غضب خليجي.. تداعيات إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1399
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ركزت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما" على عقد اتفاق نووي مع إيران دون النظر إلى سلوكها في المنطقة أو سلوك وكلائها أو برنامجها للصواريخ الباليستية، ولم يتضمن الاتفاق أي اعتبار لمصالح دول الخليج أو العالم العربي الأوسع.

ومع وصول إدارة الرئيس الحالي "جو بايدن" إلى السلطة، ظهر حرصها على إعادة إحياء الاتفاق في الوقت الذي تشن فيه هجمات سياسية على الدول العربية.

ولم تغير الدول العربية والخليجية موقفها تجاه الولايات المتحدة لكن المواقف الأمريكية أصبحت أكثر تشددا وأقل اهتماما بالشراكة ودعم الحلفاء، خاصة أن واشنطن تدرس الآن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمتها السوداء للإرهاب.

ويبدو أن الولايات المتحدة غير مهتمة بالهجمات التي تتعرض لها السعودية والإمارات من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، فيما تفرض واشنطن شروطا صارمة على تصدير الأسلحة لمواجهة هذه التهديدات الخطيرة.

وفي حال رفعت الولايات المتحدة العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني، فإن إدارة "بايدن" ستحقق تطلعات "أوباما"، التي كشف عنها في مقابلته الشهيرة عام 2016 مع مجلة "ذي أتلانتيك"، تحت عنوان "عقيدة أوباما".

وفي ذلك الوقت، قال "أوباما" إن السعوديين بحاجة إلى "مشاركة" الشرق الأوسط مع إيران. والسؤال هنا هو: هل من المقبول أن تشارك دول أوروبا نفوذها مع روسيا؟ هل تقبل الإدارة الأمريكية الحالية بذلك؟ أم تقبل حتى بطرح الفكرة في وسائل الإعلام، ناهيك عن مناقشتها سياسيا؟.

وحتى تصنيف الحوثيين كإرهابيين، كما فرضته إدارة "ترامب"، فلم يدم أكثر من شهر حتى جاءت إدارة "بايدن" لإلغائه. وشجع ذلك طهران والحوثيين على إعادة شحن "بطاريات الإرهاب". واستهدف الحوثيون لاحقا منشآت نفطية سعودية ومطارات مدنية ومحطات كهرباء ومياه في المملكة.

ويبدو أن وصف مجلس الأمن للحوثيين، الشهر الماضي، بأنهم "جماعة إرهابية" كان مجرد خطوة لإقناع السعودية بضخ المزيد من النفط، وليس مواجهة حقيقية للمليشيا المدعومة من إيران.

ومن شأن إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية أن يجبر حلفاء واشنطن وشركاءها في المنطقة على إعادة النظر في علاقاتهم الأمنية والسياسية مع البيت الأبيض، خاصة بعد فشلها في إشراكهم في المفاوضات النووية.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فسيمكن ذلك طهران من زيادة تدخلاتها في المنطقة من خلال وكلائها. ويراقب العالم كيف تتعامل أمريكا مع إيران، وكيف تتعامل مع شركائها وحلفائها.

وفي غضون ذلك، لن تقف الدول المتضررة من التهديد الإيراني مكتوفة الأيدي، بل سترد على كل تهديد، بما في ذلك البرنامج النووي والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والمليشيات، خاصة إذا تم رفع اسم الحرس الثوري من القائمة السوداء للإرهاب في أمريكا.

 

المصدر | حمدان الشهري/أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد