«الصحوة».. الملك «فهد» امتدح تنويرها و«بن سلمان» أراد تدميرها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2942
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

جابر بقشان
«الصحوة التي ساهمت بتنوير بصائر المسلمين ونشر العقيدة الصحيحة في أرجاء المعمورة».. لم تكن كلمات أحد المشايخ أو زعماء الحركات الدينية يرد بها على ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، لكنها ما تناقله مغردون على نطاق واسع في مقطع فيديو للملك الراحل «فهد بن عبدالعزيز» الأخ الشقيق للملك الحالي «سلمان بن عبدالعزيز».
ونشر مركز «الحرب الفكرية» التابع لوزارة الدفاع السعودية ويرأس مجلس أمنائه ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، الجمعة، تقريرا حول مفهوم «الصحوة الإسلامية» قال فيه إن الصحوة في أصل دلالة مصطلحها «كانت بمعنى استعادة الوعي بقيم الدين والالتزام به، فدخلت بذلك قاموس الفكر الإسلامي حتى راجت بهذا المعنى وقتا طويلا ومن ثم جرى تداولها وقتئذ في السياق الإيجابي حتى كتب فيها البعض وألف إلى أن تنبه الاعتدال الإسلامي لخطف معناها الحسن من قبل التطرف الذي زورها وشوه أصل دلالتها اللغوية والاصطلاحية».
تقرير مركز «الحرب الفكرية» أثار ردود أفعال واسعة، ودفع عددا من الكتاب والمفكرين للرد عليه في تدويناتهم على «تويتر»، كما أعادوا نشر كتابات سابقة لرموز العلماء والمفتين وكبار المشايخ حول «الصحوة» بالمملكة.
وأضاف التقرير أنه «تحول مفهوم الصحوة اللغوي والاصطلاحي من وصف الاعتدال إلى وصف التطرف.. ثم راج هذا المعنى الجديد في مقابل رواج الأول وحل محله، وترتب على ذلك أنه إذا أطلقت كلمة الصحوة أو الصحويين قصد بها عناصر التطرف الذي تشكل كظاهرة واضحة عام 1400 للهجرة (1979) في عدد من الدول الإسلامية ومنها الدول الخليجية، والذي كان الباعث الأبرز لتطرفه هو مواجهة التطرف الطائفي للثورة الخمينية».
كما هاجم التقرير جماعة «الإخوان المسلمين» و«السروريين» واعتبر أنه تولد عنهما فكر انتحاري لمشروع الأمة، هو فكر «داعش» (تنظيم الدولة الإسلامية) و«القاعدة»، واعتبر أن ذلك نتيجة لكتابات «أبو الحسن الندوي»، و«سيد قطب» ومؤلفاته التي استظهرها بعض الشباب الإسلامي، وهو ما عزلهم عن الوعي الوسطي، وعزلهم كذلك عن ولائهم لدولهم الوطنية بدون استثناء.
الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» في معرض تعليقه على التقرير، قال: «لا يليق بمركز يروم أن يكون مرجعية بحثية وأكاديمية، نشر تقرير كهذا يفنده أبسط متخصص في الحركات الإسلامية».

«تنوير بصائر المسلمين»
بينما أعاد الناشط السياسي «عبدالله الوذين» مقطع فيديو للملك الراحل «فهد بن عبدالعزيز» اعتبر فيه أن «الصحوة ساهمت بتنوير بصائر المسلمين ونشر العقيدة الصحيحة، وإنها لم تكن موجودة تحت وطأة الاستعمار، لكنها الحمد لله الآن تنتشر في الشمال والجنوب والشرق والغرب».
وقارن بين تصريحات الملك «فهد» وتصريحات ولي العهد السعودي التي قال فيها إن «الصحوة الإسلامية لم تكن موجودة قبل عام 1979 وانتشار مشروع الصحوة في المنطقة، وإننا الآن نعود إلى ما كنا عليه قبل عام 1979، وإن 70% من الشعب السعودي أقل من 30 عاما وليس مستعدا لإضاعة 30 عاما أخرى في التعامل مع أفكار متطرفة.. سوفت ندمرهم الآن وفورا».

«أعداء الصحوة»
كما أعاد أستاذ التفسير والحديث بجامعة الكويت «حاكم المطيري» نشر مقاطع من كتاب «الصحوة الإسلامية» لعضو هيئة كبار العلماء وأحد أكبر مشايخ المملكة الراحل «محمد بن صالح آل عثيمين» قال فيه إنه «لا يخفى على الجميع ما من الله به على الأمة الإسلامية في هذه البلاد وفي غيرها من الحركة المباركة واليقظة الحية لشباب الإسلام في اتجاههم الاتجاه الذي يكمل به اتجاه سابق، هذا الاتجاه السليم الذي هدفه الوصول إلى شريعة الله من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم».
واستدرك: «ولاشك أن هذه اليقظة وهذه الحركة كغيرها من الحركات واليقظات الطيبة المباركة سيقوم ضدها أعداء، لأن الحق كلما اشتعل نوره، اشتعلت نار الباطل»، ولكن: «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون».
كما تداول المغردون كلمات عالم الحديث الشهير «محمد ناصر الدين الألباني» التي قال فيها إنه «مما يفرح القلب أن هناك ما يسمى بالصحوة الإسلامية، وأنا أعتقد أن هناك صحوة فعلا.. ولكنها في أوائلها».

«تسر كل مؤمن»
وأعاد «حاكم المطيري» تغريد كلمات مفتي المملكة الراحل الشيخ «عبدالعزيز بن باز» بأن «هذه الصحوة التي تسر كل مؤمن ويصح أن تسمى أيضا حركة إسلامية وتجديدا إسلاميا ونشاطا إسلاميا، يجب أن تشجع وأن توجه إلى الاعتصام بالكتاب والسنة».
كما تناقل كلمات الشيخ «محمد آل عثيمين» بأن «الصحوة ولله الحمد قد انتشرت في هذه البلاد وفي غيرها، فقد كان الناس قبل نحو 20 سنة لا تكاد تجد في المسجد من الشباب إلى اليسير، أما الآن ولله الحمد فأكثر من في المساجد هم الشباب، وهذا يؤذن بمستقبل زاهر لهذه الأمة».
وتابع: «ليس هذا في البلاد السعودية فقط، بل في عامة البلاد الإسلامية، فكل من يأتي إلينا من جهات متعددة، ونسألها عنها يثنون على الصحوة الموجودة في بلادهم وهذا لا شك من نعم الله عز وجل، ونشير إلى أن المستقبل لهذه الأمة، لشباب الصحوة دور كبير في إنقاذ المجتمع والدفاع عنه وأنه يجب على الحكام أن يراعوا هذا الشباب في الصحوة وأن يعرفوا قدرهم».

«تهمة الصحوة» و«الغفلة»
الصحفي «تركي الشلهوب» سخر من بحث النظام السعودي دائما عن شماعة يعلق عليها جميع المشاكل هربا من المسؤولية، وقال في تغريدة له: «كل بلاوينا كان سببها إيران، ثم الحوثي، ثم قطر وخلايا عزمي، والآن الصحوة!.. أما طويلين العمر -الذين هم سبب مشاكلنا- فمنزهين عن كل خطأ!».
حساب المغرد «مزمجر» قال أيضا: «يعلقون إخفاقاتهم بالصحوة.. وكأنها هدمت المصانع ودمرت البنية التحتية وحرمت التقدم التقني ومنعت البحث العلمي وغاية تقدمهم سينما وقيادة».
مغردون آخرون تخوفوا من أن الاتهامات بالانضمام إلى «الإخوان» أو إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» ستبدأ تختفي بعد ابتذالها، لتحل مكانها تهمة الصحوة: «ستختفي تهمة الإخوان والدعشنة لتظهر تهمة #الصحوة والوهابية».
على الضفة الأخرى، أطلق مغردون مؤيدون لـ«بن سلمان» وسم #الغفلة لوصف حركة الصحوة التي يعتزم ولي العهد تدميرها وفق تصريحاته الأخيرة، واعتبروا أن الصحوة هي المسؤولة عن تأخر المملكة 30 عاما.

المصدر | الخليج الجديد