منتدى الطائف برعاية السفير السعودي في بيروت ما زال يثير التفاعل.. حضور فرنجية يثير تساؤلات ان كانت رسالة سعودية في مسار رئاسة الجمهورية.

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 920
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بيروت ـ “راي اليوم” من نور علي:

ما زال منتدى الطائف الذي عقدته المملكة السعودية في لبنان ممثلة بسفيرها وليد البخاري يثير الجدل في بيروت باعتباره حدثا له ابعاده السياسية ويمكن من خلاله قراءة محددات السياسية السعودية ومقاربتها في لبنان.  السؤال الذي تردد في بيروت ويقول: لماذا الرياض وعت على اتفاق الطائف فجأة، وبات سفيرها يحرص على تكرار التأكيد عليه في زيارات ومناسبات عدة، وذهب الى حد عقد منتدى دعا اليه طيف واسع من القوى السياسية.

الجواب هو ان السعودية استشعرت بان قوى دولية تحاول الذهاب نحو رعاية حوار وطني شامل لجميع القوى اللبنانية يؤسس لعقد اجتماعي جديد، وينهي مرحلة الطائف.

لا يوجد ادلة على قلق الرياض عن محاولات شطب الطائف الا في اشارتين الأولى كانت من الرئيس الفرنسي “امانويل ماكرون” بعد انفجار مرفأ بيروت حين طالب بعقد اجتماعي جديد يعيد تشكيل بنية النظام في لبنان. ولكن الفرنسيين وبعد ان ظهر اعتراض سعودي على هذا النهج اكدوا للجانب السعودي بشكل قاطع ان هذا لن يحدث وان فرنسا لن تذهب لالغاء اتفاق الطائف لصالح اتفاق شامل جديد، وهذا الموقف الفرنسي حرص السفير السعودي على نقله بدقة ووضوح للحاضرين في منتدى الطائف في بيروت قبل أيام. الإشارة الثانية هي دعوة العشاء التي وجهتها السفارة السويسرية في بيروت لكافة القوى السياسية والتي تسرب انها بداية تأسيس دولي لحوار وطني شامل يضع أسس جديدة للنظام يعقد في جنيف.

ربما السفارة السويسرية لم تكن سوى الواجهة للدعوة، وان المبادرة في جوهرها أمريكية او هكذا رأتها أوساط لبنانية. وحسب مصادر لبنانية فان السفارة السعودية بذلت جهدا بالتواصل مع القوى السياسية المدعوة الى عشاء السفارة السويسرية لعدم الحضور ومقاطعة الدعوة وهذا ما حدث وفشلت المبادرة. واذا كان بالفعل الولايات المتحدة من تدفع نحو حوار وطني لبناني يؤسس لعقد اجتماعي جديد عبر الدعوة السويسرية وفكرة حوار جنيف، فان السياسية السعودية بهذا المعنى في حالة تصادم مع النفوذ الأمريكي في لبنان.

فهل تناكف الرياض إدارة بايدن في ملف لبنان، اما تقول انا الطرف الأساسي الذي عبره فقط يجب ان تتعامل الولايات المتحدة او فرنسا مع لبنان.

منتدى الطائف قبل أيام في بيروت صحيح بانه شهد حضور طيف واسع وشخصيات وازنة مثل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزعيم المختارة وليد جنبلاط، والمبعوث الدولي السابق الأخضر الابراهيمي، وغيرهم. لكن بالمقابل كان غياب ال الحريري عن المنتدى سواء سعد الحريري او النائبة بهية الحريري او امين عام تيار المستقبل احمد الحريري على الرغم من ان رئيس الوزراء الرحل رفيق الحريري كان احد أعمدة اتفاق الطائف عام 1989 ثبتت ان الرياض تجاوزت الحريرية السياسية كزعامة للسنة في لبنان. عدا عن غياب أي ممثل للقوى الشيعية “حزب الله وحركة امل” وهذا يرفع عنوان الوفاق الوطني والعيش المشترك الذي وضعه المنتدى كشعار لانعقاده.

ومن جانب اخر لفت انتباه الحضور مشاركة رئيس تيار المردة المرشح لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، الرياض حسب أوساط لبنانية مطلعة تميل باتجاه ترشيح النائب “ميشيل معوض” وليس فرنجية حليف حزب الله وسورية. لكن حضور فرنجية للمنتدى وجلوسه بالصف الأول والحفاوة التي استقبل بها، مقابل جلوس المرشح “ميشيل معوض” في الصف الرابع في القاعة اثار تكهنات في لبنان حول مسار التعامل السعودي في ملف رئاسة الجمهورية وان كانت الرياض أعطت من خلال المنتدى اول إشارة على احتمال قبولها فرنجية في قصر بعبدا.

أوساط لبنانية مطلعة تقول انه من المبكر اطلاق حكم من هذا النوع. وان المنتدى باهدافه وشكل انعقاده حمل اكثر مما هو عليه.