت طرق التعذيب والقتل بدائية، فما بالنا الآن بعد التعاليم الأميركية والتوصيات الصهيونية والتدريبات التي يتلقونها في أميركا والاستشارات الإسرائيلية”.