من منبوذ إلى شريك.. هكذا تحدى بن سلمان التهديدات بعزله دوليا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 480
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تحوَّلَ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (37 عاما)، الذي يوصف بأنه الحاكم الفعلي للمملكة الخليجية الغنية بالنفط، من "شخص منبوذ" إلى "شريك"، وتمكن من "تحدي التهديدات الأمريكية بعزله دوليا"، بحسب تقرير لبن هوبارد مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" (NYTimes) الأمريكية في إسطنبول.

وقال هوبارد، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "بن سلمان استفاد من ثروة السعودية ونفوذها للتغلب على الإدانات الدولية لانتهاكات المملكة لحقوق الإنسان".

ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعهد خلال حملته الانتخابية، بجعل بن سلمان "منبوذا" في أعقاب مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية عام 2018، كما هدده في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بـ"عواقب" ردا على خفض المملكة إنتاج النفط لرفع أسعاره لتمويل مشاريع ضخمة، إذ يُضر رفع الأسعار بجهود واشنطن لكبح التضخم.

وأردف هوبارد أن السيناتور الأمريكي الجمهوري البارز ليندسي جراهام وصف بن سلمان بأنه "كرة مدمرة ولا يمكن أن يكون زعيما على المسرح العالمي".

و"كما اعتبر جاي موناهان، رئيس رابطة لاعبي الجولف المحترفين (PGA Tour)، أن اللاعبين الذين انضموا إلى دوري منافس تدعمه السعودية خانوا ضحايا هجمات 11 سبتمبر (2001) الإرهابية (على نيويورك وواشنطن)"، كما أضاف هوبارد.

ونفت السعودية أكثر من مرة أي مسؤولية لها عن تلك الهجمات، التي أودت بحياة نحو 3 آلاف شخص ونفذها 19 شخصا بينهم 15 سعوديا.

 

قوة المال

بعد كل تلك الاتهامات لبن سلمان "حصلت تغييرات، إذ زار بايدن السعودية في 2022، وأرسل بانتظام مسؤولين، بينهم وزير خارجيته أنتوني بلينكن قبل أيام، لمقابلة ولي عهد المملكة"، وفقا لهوبارد.

وتابع: "وابتسم جراهام ابتسامة عريضة وهو بجانب الأمير خلال زيارة للسعودية في أبريل/نيسان الماضي، وقبل أيام حدثت مفاجأة في عالم الجولف، إذ أعلن موناهان عن شراكة بين رابطة لاعبي الجولف المحترفين وصندوق الاستثمارات العامة السعودي و(جولة موانئ دبي العالمية)، مما أعطى المملكة فجأة تأثيرا عالميا هائلا على هذه الرياضة".

وبحسب عبد الله العودة، المعارض السعودي للنظام الملكي ومدير "مبادرة الحرية" الحقوقية بواشنطن فإن ذلك التحول "يعكس قوة وفعالية المال، فهذا الرجل (محمد بن سلمان) يدير آبار النفط ولديه كل تلك الأموال، لذلك يمكنه أن يشتري طريقه للخروج من كل شيء".

 

8 سنوات

و"طوال 8 سنوات من صعوده إلى السلطة، تحدى بن سلمان مرارا توقعات بأن حكمه في خطر، واستفاد من ثروة المملكة وسيطرتها على أسواق النفط وأهميتها في العالمين العربي والإسلامي لتجنب التهديدات المتكررة لمعاقبته بعزلة دولية"، وفقا لهوبارد.

وقال محللون ومسؤولون للصحيفة إن ولي العهد السعودي "لم يكتف بصقل رؤيته لمستقبل السعودية كقوة إقليمية حازمة ذات اقتصاد متنامٍ ونفوذ سياسي متزايد، بل تعلم دروسا من نكساته لصقل أساليبه لتحقيق أهدافه".

وبحسب هوبارد، فإنه "في الوقت الحالي، على الأقل، يبدو أن محمد بن سلمان يتقدم بشكل ملحوظ للقمة، وقد ملأ الطلب القوي على النفط في السنوات الأخيرة خزائن السعودية، واشترت نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، واستقطبت (النجمين البرتغالي) كريستيانو رونالدو ثم (الفرنسي) كريم بنزيمة للعب في الدوري المحلي لكرة القدم، وتحاول استقطاب نجوم آخرين أيضا".

وتابع أنه "على اعتبار أنه يمثل مستقبل السعودية، قابل بن سلمان في السنوات الأخيرة  رؤساء دول منها الولايات المتحدة وتركيا بعد أن كانوا قد رفضوا لقائه، كما عمل على تعميق علاقات المملكة مع الصين".

وأردف هوبارد أن "علاقات بن سلمان مع الصين ساعدت على توسط بكين في اختراق دبلوماسي بين السعودية وإيران"، في إشارة إلى اتفاق في 10 مارس/آذار الماضي أعاد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في منطقة الشرق الأوسط.

 

المصدر | بن هوبارد | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد