لأسباب اقتصادية وسياسية.. السعودية تغازل الزعماء الأفارقة بمليارات الدولارات

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 335
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الضوء على استضافة الرياض للزعماء الأفارقة يوم الجمعة الماضي في "القمة السعودية الإفريقية الأولى" لتعزيز العلاقات التجارية، مشيرة إلى اقتراح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تخصيص 10 مليارات دولار لتمويل الصادرات السعودية إلى الدول الأفريقية حتى عام 2030، و5 مليارات دولار إضافية لتمويل التنمية في القارة السمراء.

وذكرت المجلة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن السعودية تروج لتخفيف عبء الديون وحل نزاعات الدول الأفريقية، وحاولت، في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، التوسط في مفاوضات السلام بين الطرفين المتحاربين في السودان، وكشفت مؤخراً عن خطة طموحة لاستثمار نحو 25 مليار دولار في أفريقيا بحلول نهاية العقد الجاري.

وبالعودة إلى عام 2020، خلال رئاستها لمجموعة العشرين، دعت السعودية إلى تعليق مدفوعات خدمة الديون الأفريقية، وتضع هذه الخطط حاليا موضع التنفيذ.

وفي هذا الإطار، وقع صندوق التنمية السعودي صفقات متحفظة بقيمة ملياري ريال (533 مليون دولار) مع حكومات عربية وأفريقية خلال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي الذي عقد قبل قمة 10 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان: "نعمل مع الشركاء لدعم غانا ودول أخرى فيما يتعلق بديونها".

ويقول خبراء أمنيون إن أزمة الطاقة العالمية التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 أتاحت للسعودية فرصة لتعزيز نفوذها ولتصبح أقل اعتمادا على واشنطن.

واعتبرت محللة شؤون الخليج، آنا جاكوبس، أن النهج السعودي الجديد "يستند إلى تصور مفاده أن الولايات المتحدة أصبحت غير موثوقة في دورها الفعلي كضامن لأمن الخليج منذ فترة طويلة، ما يضع المزيد من الضغوط على المملكة لخلق مناخ جيوسياسي أكثر استقرارًا، بما يخدم أهدافها ومصالحها".

ويتمحور نهج بن سلمان هو رؤية 2030، وهي خطة جيواقتصادية تم تقديمها في عام 2016 لخفض اعتماد السعودية على الثروة النفطية وتوسيع اقتصادها ليشمل الطاقة المتجددة والرياضة والسياحة والخدمات اللوجستية والذكاء الاصطناعي.

ويحتاج هكذا مخطط إلى شركاء متنوعين، ولتحقيق ذلك اتبعت الرياض توجهاً دبلوماسياً ناعماً تجاه دول ما يسمى بالجنوب العالمي، وخاصة في أفريقيا.

وفي السياق، قال خالد منزلاوي، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية في جامعة الدول العربية: "تعد أفريقيا نقطة محورية للقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، بالإضافة إلى الدول الناشئة (..) والدور العالمي المتنامي للسعودية يتطلب توسيع العلاقات مع كل من الشرق والغرب، بما في ذلك القارة الأفريقية".

وتوجت هذه الجهود بإطلاق بن سلمان مبادرة الملك سلمان للتنمية في أفريقيا، وهو مشروع يستمر حتى عام 2030، وأعلن عن نيته زيادة عدد السفارات السعودية في القارة من 27 إلى أكثر من 40.

وكان من بين حضور القمة السعودية الأفريقية زعماء ووزراء خارجية نيجيريا وكينيا ومصر وإثيوبيا وجيبوتي ورواندا وسيشيل وموريتانيا.

كما حضر القمة زعماء الدول الأفريقية المنبوذة من أوروبا والولايات المتحدة، بما في ذلك الجابون والنيجر وزعيم المجلس العسكري السوداني، عبدالفتاح البرهان.

ورافق الرئيس النيجيري، بولا تينوبو، إلى الرياض مجموعة من وزراء الحكومة، بما في ذلك وزراء الاقتصاد والتعليم والأمن القومي.

ووافق السعوديون على سلسلة من صفقات الاستثمار النيجيرية، بما في ذلك صفقة لتجديد مصافي النفط الأربع في نيجيريا ووديعة مالية لدعم إصلاحات الحكومة في مجال النقد الأجنبي. كما جرى التوقيع على اتفاقيات طاقة أخرى مع السنغال وتشاد وإثيوبيا؛ وفي الوقت نفسه، سعت سيشيل إلى الشراكة لإدارة منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وأعلنت وزارة المالية في موزمبيق عن توقيع اتفاقية تمويل بقيمة 158 مليون دولار مع صندوق التنمية السعودي لبناء مستشفيات وسد.

واستهدفت القمة أيضا حشد أفريقيا ضد ما تعتبره السعودية ردًا إسرائيليًا غير متناسب في قطاع غزة على عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، الشهر الماضي، وكان ذلك جزءًا من سلسلة من مؤتمرات استضافتها المملكة مع الدول العربية والإسلامية والإفريقية لمناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الزعماء الذين حضروا القمة الأفريقية أصدروا إعلانا مشتركا يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة وتكثيف الجهود نحو حل الدولتين.

وبعد أكثر من شهر من تصريح أدلى به بن سلمان لشبكة "فوكس نيوز" بأن بلاده تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، سافر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الرياض يوم السبت، وهي أول رحلة يقوم بها زعيم إيراني إلى المملكة منذ 11 عامًا؛ لدفع الدول العربية نحو رد أقوى ضد إسرائيل.

وأدان ولي العهد السعودي ما أسماه "انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي"، فيما حذر الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، خلال القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الرياض، من أن تأخير وقف الحرب في غزة قد يؤدي إلى توسيع المواجهات العسكرية في المنطقة. فيما بحث رئيسي على الهامش تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران.

 

المصدر | فورين بوليسي/ترجمة وتحرير الخليج الجديد