"دافوس في الصحراء" العرض البراق للأمير السعودي ملطخ باتهام مروع

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2299
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 أطلق المشاركون عليه اسم "دافوس في الصحراء"، يجسد الطموحات العالية لمؤتمر سنوي للمستثمرين، من المقرر عقده بمدينة الرياض بالسعودية ، هذا الشهر.

التخطيط الأولي، تم على أنه تجمع حار، تنامى بسرعة في الحجم والنطاق، وعكست الجلسة الافتتاحية في العام الماضي تصميم مضيفها ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، على أن يكون لاعبا على المسرح العالمي.

وتماشيا مع الممارسة الإسلامية، لم يتم تقديم المشروبات الروحية، وكان النوادل يجوبون فندق ريتز كارلتون الفخم والواسع، ويقدمون القهوة السعودية الشاحبة اللون، ومشروبات فواكهه ذات طعم غريب، وخارج الفندق، حافظت السيدات من المدراء التنفيذيين على عدم كشف أيديهن وسيقانهن.

لكن التجمع كان تجسيدا مبالغا فيه، لحلم ولي العهد لتحديث المملكة إبعادها عن الاعتماد عن النفط بحلول 2030.

وفى حديثه على خشبه المسرح، إلى "ماريا بارتيرومو"، مذيعة شبكة "فوكس نيوز" الامريكية، قال الأمير السعودي "جميع مشاريعها وبرامجها يمكن أن تصل إلى أفاق جديدة في العالم"؛ ثم قدم مخططه لمدينة "نيوم" المدينة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار.

وفى الأسبوع الماضي، تصادمت تلك الرؤية مع الواقع الوحشي للشرق الأوسط، حيث لفت دوامة من الادعاءات أن عائلة ولي العهد السعودي أمرت بقتل صحافي سعودي في تركيا.

وقد شوهت الضجة الناجمة عن الواقعة سمعة ملك المستقبل (محمد بن سلمان)، وتركت مؤتمره القادم في حالة يرثي لها، حيث يواجه المستثمرون الأجانب الجانب المظلم من أحلامه العربية.

وإذا كان تم تقديم مؤتمر العام الماضي على اعتباره حفلا كبيرا لولي العهد، فإن تجمع هذا العام، يعد رمزا لخيبة أمل الغرب المتعمقة من الزعيم الشاب.

فلم يعد ذاك الإصلاحي الجريء العازم على تحديث مملكته -المفضل لدي الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر- فقد أصبح الآن ينظر إليه بصفته متهور، ومستبد لا يمكن الاعتماد عليه، حيث يلجأ إلى استخدام التكتيكات التقليدية لسحق المعارضة.

التقارير المروعة ، إن لم تكن مؤكدة ، عن الصحفي "جمال خاشقجي"، دفعت بقائمة متزايدة من الحاضرين والرعاة للمؤتمر المقبل، للخروج بسرعة من الموقف المحرج الذي سوف يتعرضون له، حال مشاركتهم في مؤتمر ولي العهد المقبل.

وبحلول نهاية الأسبوع، ألغت صحيفة "نيويورك تايمز"، وكل مؤسسات الإعلام الغربي الرئيسية الأخرى، باستثناء "فوكس بزنس نتورك"، مشاركتها في مؤتمر الرياض المقبل.

وكان انسحاب الرئيس التنفيذي لشركة أوبر "دارا خسروشاهي" الأكثر دراماتيكية.

ففي مكالمة هاتفية غاضبة، مع راعي المؤتمر "ياسر الرميان"، قال السيد "خسروشاهي" وهو (أمريكي-إيراني) إن الادعاءات حول السيد "خاشقجي" مروعة ، وإنه لن يذهب إلى الرياض ما لم يتم الإجابة بشكل واضح حول مصيره، حسبما نقل اثنين من المطلعين على المحادثة.

وحاول "الرميان" طمأنته أن التقارير لم تكن صحيحة، تمشيا مع إنكار الحكومة السعودية لأي تورط في اختفاء "خاشقجي" لكن تلك الردود لم تغير قرار الرئيس التنفيذي لأوبر.

مؤسسات أخري أنهت علاقاتها مع المملكة مثل، شركة هاربر غروب ومعهد بروكينغز.

وقال "بروس ريدل" خبير الشؤون السعودية بمعهد بروكينغز:  "محمد بن سلمان حاول بكل قوة منذ 3 سنوات ونصف تصوير نفسه كمصلح وثوري.. الآن انكشف الستار".

وهذا الأمر يترك الكثير من الممولين والتنفيذيين في وضع محرج، فالبعض منهم استثمر بمليارات الدولارات في المملكة، وآخرون يديرون مليارات الدولارات من الأموال السعودية، وجميعهم يريد الحفاظ على تدفق الأموال.

فالعديد من المستثمرين الذي يملكون أكبر حصص في المملكة بما في ذلك "سيتفيت شوارزمان الرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون، جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان، تشيس ماسايوشي سون مؤسس شركة سوفت بانك ومديرها التنفيذي" لم يقوموا بإلغاء مشاركتهم بالمؤتمر.

وقال "جون بي.ألترمان" مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، سيظل هناك الكثير من الجادين في الرياض.. المستثمرون سيهتمون بالسعودية لفترة طويلة.. ثرواتها غير عادية وأسعار النفط أعلى من 80 دولارا للبرميل".

وفى الأسبوع الماضي، أوقف الملياردير البريطاني "ريتشارد برانسون" محادثات بشأن استثمارات سعودية ضخمة في مشاريع الفضاء ، وعلق إدارته لمشروعين سياحيين سعوديين بمدينة نيوم، كما علق  أيضا محادثات لشركته فيرجن جروب مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يرعي مؤتمر دافوس الصحراء.

وقال "برانسون" في بيان: "إذا ثبتت صحة ما ورد أنه حدث في تركيا بشأن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، فسيغير ذلك بوضوح قدرة أي منا في الغرب على القيام بأعمال مع الحكومة السعودية".

وعلى خلاف مؤتمر دافوس الذي يعقد في سويسرا، الذي يضع قائمة بالأثرياء البارزين في العالم، كافح المؤتمر السعودي من أجل جذب رؤساء الدول.

وفى هذا العام، تمنى منظمو دافوس الصحراء محاولة إغراء الرئيس "إيمانويل ماكرون" رئيس فرنسيا ورئيس وزراء اليابان "شينزو آبي"، ولم يكن أي من الاثنين متاحا، وفى العام الماضي، حضر "توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، و"نيكولا ساركوزي" الرئيس السابق لفرنسا.

وخلال المؤتمر الماضي، كانت الغيوم تتجمع في الأفق بعد أيام قليلة من خروج الأجانب من فندق ريتز كارلتون، حيث حول ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" الفندق إلى سجن للمئات من السعوديين الأثرياء وظلوا قيد الحبس، حتى قاموا بتسليم مليارات الدولارات للأمير على اعتبار أنها مكاسب غير مشروعة.

وقال "ستيفن كوك" الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، إن المؤتمر مثل قرار "بن سلمان" السماح للنساء بقيادة السيارة، تمت صياغته لوضع وجه جذاب لما يعد محاولة قاسية لتحويل مجتمعه.

المصدر | نيويورك تايمز