بعد تدّخل نتنياهو لدى ترامب لإبقائه بمنصبه: مركز أبحاث بيغن السادات يؤكّد أنّ بن سلمان مثل القطّ مع 9 أرواح وبدلاً من التراجع سيتقدّم مع مزيدٍ من المفاجآت

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1661
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
 لم يكُن مُفاجئًا بالمرّة، حتى لدى كبار المُحللّين والخبراء السياسيين في إسرائيل، أنْ يُعلِن رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، عن تأييده لوليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، إذْ أنّ بن سلمان، يخدِم الإستراتيجيّة الإسرائيليّة في أهّم قضيتين تسعى تل أبيب لتحقيق نجاحٍ فيهما دون أنْ تدفع ثمنًا يُذكر: الأولى، القضاء على القوّة العسكريّة لإيران ووقف تمدّدّها في منطقة الشرق الأوسط، إذْ أنّ التقدير الإستراتيجيّ لدولة الاحتلال يعتبر الجمهوريّة الإسلاميّة العدوّ رقم 2 بعد حزب الله للسنة الثانية على التوالي، بالإضافة إلى ذلك، وفي ظلّ أفول الخيار العسكريّ ضدّ طهران، تُعوّل إسرائيل على العقوبات الاقتصاديّة الأمريكيّة ضدّها، وتُقدّر أنّه بالتعاون مع أمريكا والسعوديّة، أهّم دولة عربيّة، يُمكن أنْ تؤدّي العقوبات لإسقاط النظام الحاكِم في طهران، وصعود نظامٍ جديدٍ يكون على علاقةٍ وطيدةٍ مع أعداء الأمس.
أمّا الهدف الثاني للإستراتيجيّة الإسرائيليّة، والذي لا يقّل أهميةً عن الأوّل، فيتمثّل في “حلّ” التوصّل إلى التطبيع الكامِل مع الدول الخليجيّة، وفي مُقدّمتها السعوديّة، وإسقاط الشرط التي كانت هذه الدول تضعه في الماضي، أنّ السلام معها سيتّم بعد حلّ قضية فلسطين، وغنيٌ عن القول إنّ محمد بن سلمان، كان قد أطلق تصريحاتٍ تتماشى مع الموقِف الإسرائيليّ فيما يتعلّق بقضية فلسطين، أوْ بالأحرى في كيفية الإجهاز على ما تبقّى من فلسطين، وفي مُقدّمة ذلك، أنْ تكون عاصمة الدولة الفلسطينيّة العتيدة في أبو ديس، لتبقى القدس الموحدّة عاصمةً أبديّة لدولة الاحتلال.
وفي هذا الإطار ذكر الموقع الالكترونيّ لصحيفة “معاريف” العبريّة أنّ نتنياهو اجتمع أمس الجمعة مع عددٍ من زعماء دول شرق أوروبا كجزءٍ من مشاركته في منتدى “كرويفا”، وتطرّق خلال التصريحات المُشتركة مع زعماء الدول إلى قضية مقتل الصحافيّ المُعارِض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا، وإلى مكانة السعودية في الشرق الأوسط، وقال إنّ ما حصل في القنصلية كان أمرًا مهولًا ويجب معالجة الأمر بالطريقة الملائمة، لكن في نفس الوقت أنا أقول إنّه من المهم جدًا، من أجل استقرار المنطقة والعالم أنْ تبقى السعودية مستقرّةً، ويجب إيجاد طريقة لتحقيق الهدفين لأننّي أعتقد بأنّ المشكلة الأكبر هي من جهة إيران وعلينا التأكّد بأنّ طهران لا تُواصِل نشاطاتها المُعادية، كما فعلت في الأسابيع الأخيرة في أوروبا، على حدّ زعمه.
إلى ذلك، يبدو أنّ إسرائيل توصلّت إلى قناعةٍ بأنّ الحلّ العسكريّ للتواجد الإيرانيّ في سوريّة بات بعيدًا جدًا في ظلّ الأزمة المُتفاقِمة بينها وبين موسكو، على خلفية إسقاط الطائرة الروسيّة في شهر أيلول (سبتمبر) الفائت، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة (أمان)، الجنرال درور شالوم، لصحيفة (يديعوت أحرونوت) أمس إنّه في سوريّة خبرين: واحد جيّد والثاني سيّئ. الجيّد أنّ التمركز الإيراني في سوريّة كُبِح بقرارٍ صدر من طهران، أمّا الخبر السيّئ فهو أنّ الإيرانيين يُعززون عمليات نقل السلاح إلى سوريّة، من أجل مواجهةٍ عسكريّةٍ ضدّ إسرائيل، على حدّ تعبيره.
مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، فإنّ تل أبيب تُراهِن على أنّ العقوبات الأمريكيّة الجديدة على إيران ستؤدّي إلى تقويض النظام الحاكِم وتُعوّل على “ثورةٍ شعبيّةٍ” في الجمهوريّة الإسلاميّة للإطاحة بالنظام، وهذا الرهان قائم وفعليّ لدى صنّاع القرار في تل أبيب، فقد تطرّق إليه أيضًا في وقتٍ سابقٍ عضو المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المُصغّر، الوزير يوفال شتاينتس، وكذلك زميله آرييه درعي، الذي دعا إلى انتظار العقوبات الأمريكيّة على إيران، في معرض ردّه على خيارات إسرائيل في مواجهة القيود الروسيّة في سوريّة. وأشار درعي، كما كانت ذكرت صحيفة (هآرتس) العبريّة، إلى إمكان أنْ يعقب العقوبات على طهران تطورّات دراماتيكيّة جدًا، سواءً في إيران نفسها، أوْ بالنتيجة في الساحة الشماليّة، مع سوريّة ولبنان، بحسب قوله.
عُلاوةً على ذلك، نشر أمس مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجيّة دراسةً جديدةً عن السعوديّة، وممّا جاء فيها أنّ وليّ العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان يُمكِن أنْ يثبت أنّه ليس قطة مع تسعة أرواح فقط، ولكن القط الذي يقوم بالقفزات المُفاجِئة، وذلك على الرغم من أنّ سمعته قد تعرّضت لتشّوهٍ في أعقاب مقتل الإعلاميّ خاشقجي، مُوضحةً أنّ الحادثة قد تدفعه إلى التحدّي وليس، كما يتوقّع الكثيرين، إلى التأخّر، على حدّ تعبيرها.